معركة القصير في سوريا تدفع حزب الله مزيدا نحو حرب الأسد

نيويورك تايمز 20-5-2013
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
بيروت- لبنان- استمر القتال يوم الاثنين لليوم التالي في مدينة القصير السورية الاستراتيجية, وذلك مع قيام قوات الحكومة مدعومة بمقاتلين شيعة من حزب الله بشن هجمات جوية جديدة وقتال المتمردين بشراسة في أجزاء من المدينة, وفقا لما قاله ناشطون سوريون معارضون.
عدد القتلى والجرحى مستمر في التزايد في صفوف حزب الله, والذي يقاتل في اكبر معركة له على الإطلاق إلى جانب الرئيس بشار الأسد. ويعتبر كلا الطرفين معركة القصير نقطة تحول في الحرب التي زادت من حدة التوتر في المنطقة وذلك مع تدخل حزب الله بصورة بعمق في الصراع.
جنائز مقاتلي حزب الله تشيع فعلا في معاقل الحزب القوية في سهل البقاع وجنوب لبنان. وقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان, وهو مجموعة رقابية معارضة, أن ما لا يقل عن 28 مقاتلا من حزب الله قتلوا في المعارك. إذا ثبتت صحة الأنباء, فإن هذا العدد سوف يكون أكبر عدد من القتلى يتكبده حزب الله في معركة سورية واحدة.
بعد قتال عنيف يوم الأحد, والذي بدا فيه أن قوات النظام تكسب أرضا جديدة, فإن وسائل الإعلام الرسمية والمصادر المقربة من المعارضة قدمتا صورا متباينة تماما عن المشهد يوم الاثنين للمعركة التي نشبت في المدينة وأدت إلى مقتل الكثير من المقاتلين.
يقول جاد, وهو ناشط من مدينة القصير رفض الكشف عن اسمه الكامل, وتم التواصل معه عن طريق السكايب, إن المتمردين قتلوا 30 عنصرا من حزب الله وقوات النظام يوم الاثنين في كمين أعدوه عندما كان جنود النظام يحاولون سحب جثث قادة قادة المجموعة. وقد تم بث الفيديو الذي يصعب التأكد من صحته عبر الإنترنت, وهو يظهر ناشطا يشير إلى سبع مركبات مدمرة يبدو أنها تخص حزب الله كما أشار إلى الخسائر التي تكدبها الحزب.
في مقطع الفيديو المذكور, ظهر مقاتلون وهم يحملون سلاح رجل ملقى على الأرض ويشيرون إلى وشم الإمام علي, ابن عم الرسول محمد, وهو بمثابة شخصية دينية للشيعة. ويشير ذلك, وفقا للمقاتلين, أن الجثة تعود إلى مقاتل من حزب الله.
يوم الاثنين, ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا, أن وحدات الجيش " أعادت الاستقرار والأمن للقصير, و قتلت عددا كبيرا من الإرهابيين ودمرت مخابئهم ". كما نشرت أربع صور لعربة مدمرة يقال إنها وجدت في القصير, حيث تدعي المصادر الإعلامية الرسمية أن تلك العربة تخص القوات الإسرائيلية واستخدمت من قبل الإرهابيين في المدينة, مما يثبت "حجم التورط الإسرائيلي العسكري والاستخباري".
يوم الأحد, اندفعت القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلي حزب الله إلى أجزاء من القصير, ودكت المدينة بقصف جوي ومدفعي, مما أدى إلى مقتل 52 شخص وإصابة المئات من المدنيين العزل غير القادرين على الهرب, وفقا لناشطين. ومع نهاية يوم الأحد, كان ما لا يقل عن 60% من المدينة التي تقع في محافظة حمص تحت سيطرة الجيش لأول مرة منذ شهور, كما قال أحد الناشطين.
يعتقد الأسد, وفقا لأشخاص تحدثوا معه, أن إعادة سيطرته على المحافظة حاسم للحفاظ على السيطرة على سلسلة من المراكز السكانية غرب سوريا, وفي النهاية القيام بحملات عسكرية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في الشمال والشرق. العديد من المحللين يقولون إنه من غير المحتمل أن تكون الحكومة قادرة على استعادة السيطرة على هذه المناطق, ولكن قد يعزز ما تقوم به من سيطرته على المناطق الغربية وبالتالي إلى فرض أمر واقع وتقسيم للبلاد.
