الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معركة المصير الإيرانية في بر الشام

معركة المصير الإيرانية في بر الشام

06.04.2014
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 5/4/2014
ليس سرا ولا لغزا، ذلك الذي أشار إليه نائب رئيس أركان الجيش الإيراني غلام علي رشيد في تصريحاته الأخيرة في مدينة ديزفول الأحوازية المحتلة حول صور وأشكال وأنماط الدعم الرسمي الحكومي الإيراني لنظام البراميل القذرة السوري، وهو دعم مفتوح ومباشر ومصيري سار بالثورة السورية نحو مسارات أخرى، وحول الصراع الوطني السوري لمنعرجات ومنعطفات طائفية لا تعبر أبداً عن حقيقة صراع الشعب السوري ضد الفئة الباغية التي استلمت الحكم بفاشية رجعية امتدت منذ عام 1963 وحتى اليوم وتحت يافطة الشعارات البعثية المنتحلة والمزيفة، وبشعارات الصمود والتصدي والتوازن الإستراتيجي!، وجميعها شعارات مزيفة وسقيمة لا تعبر أبداً عن الصورة الحقيقية والطائفية للنظام الذي لاذ في نهاية المطاف بحماية حلفائه الإيرانيين بعد تحلل الجيش السوري وهروب الكثير من عناصره ودخول سوريا في مرحلة الحرب الأهلية الطاحنة بمواصفاتها ومقاييسها الطائفية المكفهرة الجارية اليوم بسادية ودموية عجيبة، لقد وصل النظام الإيراني الثيوقراطي لقمة أهدافه الإستراتيجية وهو يحول أرض الشام لأرض منتخبة ولعمق قتالي دفاعا عن حدوده في طهران وحيث يبدأ خط الدفاع الأول والأخير من دمشق حسبما يؤكد دهاقنة النظام في طهران، الإيرانيون وهم يبنون وبتؤدة منذ عام 1980 تحالفهم الكامل مع نظام المقبور حافظ أسد ثم تواصل البناء مع الوريث المجرم بشار كانوا يؤسسون وبصبر معروف عن الفرس لتحالف إستراتيجي كامل.
لقد كان واضحا منذ بداية تنسيق وإدارة العمليات الإرهابية في الشرق أن حلف دمشق مع طهران كان أكبر من كل المظاهر المعلنة، وأن الوعد الذي تكلم عنه الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني بجعل الجندي الإيراني يتمشى مرتاحا من كابول وحتى بيروت مرورا بعاصمتي الخلافتين العباسية والأموية بغداد ودمشق! لم يكن كلاما في الهواء أطلق في لحظات نشوة عابرة! بل كان تحقيقا لحلم إستراتيجي تحقق واقعيا وميدانيا، فيما العالم العربي يدور في حلقات نزاعاته المؤسفة.
الإيرانيون اليوم في بر الشام لم يعودوا مجرد أصدقاء وحلفاء، بل تحولوا بفعل الوقائع والتطورات ليكونوا العنصر الأبرز في إدارة محاور وملفات الصراع السوري الداخلي، وتحول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ليكون قوة احتلال وهيمنة حقيقية ألغت كل مؤسسات الدولة السورية الرسمية وابتلعت الحزب (البعث) والدولة وحولتهما لشيء هامشي في معركة بقاء بشار أسد في السلطة، وهي معركة شرسة تعدت حدودها المحلية بعد تدخل قوى عديدة جعلت من الأرض السورية ساحة لتصفية حساباتها الإقليمية والطائفية وحرفت مسار الثورة ولطخت مسيرتها بمسلسل الجماعات الدينية والطائفية المتطرفة وهو ما يخدم إستراتيجية النظام الأمنية بأن يجعل من نفسه البديل الحقيقي لمستقبل سوريا التي يريدها أن تكون أرضا يبابا ينعق البوم في أرجائها بعد أن يشرد شعبها، وهي نفس الرؤية الكارثية التي سبق لولي إيران الفقيه أن أعرب عنها بقولته الشهيرة: (إما أن تعود سوريا لسابق عهدها أو لا تعود أبدا)!! وهي كلمة لها معناها ومغزاها الكبير والإستراتيجي. لقد كان التدخل العسكري الإيراني المباشر في سوريا إنقاذا حقيقيا لنظام صعد إلى الهاوية وأفلس بالكامل ولم يعد لديه ما يقدمه سوى براميل الموت القذرة بعد أن تحول لفردة حذاء في قدم الولي الإيراني الفقيه الذي جعل من دمشق خط الدفاع الأول والأخير عن تخومه في طهران! فما أبشع مصير البعث السوري وهو يتحول لنفاية طائفية كريهة... بكل تأكيد ويقينية لن يجترع الإيرانيون في الشام سوى كؤوس الهزيمة المرة والتي ستحيلهم سريعا لمزبلة التاريخ.. إنه الوعد الحق...