الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مصلحة الشعب السوري أم بقاء الأسد؟

مصلحة الشعب السوري أم بقاء الأسد؟

02.12.2013
الوطن السعودية


الاحد 1/12/2013
تشير التطورات الأخيرة في الشأن السوري إلى أن المساعي الروسية الإيرانية تصب في اتجاه دعم نظام الأسد، بأي طريقة، للإبقاء عليه، في مؤتمر "جنيف 2"، وهذا ما يرجح احتمال فشل المؤتمر، إذ إن المعارضة لن تقبل ببقاء الأسد وكذلك الثوار على الأرض، بالإضافة إلى الشعب بكامله، عدا من يوالون النظام.
لذلك فإن تصريح المتحدثة الإعلامية باسم الموفد الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، بأن "على المشاركين في مؤتمر جنيف 2، سواء كانوا من النظام أو المعارضة، أن يأتوا إلى المؤتمر من دون شروط مسبقة"، وأن يقدموا طروحاتهم على طاولة التفاوض في جنيف، يبدو منطقيا في شكله العام، لكن بالتدقيق فيه يظهر أنه يخالف ما نتج عن قرارات "جنيف 1" التي يفترض أن يعقد "جنيف 2" مشروطا بتطبيقها وإكمالها، وليس نسفها من جذورها. ففي "جنيف1" الذي ضم الدول الخمس الكبرى، وعلى الرغم من عدم توضيح مصير الأسد بدقة، إلا أنه تم إقرار حكومة انتقالية من النظام والمعارضة، لذلك لا بد من حسم تشكيل الحكومة ومصير الأسد في "جنيف 2".
إلى ذلك، فالنقطة الخلافية الرئيسة هي وضع بشار الأسد في السلطة، فالنظام يعلن أكثر من مرة أن ذهابه إلى جنيف لا يعني تخلي الأسد عن الحكم. والمعارضة تقول إنها لن تقبل ببقائه على رأس السلطة. وبناء عليه فلا حل للأزمة السورية إلا بحل هذه النقطة المعقدة، والحسم الفعلي بيد القوى الكبرى، وتحديدا روسيا والولايات المتحدة. أما زيارة رئيس الوزراء السوري الحالية إلى إيران فلن تتجاوز كونها محاولة لجلب الدعم لبقاء الأسد، وتهدف مثلها الضغوطات الروسية على المعارضة السورية كي تزور موسكو وتتفاوض على أمور لم تعلنها روسيا، غير أنها أقرب إلى فكرة الإبقاء على الأسد.
إشكالية التدخلات الدولية في الأزمة السورية، خاصة من قبل القوى الكبرى، هي موطن الخلل، لكن تلك القوى لا تبادر بإيجاد المخرج، وتعرف أن الشعب السوري يعاني الأمرين، لكنها تفضل مصالحها المرتبطة حاليا بوجود الأسد على رأس الحكم، وبالتالي مصلحة الأسد.. وإلى أن تفضل تلك القوى مصلحة الشعب السوري ربما تكون الأزمة بلغت نقطة اللاعودة، إن لم تكن بلغتها وانتهت.