الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معركة الحر- داعش:تصحيح للثورة ام اسفين في نعشها؟

معركة الحر- داعش:تصحيح للثورة ام اسفين في نعشها؟

09.01.2014
ازاد خالد


القدس العربي
الاربعاء 8/1/2014
الجيش الحر بمختلف فصائله وبتفويض علني هذه المرة من الائتلاف الوطني السوري يدير دفة معاركه باتجاه داعش. ولكن السؤال هنا، هل هذا الصراع سيكون بمثابة تصحيح لمسار الثورة ام الاسفين الاخير في نعشها؟
منذ دخولهم الى المشهد السوري، داعش وشقيقاتها، ما انفكوا يقوضون الثورة ويشوهونها، بل واعلنوا معاداتهم للثورة على الملأ، وتجلى ذلك واضحا في ممارساتهم لا سيما في المناطق التي احتلوها وطريقة معاملتهم للناس في (اماراتهم) الافتراضية، حيث حظرت النشاط المدني والصحافي والسلمي وفرضت القيود على العوام وكفرت كل من يخالفها في الرأي والفكر واباحت الدماء وقطعت الرؤوس و…و…و….
ان استفحال الخطر الداعشي الذي بات يضاهي او يفوق خطر قوات النظام على الثورة اضطر الجيش الحر والائتلاف الى اعلان الحرب عليها بل واعتبارها أداة للنظام. هذه المعركة كان لا بد ولا مفر منها لاعادة الثورة الى مسارها الصحيح واستعادة صبغتها الوطنية، فضلا عن استعادة الثقة المفقودة داخليا وخارجيا، حيث ان المعارك التي بدأها الحر مع داعش في مناطق الشمال الغربي لاقت دعما شعبيا كبيرا من قبل المدنيين المثقل كاهلهم بأوزار الممارسات الداعشية الرعناء والفكر الظلامي التكفيري الذي لا يقبل اي وسطية او اعتدال.
كما ان هذا الصراع بين المعارضة وداعش قد يثبت بطلان مزاعم النظام بأن صراعه ليس الا ضد جماعات ارهابية مرتبطة بالقاعدة. والمهم ايضا ان محاربة قوات المعارضة لداعش يمكن ان يعيد الطمأنينة الى المجتمع الدولي تجاه الثورة السورية وان يبدد مخاوفه المتجلية في سيطرة جماعات مرتبطة بـ’القاعدة’ على الاراضي التي تخرج عن سيطرة قوات النظام، وهذه الطمأنينة من شأنها زيادة الدعم الدولي للثوار المنضوين تحت لواء الجيش الحر والائتلاف الوطني.
ولكن هذا كله لا يبدد المخاوف الكامنة في ان تؤدي هذه الجبهة الجديدة الى انهاك الثوار واستنفاد ما قد تبقى لديهم من قوى صرفت خلال ثلاثة اعوام من القتال المتواصل مع قوات النظام والميليشات الموالية له، سيما وأن مقاتلي داعش اصبحت لديهم معرفة كبيرة باسلوب قتال الجيش الحر وخططه العسكرية وباتوا يمتلكون الخبرة في تضاريس المناطق التي يسيطرون عليها، مما قد يزيد من صعوبة المعركة ويطيل امدها، الامر الذي من شأنه ان يلهي الثوار عن قتالهم ضد النظام الذي سيستغل بدوره هذه الفرصة الذهبية، مستفيدا من التخاذل الدولي ودعم حلفائه في الجوار الاقليمي، في ترتيب اوراقه والوقوف على رجليه مرة اخرى واستعادة زمام المبادرة مما سيحصر الثوار بين مطرقة النظام وسندان داعش، الامر الذي سيكون بمثابة الاسفين الاخير في نعش الثورة.