الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مضايا.. يا حقوق الإنسان!

مضايا.. يا حقوق الإنسان!

16.01.2016
يوسف القبلان



عكاظ
الخميس 14/1/2016
    مضايا المحاصرة بالجوع والموت هي مأساة تعلن فشل العالم في ميدان حقوق الانسان. عالم يصرخ من أجل حرية التعبير ويتقاعس عن نجدة انسان يتعذب ويموت ببطء. جريمة إنسانية يرتكبها نظام الأسد، وحزب خدع الشعوب العربية بالمتاجرة بقضية فلسطين. حزب يزعم أنه نصير الحرية وبطل المقاومة. حزب الخداع والكذب والتضليل، حزب الخيانة ينشر الرعب، يقتل ويفجر ويختطف ويحاصر الأطفال والنساء والمسنين، حزب إرهابي يغذي الطائفية والكراهية من أجل حماية نظام إرهابي وعدو لحقوق الانسان.
ماذا يريد الانسان في مضايا وغيرها من المدن المحاصرة من شعارات منظمات حقوق الانسان إذا كان يفقد الغذاء والأمن.؟ لن تطعمه الشعارات، ولن تنقذه من الحصار، ولن تسعفه قرارات أو قوانين دولية لا تنفذ الا حسب الأهواء السياسية.
في مضايا مقبرة جماعية، ومقبرة لشعارات حقوق الانسان، ومقبرة لمواقف الدول الكبرى التي تجاهلت المبادئ والقيم الأخلاقية التي تفتخر بها ليل نهار، فالتزمت الصمت أو النداءات الخجولة إزاء قصف ومحاصرة المدنيين.. دول ومنظمات تحتج على تطبيق شرع الله في الإرهابيين القتلة المجرمين وتدافع عنهم، لكنها تسكت عن حصار وتجويع وقتل الأبرياء لمدة ستة أشهر!
إنها جريمة إنسانية يجب ألا تنتهي بمجرد وصول قوافل الإغاثة.
قوافل قد تنقذ الانسان من الموت جوعا لكنها ستبقى جريمة يستحق مرتكبوها وضعهم في قفص الاتهام ومحاكمتهم وتطبيق القوانين الدولية عليهم. وقد تعالج المساعدات الطبية بعض الجروح لكن جرح الخيانة، والكرامة الإنسانية سيبقى الى الأبد.
وحين يغيب الضمير ينفي مندوب سورية بالأمم المتحدة في تصريحات صحفية وجود أزمة إنسانية في مضايا بل وينفي محاصرتها!
كل المشاهد المؤلمة في مضايا والتي يؤكدها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية هي في رأي مندوب سورية فبركة إعلامية!
ثم يعلن بنفسه في تناقض واضح عن وصول 65 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية!
نقول للمحكمة الجنائية الدولية، افتحي أبوابك، فالقادمون للمحاكمة كثيرون، وليصرخ القاضي بكل قوة (محكمة).