الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معركة حلب.. المسار بين واشنطن وجنيف

معركة حلب.. المسار بين واشنطن وجنيف

06.08.2016
كلمة الرياض


الرياض
الخميس 4/8/2016
حلب الشهباء تموت ببطء والعالم يتفرج كما لو كان يتفرج على مسرحية كوميديا سوداء ينتظر كيف تنتهي، ومن سيكون المنتصر رغم أن المعارك الدائرة هناك مفصلية وقد تحدد مسار النزاع في سورية .
روسيا والنظام السوري وإيران يريدون ضمان انتصار الأسد خلال فترة زمنية تبلغ حوالي ستة أشهر في انتظار ما تسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية، ففي حال تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة فذلك يمنحهم المزيد من الوقت، حيث أعلن عدم اهتمامه الواضح بالنزاع السوري.
أما في حال تولي هيلاري كلينتون الرئاسة، فإنها ستطالب بفرض مناطق حظر جوي وبموانئ آمنة للشعب السوري.
وذلك سيمثل تحدياً لروسياً، من أجل ذلك أمر بوتين بالاستيلاء على حلب وترسيخ حكم نظام الأسد قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.
وتكمن أهمية حلب انها أحد معقلين كبيرين للمعارضة على الحدود الشمالية مع تركيا، والمعقل الآخر هو إدلب، وتعتمد المعارضة في الشمال بشكل كبير على تأمين المساعدات والإمدادات عبر تركيا إلى حلب وإدلب من خلال معبري باب السلامة وباب الهوى على الترتيب، ومع قطع طريق الإمدادات في حلب فإنه لا يبقى للمعارضة سوى طريق إدلب للحصول على الإمدادات، مع العلم أن جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) تتمتع بنفوذ كبير في إدلب مقارنة بحلب.
النظام السوري يرغب بالاستفادة الكاملة من التدخل العسكري الروسي، لذلك هو يوظف هذا التدخل الجوي في الأساس لتحقيق انتصارات مدوية وحلب ستكون أكبر تلك الانتصارات تزامنًا مع مفاوضات جنيف.
وروسيا بطبيعة الحال تريد اللعب على حبل الوقت حتى تستعجل هي والقوات الحكومية السورية تأمين مدينة حلب والسيطرة عليها بالكامل، حينذاك سيكون سهلاً على موسكو أن توافق على بعض الشروط الأميركية والغربية لاستمرار مباحثات جنيف التي من المفترض أن تعقد الشهر الجاري دون بوادر حقيقية مشجعة لانعقادها.
المئتان وخمسون ألفاً من سكان حلب هم من يدفعون فاتورة التجاذبات الدولية التي لا تلقي لهم بالاً بالمعنى الحقيقي، كل ماهناك دعوات لفك الحصار وإدخال مساعدات لم تصل في ظل استراتيجية حلب ومعركتها التي تزال مستعرة ولا نهاية واضحة لها، رغم تصميم نظام الأسد وحلفائه على كسبها لفرض شروطهم على مباحثات جنيف المقبلة.