الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مصيبة مكافحة الإرهاب تجمع أميركا وروسيا وتفرض قيام أنظمة شعبية وقوية لضربه

مصيبة مكافحة الإرهاب تجمع أميركا وروسيا وتفرض قيام أنظمة شعبية وقوية لضربه

22.01.2014
اميل خوري


النهار
الثلاثاء 21/1/2014
هل بات الخوف من الارهاب الذي أخذ يضرب في كل مكان ومن دون تمييز بين يمين ويسار وبين دين وآخر هو الذي يجمع الدول الكبرى على مكافحته بشتى الوسائل، وإقامة أنظمة قوية في دول المنطقة تستطيع ذلك؟
لقد لجأت الولايات المتحدة الاميركية في الماضي الى الاصولية الاسلامية لمحاربة الشيوعية واذ بهذه الاصولية ترتد على الولايات المتحدة وعلى أوروبا وروسيا وتبلغ حد وصولها الى السلطة في بعض دول المنطقة، فكان لا بد من اتفاق دولي ولاسيما اميركي – روسي لمكافحة هذا الارهاب المدمر لحضارات الشعوب بدءا بإقامة حكم قوي في الدول التي تستورد الارهاب او تصدّره وهو ما يجري العمل له في ليبيا وتونس واليمن والعراق وأفغانستان ومصر وسوريا، وقد صار دعم حكومة نوري المالكي في العراق لهذه الغاية في انتظار الانتخابات الجديدة، ودعم الحكم الذي سينبثق من الانتخابات النيابية بعد الاستفتاء الشعبي على الدستور في مصر، وأن حل الازمة السورية سيبنى على إقامة حكم قوي فيها يستطيع مكافحة المنظمات الارهابية بمختلف أشكالها، وهذا الحكم لا يقوم إلا بتحالف بين الزعماء الذين يمثلون غالبية الشعب السوري، وليس زعماء طرف واحد سواء كان الطرف الحاكم حالياً أو كان الطرف المناهض له، وهو ما يجعل البحث يدور حول حكومة ائتلافية وإن انتقالية تجمع كل القوى الفاعلة في البلاد لتكون قادرة على وضع دستور جديد واجراء انتخابات نيابية ثم رئاسية، يساندها جيش قوي قادر على حفظ الأمن والاستقرار وضرب كل مخل به فلا يتكرر ما حصل في العراق وما يحصل في ليبيا وفي غيرهما من الدول في المنطقة لأن المطلوب هو الامن والاستقرار كي ينمو الاقتصاد ويزدهر ولا تعود الحاجة والفقر والقهر تولِّد العنف والارهاب ويسهل اصطياد العاطلين عن العمل والمحرومين للقيام بهذه الاعمال.
لذلك فإن الحل في سوريا لن يكون لحكم فريق واحد بل لحكم كل الافرقاء الاقوياء الذين لهم تمثيل شعبي، الى ان تجرى انتخابات حرة تأتي بهم صناديق الاقتراع.
إن موجة الارهاب التي تقوى وتشتد وتمتد لتضرب حتى داخل اراضي الدول الكبرى باتت مواجهتها في حاجة الى حلف جديد يجمع اليمين واليسار لأنه ارهاب يهددهم جميعاً ويوقف حركة الاعمال والاقتصاد والمال في كل دولة ويجعل الفقر والبؤس واليأس بيئة حاضنة وصالحة لتوليد الارهابيين في كل دين ومجتمع.
لقد كانت اسرائيل مدى ستين عاما هي العدو المشترك للعرب والفلسطينيين، ,اذا بالارهاب يصبح هو هذا العدو المشترك لكل المجتمع العربي والدولي ولاسرائيل بالذات وسيكون لايران دور في المشاركة بمكافحة هذا الارهاب الذي ستجتمع على ضربه كل قوى الاعتدال في العالم. وهذا العدو المشترك هل يعيد لمحاربته حكم الانظمة العسكرية التي قامت في الماضي لمحاربة الشيوعية وارجاء اقامة الانظمة الديموقراطية ولو الى حين، خصوصاً في الدول التي لم تتهيأ الشعوب فيها لممارستها فتأتي بالاصولية الى الحكم كما حصل مرة في الجزائر وفي فلسطين المحتلة وكما حصل اخيرا في تونس ويجري الآن تصحيح هذا الوضع فيها وفي مصر بإقامة أنظمة ديموقراطية تحميها جيوش قوية قادرة على إخضاع مجموعات العنف والارهاب التي لا سبيل في ظلها لأي ازدهار ونمو بل فقر مدقع وظلم شديد لا يحتمل.
هل يمكن القول ان الاتفاق الاميركي – الروسي يجمع حوله دول العالم الراغبة في محاربة الارهاب وضربه في منبعه ومصبه قبل ان يشتد ساعده ويتمدد ويصبح من الصعب التغلب عليه الا بعد دمار شامل؟ ومحاربة هذا الارهاب تبدأ بدعم قوى الاعتدال في كل دولة تنخرها سوسة التطرف الديني والعمل على اقتلاعها قبل ان تنمو وتنتشر في جسم كل مؤسسات الدولة، وقد بدأ دعم هذه القوى في عدد من دول المنطقة، وما انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الايرانية بأصوات اكثرية شعبية واسعة سوى البداية ويلي ذلك حل الازمة السورية بإقامة حكم المعتدلين الممثلين لكل القوى الحية، وهذا ما هو جار في مصر وتونس وليبيا وما سوف يجري في لبنان. فمصيبة الارهاب هي التي تجمع كل القوى المعتدلة في كل دولة لأن تفرّق هذه القوى يجعل التطرف الموحد تنظيما وعقيدة يتغلب عليها. وهل يمكن القول ايضا ان الحرب بدأت بين قوى التطرف والارهاب وقوى الاعتدال في المنطقة حيث منبعها تنظيماً وتمويلاً وتسليحاً ومنها يتم تصديرها الى دول العالم، ويقود الاتفاق الاميركي – الروسي هذه الحرب بإقامة حكم قوي في كل دولة في المنطقة يدعمه جيش قوي واكثرية شعبية واسعة تتوق الى العيش بأمن وأمان وإلى حياة حرة كريمة.