أصداء معركة القصير يتردد صداها في جميع أنحاء الجارة لبنان, المنقسمة بعمق ما بين معارضين ومؤيدين للأسد. في مدينة طرابلس الشمالية, و التي انضمن منها مقاتلون سنة للمتمردين السوريين, حمل السكان الشموع في وقفة احتجاجية لما يحدث في القصير ليل الأحد. في المناطق الشيعية, يشعر السكان بالقلق على مصير أقاربهم الذين يقاتلون في سوريا ويصلون لهم لينتصروا في معركة صورها حزب الله على أنها معركة توكيلية ضد خصمها الرئيس, إسرائيل, وتدخل للدفاع عن الشيعة, من أصل لبناني وسوري على حد سواء في سوريا, والأقليات الأخرى التي يقول إنها مهددة بسبب الانتفاضة التي تقودها الغالبية السنية.
إعادة السيطرة على هذه المدينة ذات الأهيمة الاستراتيجية والتي تقع تحت سيطرة المتمردين, في محافظة حمص, لطالما كانت هدفا بعيد المدى بالنسبة للنظام السوري ويعود ذلك إلى أن القصير تشكل قناة إمداد رئيسة تستخدم بصورة دائمة لتهريب السلاح من قبل المتمردين من لبنان إلى محافظة حمص.
وقد قالت القيادة المشتركة للجيش الحر, وهي هيئة فضفاضة تشكل مظلة للمجوعات المتمردة, إن مستشفيات البقاع وضاحية بيروت الجنوبية التي تخضع لسيطرة حزب الله استقبلت العديد من مصابي حزب الله. وقالت إنه كان من الضروري لأنصار حزب الله أن يشهدوا مثل هذه الإصابات, واصفا المجموعة بأنها "قذرة" في مصطلح لا يخلو من بعد طائفي ضد الشيعة.
كما قدمت التهنئة للمتمردين الصامدين في القصير, ووصفتهم بأنهم "أبطال شجعان سوف يسطر التاريخ انتصارهم في صحائف من نور على أنهم دافعوا عن أرضهم وعرضهم من دنس عناصر حزب الله الإرهابيين و المجرمين". كما سخرت من قيادة حزب الله قائلا :"نحن نعلم تماما كيف تم تم بناء عصابتهم ونعرف كيف ندمرها وسوف ندمرها. إننا نرى رؤوسا أينعت وحان قطافها".
وإلى الأسر اللبنانية التي تقدم المقاتلين التابعين لحزب الله إلى المعركة, قال الجيش السوري الحر :"يمكننا القول الآن إن كل أسرة أو حي في بعلبك أو الهرمل سوف يكون لديه عنصر ميت من بين أولادهم الذين أرسلوهم إلى القصير".
قريب لأحد مقاتلي حزب الله الذي لقى حتفه قال بلهجة قوية في مقابلة معه حول المعركة, إن المعركة مهمة للحزب في صراعه مع إسرائيل.
وفقا لناشطين, اجتاح مقاتلو حزب الله يوم الأحد قرى كانت تحت سيطرة المتمردين ولكنهم واجهوا مقاومة شرسة هناك. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية وناشطون معارضون أن قوات النظام مدعومة بحزب الله استطاعت السيطرة على أكثر من نصف القصير بما فيها مبنى البلدية.
يقول مالك عمار, وهو ناشط معارض للنظام في القصير, مشيرا إلى القتال يوم الاثنين :"المعارك لا زالت مستعرة بين المجاهدين وحزب الله. جميع المحاولات التي قاموا بها يوم بالأمس للتقدم على عدو محاور فشلت. على مدار يومين, حاولوا التقدم أكثر في المدينة, ولكن والحمد لله, قتلت أعداد كبيرة من مقاتليهم وتم تدمير 16 عربة. لقد فشلت خطتهم. وهم يعدون الآن لخطة جديدة".
كما أضاف عمار أن المتمردين وجدوا من خلال مخبر تابع لهم أن مقاتلي حزب الله قرروا تغيير تكتيكاتهم والتسلل إلى مشارف المدينة من خلال الأزقة الصغيرة من أجل تحويل المعركة إلى حرب عصابات يتقنون خوضها. كما أن قوات النظام تحاصر المدينة من جميع الجهات وتمنع وصول الإمدادات إلى المتمردين, وفقا لناشطين في القصير.
أما طارق وهو ناشط آخر في القصير تم التواصل معه عبر السكايب فيقول إنه يصور الأحداث التي اندلعت من مبنى يقع وسط المدينة, وأن قوات النظام تقصف القصير دون أي هوادة منذ يوم الأحد.

