الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مصلحة الشعب.. خيار الائتلاف السوري في "جنيف 2"

مصلحة الشعب.. خيار الائتلاف السوري في "جنيف 2"

20.01.2014
الوطن السعودية


الاحد 19/1/2014
أيام وينطلق مؤتمر "جنيف 2" كما هو مفترض، وبرغم ذلك ما زالت كثير من الأمور في حالة ضبابية غير واضحة، فتأجيل اجتماع الائتلاف السوري المعارض في إسطنبول من الخميس الماضي إلى أمس لحسم المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" من عدمها بسبب خلافات بين الفصائل والأعضاء ليس إيجابيا، ومسألة المشاركة كان يفترض حسمها منذ فترة.
ولأن مشاركة المعارضة ضرورية لعقد المؤتمر، إذ لا يعقل أن يحاور النظام نفسه ويقرر عن السوريين وهو الذي قرر استخدام القمع والقتل والتضليل الإعلامي في بداية الثورة ليحرفها عن مسارها وتمكن من ذلك مستغلا أيضا خلافات المعارضة، فالمنطق يقول إنه يجب قطع الطريق عليه لمنعه من التلاعب، عبر الاستفادة من الضغوط الدولية لحل الأزمة، مثل تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس بأن مؤتمر جنيف 2 يأتي لتطبيق جنيف 1، وبالتالي التضييق على الدعم الروسي للنظام السوري، إذ لا تنسجم ادعاءات روسيا بالسعي للسلام في سورية فيما هي تكثف من تزويدها للنظام بالأسلحة خلال الأسابيع الماضية بحسب المصادر.
ولا يقتنع عاقل بكلام وزير الخارجية الروسي لافروف عن إيصال المساعدات الإنسانية للداخل السوري بالتنسيق مع النظام السوري، فهل النظام الذي يحاصر الناس ليموتوا جوعا مستعد لأن يمرر لهم المساعدات؟ أما عن حديث وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم عن ترتيبات أمنية لوقف إطلاق النار في حلب، فالترتيبات يجب أن تشمل الدولة كلها وليس المدن التي تضعف سيطرة النظام عليها. أما تصريح لافروف بأن وقف العنف ومحاربة الإرهاب محوران أساسيان فيه، فيصبح مقبولا إن اعترف لافروف بالعنف والإرهاب اللذين مارسهما النظام ضد الشعب منذ بدء الثورة.
الخيار بمشاركة الائتلاف أو العكس يجب أن يبنى على مصلحة للشعب السوري وليس مصلحة أفراد في الائتلاف، فالخلافات التي ظهرت في المعارضة السورية منذ بدء الثورة ولغاية ما قبل أيام من مؤتمر مصيري، ما كان يجب لها أن تظهر إن حكّم مفتعلوها عقولهم بعيدا عن مصلحة الذات وحب السلطة. وربما لو أن المعارضة السورية كانت على قلب واحد ورؤية واحدة لكان العالم ساعد السوريين منذ زمن على إسقاط النظام، غير أن تزايد الخلافات جعل القوى الكبرى في المجتمع الدولي تشعر بأن القيادة الواعية المؤهلة للمرحلة الانتقالية غير موجودة.