الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "معارضة بديلة" فوق نهر الدم؟

"معارضة بديلة" فوق نهر الدم؟

09.11.2013
راجح الخوري


النهار
الجمعة 8/11/2013
أمام طوفان العقد التي تواجه "جنيف - 2"، قرر الاميركيون والروس صانعو هذه العقد اصلاً، الإنتقال من الحل المستعصي الى القشور التافهة، بهدف الضغط على النظام السوري والمعارضة المنقسمة، وهو ما يدفعني الى القول انه الوقت الدموي المستقطع على هامش الديبلوماسية العاجزة او الخبيثة!
دعونا نذهب فوراً الى السؤال: وما هي القشور التافهة؟
انها تتمثل في ما اعلنه امس "الائتلاف السوري المعارض" من ان مسؤولين اميركيين وروساً عقدوا اجتماعات مع "معارضة سورية بديلة"، وذلك على هامش الإعداد الفاشل لمؤتمر "جنيف – 2". بدا الأمر مفاجئاً، لكن المفاجئ اكثر كان اعلان سيرغي لافروف استعداد موسكو لاستضافة المؤتمر وهو ما رفضه المعارضون الذين يعتبرون روسيا طرفاً في النزاع، واكتملت دائرة المفاجأة عندما كشف ميخائيل بوغدانوف اسماء الشخصيات البديلة التي تم الاجتماع الروسي معها !
في مقدم هذه الاسماء رفعت الاسد "بطل" مذابح حماه واخواتها التي بدأت في 2 شباط عام 1982، والذي يرفضه كارهاً الرئيس الاسد ابن عمه اكثر مما يرفضه المعارضون، والعقيد مناف طلاس نجل اللواء مصطفى طلاس ابن البيت الذي كان شريكاً تاريخياً لعائلة الاسد والمرفوض من النظام والمعارضة، وقدري جميل نائب رئيس الوزراء الذي "عزله" الاسد حديثاً، بعدما قيل انه وافق السفير الاميركي روبرت فورد على نظرية "الانتقال السياسي"، لكن المعارضة تعتبره "حصان طروادة الاسد" وقد أنزله داخلها لتوسيع خلافاتها، اضافة الى هيثم منّاع المشتبك اصلاً مع معظم المعارضين!
عن هؤلاء وغيرهم من "معارضي الداخل" الذين ينامون في احضان الاسد يتحدث الاميركيون والروس عن "المعارضة البديلة"، لكن "الائتلاف الوطني" ينظر اليهم على انهم شخصيات محسوبة على النظام ومعظمهم أياديه ملطخة بدماء الشعب السوري، ومن الواضح تماماً ان هذا ليس اكثر من مجرد محاولة لممارسة ضغوط على المعارضة السورية المنقسمة، وقد جاءت بالتوازي مع تصريح الاخضر الابرهيمي الذي تحامل كثيراً على المعارضة عندما حمّلها المسؤولية عن عرقلة انعقاد مؤتمر "جنيف - 2" الذي كان مقرراً نهاية الشهر!
ليس خافياً على احد ان هناك نصف دزينة من العقد والشروط التي تمنع انعقاد المؤتمر وتحول دون نجاحه، وفي مقدمها عقدتان دستهما روسيا في "جنيف -1" وقبلتهما اميركا ربما رغبة في استمرار المذبحة، وهما: عدم الاشارة الى مصير الاسد، والدعوة الى تشكيل حكومة انتقالية كاملة السلطة [بموافقة الطرفين]. هكذا بالحرف "موافقة الطرفين"، فمن أين تأتي الموافقة والدم الى الركب كما يقال؟
تقضي الامانة بالتذكير كيف خرج رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم يومذاك من الاجتماع غاضباً ومقطباً بعدما تأكد من تعمّد إفشال "جنيف1"!