الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مضايا يقتلها الجوع

مضايا يقتلها الجوع

11.01.2016
فضيلة المعيني



البيان
الاحد 10/1/2016
   لو كان هناك لقب لاختيار أكبر كارثة إنسانية حلّت بالشعوب، لاستحقتها معاناة الشعب السوري بكل جدارة، لما يقاسيه هذا الشعب على مدى سنوات، ليس على يدي نظامه وحسب، بل لما يمر به على الصعد كافة، وقد تكالبت عليه المآسي والكوارث، لتزيد من معاناته التي طالت أمنه وسلامته وحياته.
تنوعت أسباب موت السوري، من يدفن تحت أنقاض بيته أو بسبب البراميل المدمرة أو ينفذ إلى رأسه رصاص طائش، ومن لم يبتلعه اليم في رحلة الهجرة إلى بر الأمان التي كانت بمنزلة وهم زاد فيه حجم معاناته وفقد فيه من فقد حياته، ومن أصبح يموت بفعل الجوع، وهو أقسى ما كان يتوقعه.
لم يكن يخطر ببال المرء أن يرى يوماً إنساناً في هذا البلد وقد بانت عظام القفص الصدري لديه، وجحظت عيناه وتغيرت ملامح وجهه وجسمه ويقضي جوعاً.
الزبداني ومضايا وغيرهما محرومة بسبب حصار الجيش السوري وحزب الله لها من الطعام، في عملية انتقامية للضغط على المقاتلين في الزبداني، من خلال ممارسات لاإنسانية على أهاليهم في مضايا، عبر تجويع مدنيين وتعريضهم للخطر في جريمة هي جريمة حرب، وليست مجرد انتهاك لقوانين الحرب.
سلاح التجويع الذي يعتبر من أقذر الأسلحة يستخدمه الطغاة ضد مدنيين عزل، من خلال حصار خانق لمدنهم، وإدخال السكان في مقايضة بين الخضوع والجوع، صور قاسية تبثها الفضائيات تمثل جريمة حرب يجب محاسبة ومعاقبة من يقدم عليها.
المدن أصبحت أشبه بمدن الأشباح، الطرقات فارغة، الثلوج تتساقط، وصور الناس وهم يموتون تملأ الأرجاء، والعالم يتفرج والمنظمات التي من المفترض أنها تحمي حقوق الإنسان في السلم والحرب، تتفرج على المشهد دون أي رد فعل.