الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مضايا إذ تصفع قتلة الضاحية وسيدهم في طهران

مضايا إذ تصفع قتلة الضاحية وسيدهم في طهران

11.01.2016
ياسر الزعاترة



الدستور
الاحد 10/1/2016
لا شيء يستر عورة “السيد” في الضاحية الجنوبية، ولا “ولي أمره”؛ الولي الفقيه في طهران، فلا الرد الذي كتبه “الإعلام الحربي” نفع، ولا الهاشتاجات المستميتة للأنصار الذين غُيبت عقولهم وأضاعوا ضميرهم، ولا إعلام الأدوات والأبواق، فقد تفوقت وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى في فضح القتلة، لكن فضيحتهم الكبرى جاءت من وجوه الأطفال البريئة وصرخاتهم جراء الجوع، وأجسادهم التي أحالها الجوع إلى هياكل عظمية.
كل التاريخ الذي يتبجح به نصر الله عن الشرف والمقاومة ينسخه بكاء طفل واحد من وطأة الجوع في مضايا، وهو نُسخ أصلا منذ أن تورط في الدم السوري، ومنذ أن أعلن أن طريق القدس يمر بالزبداني ودمشق ودرعا.
هنا في مضايا سقط القتلة مجللين بالعار، ومن ورائهم وليهم الفقيه، ومعهم  بوتين، لكن قتلة آخرين في واشنطن وعواصم كثيرة لم يكونوا بمنأى عن ذلك، ومن ورائهم نتنياهو الذي قرر فصول الصراع في سوريا عبر الضغط لمنع السلاح النوعي عن الثوار كي تتواصل المأساة. أما حين قررت واشنطن التعاطف مع أهل مضايا، فلم تزد على أن ناشدت المجرم أن يفك الحصار من حولها، ويسمح بدخول المساعدات، لكنها جيّشت الجيوش من أجل انتزاع الكيماوي لحساب الكيان الصهيوني.
تضيع الأحرف ويسقط الكلام أمام صرخات الأطفال، وأجسادهم المتهالكة، ومعهم الرجال والنساء في مضايا، ويزداد عار القتلة وضوحا، وهم يشترطون لإطعامهم أن يخرجوا من ديارهم، في عملية تطهير طائفي حقيرة، لا تقل عن حقارتهم، بالانتصار لطاغية ينتمي لأقلية استمتعت بحكم الغالبية بالحديد والنار، وتريد المضي في ذلك بأي ثمن.
البيان الي أصدره “الإعلام الحربي” في حزب نصر الله لم يزد المشهد سوى فضائحية، ولم يزد القتلة سوى عار على عارهم، فهو يتحدث عن أن الجماعات المسلحة هي التي تأخذ “السكان رهينة”، لكأن المطلوب لقاء رغيف الخبز أن يسلم الناس رجالهم، ويقبلوا بترك ديارهم كي يسيطر عليها الحرس الثوري وأذنابه.
لا أحقر من القتلة سوى من يبررون لهم، من كل ملة ومن كل لون. إنها سوريا التي أسقطت وجوها كثيرة، وكشفت فقرها للأخلاق، فقضية سوريا قضية أخلاق قبل أن تكون سياسية، ومن فقدوا الأخلاق يمكنهم أن يتوسلوا الشعارات بحثا عما يستر عارهم، دون جدوى.
في مضايا سقط القتلة وأذنابهم مجللين بالعار، وسقط عالم ظالم لا يحسب حساب الضحايا إلا حين ينتمون إلى الدم الأزرق، وقد يصرخ دفاعا عنهم إذا كانوا ينتمون إلى بعض الأقليات، أما إذا كانوا ينتمون إلى الغالبية المطحونة بعنف رموز الطائفية، ومعها أنظمة الظلم في هذا الشرق الحزين، فلا حسَّ ولا خبر.