الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معركة دمشق والخيار الأخير

معركة دمشق والخيار الأخير

02.03.2014
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 1/3/2014
في خضم حالة الفشل القاتل لكل الجهود الدولية السلمية لفك عقدة النزاع الدموي السوري والتي كان آخرها الجولات الأخيرة من محادثات جنيف 2 بين النظام السوري وقوى المعارضة، يبدو الحديث عن أي حل سلمي للأزمة الرهيبة المشتعلة منذ ثلاثة أعوام بالتمام والكمال بمثابة حديث الخرافة والدجل! فالنظام وهو يناور ويراوغ دوليا وإقليميا وتتعزز ترسانته العسكرية بأسلحة حلفائه المعروفين وخبراء مستشاريه القادمين من خلف الحدود وبأفواج الميليشيات الإرهابية الداعمة له والقادمة من مراكز تحالفاته المعروفة لا يمتلك أي حلول حقيقية وواقعية لإنهاء المشكلة سوى عبر طريقي الإمعان في تمزيق الشعب السوري وتصعيد تفعيل واستعمال آلته القمعية والإرهابية ووفق أسلوب الأرض المحروقة عبر الاستعمال المفرط للقوة ضد أهداف مدنية وبما يساهم في رفع مستويات الخسائر بين المدنيين بهدف كسر إرادة حواضن الثورة السورية، أو عبر الأسلوب الآخر وهو اللجوء لتصعيد إقليمي خطير من خلال الساحة اللبنانية وبما يخفف الضغط عن النظام السوري ولربما يقلب شكل وموازين وصورة الصراع المحتدم، القوى السورية الحرة اليوم لا تمتلك سوى خيار وحيد لا محيص عنه وهو الاستعداد ثم المباشرة بمعركة دمشق الكبرى التي ستحسم الموقف وستفرض وقائع ميدانية على الأرض تتيح المجال لعناصر داخل النظام نفسه بانتهاز الفرصة والمساهمة في التغيير، بكل تأكيد ستكون معركة دمشق خيارا صعبا مكلفا وتاريخيا في خسائره ونتائجه وتداعياته، ولكن النظام السوري وهو يتمسك بالحل الأمني والاستئصالي ويعمد للتصعيد الدموي المؤذي والإصرار على المضي في طريق الجريمة والإبادة لا يترك أي مجال أو مساحات مقبولة ولا يفتح الطريق لأي حلول أخرى، معركة دمشق تريدها قوى المعارضة أن تكون بداية النهاية للنظام ومدخلا نهائيا لتقريب يوم التحرير الوطني الشامل من أسوأ وأبشع فاشية في الشرق الأوسط، فيما رؤية النظام ليست في حقيقتها سوى رؤية شمشونية انتحارية تتعمد تخريب المعبد السوري على رأس الجميع عبر الإغراق في سياسة التوريط وجر أطراف إقليمية أخرى لحلبة الصراع وتفعيل المخزون التخريبي الاستخباري الذي يعتمد عليه النظام الاستخباري السوري وهو كل مفاتيح قوته المفترضة، معركة دمشق الكبرى التي يتم الحديث عنها علانية اليوم بعد التغييرات الهيكلية الأخيرة في البنية القيادية للجيش السوري الحر تعني أساسا بأن الحرب الميدانية ستشهد أوضاعا تصعيدية خطيرة وستخلق مشاهد رعب إقليمية مروعة، وستكون الخسائر البشرية والحضارية رهيبة على صعيد التدمير الشامل المحتمل لمدينة دمشق التي يبدو أن النظام وهو يعد أيامه المتبقية قد عزم على تحويلها لخرائب وأنقاض وهو لن يسلم سوريا كما وعد ذات اليوم إلا أرضا دون شعب!! وهذا هو ديدن الفاشيين القتلة أعداء الشعوب الحرة.