الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معارك الساحل تخلط أوراق الأزمة السورية

معارك الساحل تخلط أوراق الأزمة السورية

11.08.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الاحد 11/8/2013
فيما تتصاعد الأزمة السورية على أرض الواقع بفتح المعارضة المسلحة جبهة الساحل السوري ودخولها إلى ريف اللاذقية ومناطق أخرى في مقابل تقدم النظام في غيرها، ما زالت الخطوات السياسية الأميركية – الروسية تسير بشكل خجول، فأن يعقد وزيرا خارجية ودفاع البلدين مؤتمراً أول من أمس لا يسفر سوى عن كلام مكرور بالتأكيد على مؤتمر "جنيف 2" فهذا يعني أن الحل السياسي لم يتم الاتفاق على حيثياته بينهما، وأن تصاعد الأزمة سوف يستمر مصحوباً بمزيد من الضحايا نتيجة التراخي الدولي.
تأخير حل الأزمة السورية لن يكون في مصلحة مختلف الأطراف سواء في ميدان المعركة القائمة أو الأطراف التي ترعى الحل السياسي وتسعى إلى طرحه في مؤتمر "جنيف 2"، فاقتحام المعارضة السورية المسلحة للساحل السوري خلط الأوراق من جديد، وإلى حد ما غيّر الموازين لدى النظام الذي يتحدث عن تقدمه في حمص ودرعا، لكنه بالمقابل تضرر كثيراً من فتح معركة الساحل لأسباب غير خافية ليس أولها أن محافظات الساحل من المناطق الموالية له، وتضررها أو فقد السيطرة عليها سوف يجعل سكانها يتشردون أسوة بسكان المناطق الأخرى، مما يفقدهم الثقة بالنظام العاجز عن حمايتهم، الأمر الذي قد يقوده لتصرف أرعن قد يضر بالمساعي السياسية.
إلى ذلك، فإن برود العلاقة بين القطبين الأميركي والروسي خاصة في الآونة الأخيرة بسبب قضية المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأميركية، الذي قبلت روسيا لجوءه قد لا يجعل الأزمة السورية تتصدر اهتماماتهما فيتأخر الحل إن وجد، ومما يشير إلى ذلك إلغاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، لقاء له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان مقرراً في موسكو الشهر المقبل.
كما أن تحذير وزير الخارجية الروسي أول من أمس من الحلول المفروضة بالقوة، مقبول إذا حسنت نية الروس بالتوافق على حل غير مفروض بالقوة، غير أن الروس الذين وقفوا سابقاً ضد كل الحلول بما فيها التي طرحت في مجلس الأمن لا يريدون سوى ما يروق لهم، وهو غالباً يرتكز على حماية رأس النظام، وكل المؤشرات تقول إن أي حل يبقي بشار الأسد في الحكم ليس مقبولاً من الشعب الثائر قبل غيره. واتفاق الروس والأميركيين على حل يتضمن رحيل الأسد ينهي الأزمة.