الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معارضو "الائتلاف".. وائتلاف المعارضة؟

معارضو "الائتلاف".. وائتلاف المعارضة؟

29.12.2014
محمد خروب



الرأي الاردنية
الاحد 28-12-2014
فيما تزداد التحركات السياسية والدبلوماسية لانضاج ظروف "مناسبة" لحوار طال انتظاره بين "دمشق" والمعارضة التي لا عنوان لها ولا جامع، تلوح في الافق بوادر إطاحة الهيكل "المجوّف" الذي تم استيلاده ذات يوم على جثة الهيكل الآخر الذي تصدع ونقصد هنا "إئتلاف قوى الثورة والمعارضة" عندما تم تنصيب "الشيخ" احمد معاذ الخطيب على رأسه، فيما تولى آخرون "تشييع" المجلس الوطني "دون دفنه" ومُنحت الجثة ترضية للشيوعي التائب جورج صبرا.
كل ذلك بات من الماضي، بعد ان تغيرت موازين القوى وساد مناخ دولي واقليمي جديد لم تعد فيه "شروط" قوى الاستكبار قابلة للمناقشة (ما بالك للتنفيذ)، وهو أمر ادركته عواصم دولية واقليمية نافذة، باتت فيها صيغة "جنيف1" مجرد مرحلة تجاوزتها الاحداث وغدا الجميع أمام اقتراحات متعددة الصياغات، لكنها تلتقي عند حقيقة واحدة، وهي ان اسقاط النظام او قل تجريد الرئيس السوري من صلاحياته او اعتبار ان لا دور له في مرحلة ما بعد انتهاء "الحوار" بين النظام والمعارضة، أمر غير مطروح على جدول اعمال اي حوار، سواء تم في موسكو أم استضافته عاصمة اخرى، اقليمية كانت ام اوروبية.
ماذا عن الإئتلاف؟
ذهب هادي البحرة (رئيس الإئتلاف) الى القاهرة وكان وفد هيئة التنسيق قد سبقه الى عاصمة المعز، على نحو اثار تكهنات بأن مصر تطرح مبادرة ما، قيل في شأنها انها تمت بالتنسيق مع موسكو ثم ما لبثت اوساط عديدة ان نفت تنسيقاً كهذا، وتحدثت عن رؤية مصرية ليس بالضرورة ان تتعارض والمساعي الروسية وقيل في شأنها ايضا انها تمت بالتشاور مع عواصم اقليمية بدأت تدرك وعن قناعة (وإن ليست كاملة ونهائية) ان دور الإئتلاف قد انتهى، وان التعويل عليه لم يعد قائماً, ليس فقط لأنه اثبت طوال فترة "اعتماده" انه اضعف من أن يتمكن من اثبات حضوره الميداني/ العسكري, ما بالك ان الخلافات التي عصفت داخل الصفوف التي تم تجميعها كيفما اتفق, اكبر من أن يتم التجسير عليها أو تخفيف ظاهرة الانا المتضخمة التي اظهرها قادته الذين هم ايضاً ودائماً لم يكونوا على اطلاع أو حتى تماس مباشر بالاوضاع السورية سواء قبل اذار 2011 أم بعدها, ما اكدته الاحداث اللاحقة عندما رفضتها المنظمات والفصائل المسلحة الداخلية بما فيها ما يسمى بالجيش الحر الذي تنصّل من علاقته مع الائتلاف وانكر عليه تمثيله.
هل قلنا الجيش الحر؟
نعم.. اذ لم يعد هناك "شيء" اسمه الجيش الحر، بعد ان تمزّق وتصدّع وانشق وغيرها من الاوصاف, إذ بعض "اجزائه" قُتل فيما اخرون بايعوا "الخليفة" ابو بكر البغدادي، وغيرهم ذهبوا الى جبهة النصرة وجزء لا بأس به هرب الى الخارج حاملاً ما استطاع "تكويشه" من ثروة بملايين الدولارات وراح يستثمرها في اسواق "الغرب" الذي موّله وبنى عليه اوهام اسقاط الدولة السورية وتقسيم بلاد الشام..
على ماذا اذاً يعتمد هادي البحرة عندما يقول ان الإئتلاف سيقود الحوار؟
يبدو انها مجرد صرخة خائف بعد ان بات على قناعة أن دوره الشخصي انتهى, ما بالك ان احداً من "الوسطاء" او الداعين للحوار، سواء في موسكو أم القاهرة أم بعض العواصم التي تنسق مع الاتحاد الاوروبي، لا يأخذ الائتلاف مأخذ الجد أو أنه في افضل الاحوال سيكون جزءاً من وفد المعارضة السورية وليس كما كانت الحال عليه في جنيف "1" وجنيف "2" عندما ضغط "حلفاؤه" على أن يكون الائتلاف "وحده" الممثل للمعارضة السورية في الداخل والخارج وتم شطب الاخرين, ظناً من "اصدقائهم" أن مرحلة "القِطاف" قد حانت وأن "جحافل الائتلاف" ستدخل عاصمة الامويين دخول الفاتحين.
لن يكون غريبا والحال هذه، ان نشهد في الايام او الاسابيع القليلة القريبة "انقلاباً" في الإئتلاف، سواء لإطاحة صيغته واحالتها الى مزبلة التاريخ، أم في الإتيان بدمية اخرى تتولى قيادته وترضخ لمتطلبات واستحقاقات المرحلة الجديدة التي تختلف جذرياً مع مرحلة "جنيف" بنسختيها الاولى والثانية، ويَرْشَح ان الكلامنجي المتقلب ميشيل كيلو، هو الاوفر حظاً لوراثة البحرة ومجموعته التي لم تُنْجز شيئاً على ارض الواقع تماماً كما هي حال الجربا وقبله احمد الخطيب، دون إهمال "همروجة الحكومة المؤقتة" التي باتت موضع تندر واستخفاف داخل سوريا... كما خارجها.
ماذا عن المبادرات؟
موسكو لا تراهن على نجاح الحوار او لا تعوّل كثيراً عليه، لكنها ستستضيفه في الثلث الاول من الشهر القريب، فيما القاهرة ما تزال في مرحلة جسّ النبض ولا تحاول ان تعرقل جهود موسكو او تتعارض مع اي جهد آخر، ما دامت في النهاية تلتقي عند انهاء معاناة الشعب السوري وجعل الحوار السياسي وسيلة لحل الازمة التي استنزفت الجميع وسمحت لتنظيمات ارهابية تكفيرية بأن تكون جزءاً "فاعلاً" من المشهد الاقليمي على نحو يهدد أمن الجميع واستقرارهم.