Battle in
Syria Pulls Hezbollah Further Into Assad’s War

By ANNE BARNARD and HANIA MOURTADA

Published: May 20, 2013 89 Comments

BEIRUT, Lebanon — Fighting raged for the second day on Monday in the strategic Syrian city of Qusayr, as government forces, backed by Shiite fighters from the Lebanese militant group Hezbollah, unleashed new airstrikes and rebels fought back fiercely in parts of the city, Syrian opposition activists said.

.The toll of dead and wounded continued to rise for Hezbollah, which is fighting its biggest battle yet on the side of President Bashar al-Assad. Both sides have depicted the fighting in Qusayr as a turning point in the war that is raising regional tensions as Hezbollah plunges more deeply into the conflict.
Funerals for Hezbollah fighters were already being held in the group’s strongholds in the Bekaa Valley and southern Lebanon. The Syrian Observatory for Human Rights, an opposition watchdog group, reported that at least 28 Hezbollah guerrillas had died in the fighting. If confirmed, that would be by far the largest toll for Hezbollah in a single Syrian battle.

After heavy fighting throughout Sunday, in which regime forces appeared to be gaining ground, Syrian state media and pro-opposition sources gave widely divergent versions on Monday of the battles which raged in the city and left scores of fighters dead.

Jad, an activist from Qusayr who declined to be identified by his full name, reached through Skype, said that rebels killed 30 members of Hezbollah and regime forces on Monday at dawn in an ambush when the government soldiers were trying to retrieve the bodies of the group’s commanders. A video posted online, which could not be independently verified, showed an activist pointing to seven damaged vehicles apparently belonging to Hezbollah and listed the losses inflicted on the group.

In the video, fighters then seize the arm of a dead man on the floor and point out a tattoo of Imam Ali, the cousin and son-in-law of prophet Muhammad, a religious figure revered by Shiites. This, the fighters said, proved the body was that of a Hezbollah fighter.

On Monday, SANA, the Syrian official state news agency, reported that army units “restored stability and security to the full eastern area” of Qusayr, killing large numbers of “terrorists and destroying their hideouts”. It published four photographs of a battered vehicle that it said was found in Qusayr, and quoted a “media source” as claiming the vehicle belonged to Israeli forces and was used by “terrorists” in the city, proving “the scale of Israel’s military and intelligence involvement.”

On Sunday, Syrian government troops backed by Hezbollah fighters pushed into parts of Qusayr, hammering the city with airstrikes and artillery, killing at least 52 people and wounding hundreds as civilians cowered, unable to flee, activists said. By the end of the day on Sunday, about 60 percent of the city, which is in Homs Province, was under the army’s control for the first time in months, one activist said.

Mr. Assad, according to people who have spoken with him, believes that reasserting his hold in the province is crucial to maintaining control of a string of population centers in western Syria, and eventually to military campaigns to retake rebel-held territory in the north and east. Many analysts say that it is unlikely that the government will be able to regain control of those areas, but that it could consolidate its grip on the west, leading to a de facto division of the country.

Echoes of the battle in Qusayr have rippled across neighboring Lebanon, which is deeply divided between supporters and opponents of Mr. Assad. In the northern city of Tripoli, from which many Sunni Muslim militants have joined the Syrian rebels, residents held a candlelight vigil late Sunday in support of Qusayr’s rebels. In Shiite areas, residents worried about relatives fighting in Syria and prayed for victory in a battle Hezbollah has framed as a proxy fight against its main foe, Israel, and an intervention to defend Shiites in Syria, of both Lebanese and Syrian descent, and other minorities they say are threatened by the uprising led by Syria’s Sunni majority.
Recapturing the strategic rebel-held town, located in the province of Homs, has been a long-held goal of the Syrian regime as Qusayrconstitutes a major supply conduit regularly used by rebels to smuggle weapons from Lebanon into the province of Homs.

The Joint Command of the Free Syrian Army, the loose-knit United States-backed rebel umbrella group, has said that hospitals in Baalbek and the Hezbollah-controlled southern suburbs of Beirut had accepted many Hezbollah wounded. It issued a rallying cry that supporters of Hezbollah were bound to see as inflammatory, calling the group “impure,” in a phrase that could resonate as a sectarian slur against Shiites.
It congratulated rebels holding out in Qusayr, calling them “brave heroes whose victories will be highlighted by history in letters made of light as they have defended their land and their honor from the impurity of the criminal terrorist members of Hezbollah.” It also taunted Hezbollah’s leadership, saying, “We know very well how their gang is constructed and we know how to take it apart and we will take it apart. We see heads that are ripe for the picking.”
In a dig at Lebanese families sending Hezbollah fighters to the battle, the Free Syrian Army said, “We can now say that every single family or neighborhood in Baalbek or Hermel has a dead family member among their sons who fought in Qusayr.”
One relative of a slain Hezbollah fighter spoke in equally strong terms about the battle, saying in an interview that it was as crucial for the party as the struggle against Israel.
According to activists, Hezbollah fighters on Sunday swept into villages that had been controlled by rebels but met with fierce resistance there. State media and opposition activists reported that regime forces, backed by Hezbollah, managed to recaptured more than half of Qusayr including the municipality building.
“Battles are still raging between the jihadists and Hezbollah,” said MalekAmmar, an anti-regime activist in Qusayr, referring to the fighting on Monday. “All their attempts yesterday to advance from several fronts failed. For two days now, they’ve been trying to advance deeper into the town but, praise be to God, a large number of their fighters were killed and 16 vehicles were destroyed. Their plan has failed. Now there’s a new plan”.
Mr. Ammar added that rebels found out, through an informant, that Hezbollah fighters have decided to shift tactics and infiltrate the outskirts of the city through small alleyways in order to turn the battle into a more traditional guerrilla war which they have been trained for. Regime forces have been besieging the town from all sides to prevent supplies from reaching rebels, according to activists in Qusayr.
Tarek, another activist in Qusayr reached through Skype, said he was filming events unfolding in the city from a centrally located building, and that regime forces have been pounding Qusayr relentlessly since Sunday.
http://www.nytimes.com/2013/05/21/world/middleeast/syria-developments.html?hp&_r=0