الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معركة عصابات الإرهاب الإيرانية في بر الشام ؟

معركة عصابات الإرهاب الإيرانية في بر الشام ؟

27.05.2013
داود البصري


 داود البصري
الشرق
الاثنين 27/5/2013
معركة الحرية في سوريا الحرة تحولت اليوم لتكون مستنقعا طائفيا يسعى التحالف الإيراني لإشاعته وإدارة معركته بطريقة تورط العديد من الأطراف والجماعات الطائفية في النزاع السوري الداخلي بهدف خلط الأوراق ومحاولة الدفاع عن وجود واستمرارية نظام قمعي إرهابي قاتل لشعبه فقد شرعيته المفترضة، وبات يمارس الجرائم الشنيعة بحق شعبه مستعملا كل الأسلحة القذرة دون رادع من مسؤولية إنسانية أو ضمير، في حرب تدميرية موجهة ضد السوريين لا طائل منها، لأن إصرار السوريين على الحرية والخلاص أمر لاعودة عنه أبدا، ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود للوراء، وضمن ملف التورط الطائفي المقيت ومحاولة إشعال حرب طائفية تمتد مؤثراتها لخارج الحدود السورية كما هدد سابقا رأس النظام المجرم، فإن مخابرات الحرس الثوري الإيراني وهي تدير أطراف من المعركة في الشام قد تمكنت من تجنيد وتعبئة مئات المقاتلين من مجموعة الأحزاب الطائفية الدائرة في الفلك الإيراني والعاملة في الساحة العراقية وإرسالها لسوريا للقتال تحت شعار تمويهي وفاقد للمصداقية وهو نصرة السيدة زينب (رض)!! رغم أن المعركة في الشام ليست أبداً ضد الأضرحة ولا المزارات ولا المقدسات لأي طرف من الأطراف، بل إنها معركة قاسية من أجل الحرية والتحرر والخلاص من نظام المخابرات الفاشل العقور، لقد وصلت لدمشق قبل أيام قليلة مجاميع قتالية عراقية تقدر بأكثر من 700 عنصر من أحزاب وميليشيات (الدعوة وكتائب حزب الله العراق وعصائب أهل الحق وجيش المهدي وحزب الفضيلة وفيلق بدر وسريتان من المجلس الأعلى (الحكيم)! وجميع تلك العناصر مجهزة بأسلحة إيرانية وتضم مجاميع متخصصة في التفخيخ وصناعة العبوات الناسفة إضافة لسرية خاصة من القناصة لتضاف لقوات حزب الله اللبناني ولتجعل من أرض المعركة في الشام بمثابة ميدان دولي طائفي ومسرحا لحرب طائفية مقيتة وبشعة لم تكن واردة ولا حاضرة أبداً في أذهان السوريين الباحثين عن الحرية والخلاص، وضمن نفس الإطار فإن مدن العراق الجنوبية خصوصا مدينة البصرة قد شهدت مؤخرا مواكب عزاء لمقاتلين سقطوا في معارك الشام ينتمون لتنظيم (سيد الشهداء) وللواء (أبو الفضل العباس) الذي يقاتل في ريف دمشق الجنوبي دعما للنظام السوري، ويحدث ذلك وحكومة العراق مشغولة لأخمص قدميها في إدارة معركة أخرى ضد الشعب العراقي تتمثل في قمع انتفاضتهم المطالبة بالإصلاح والتغيير والداعية لبناء وطن قوي وليس مجرد تشكيلات سلطوية بائسة أدخلت العراق في نفق المجهول وهيأت الميدان لحرب أهلية وطائفية طاحنة باتت بعض الأطراف تراهن عليها في ظل حملات جمع وشراء وتكديس السلاح انتظارا لليوم الموعود وهو يوم إعلان الحرب الطائفية القذرة لا سمح الله، ويبدو أن كل تكتيكات القيادة الإيرانية المشتركة مع النظام السوري في إدارة معركة الدفاع المصيرية عن نظام دمشق باتت تتجه بوصلتها صوب خيارات رعب نوعية قاتلة تتمثل في التعبئة والحشد من أجل إعلان الحرب الأهلية الطائفية المقيتة وتقسيم كل من العراق وسوريا لكانتونات طائفية مريضة ومشوهة كثمن لاستمرارية نظام القتل والجريمة في الشام، لا معنى حقيقي لتدخل الأطراف الطائفية الإيرانية والعراقية في الشأن السوري سوى تكريس تلكم الاستراتيجية الخطرة التي لم تعد مجرد احتمالات هائمة بل أضحت للأسف حقيقة ميدانية في ظل صمت عربي وتجاهل دولي وتردد أممي قاتل عن حسم المعركة بأسرع الطرق وأقلها تكلفة وإجبار النظام الفاقد للشرعية والقاتل لشعبه على الرحيل الفوري وترك سوريا لأهلها ليقرروا مصيرها بعيدا عن أي تدخل من أي طرف كان.
 
أحرار الشام وهم يقاتلون بأظافرهم وبلحمهم الحي لن ترهبهم كل أسلحة الغدر الإيرانية الروسية، ولن يقض مضاجعهم توافد الآلاف من المرتزقة الإيرانيين أو العراقيين أو الإرهابيين من أي مكان لأنهم استطاعوا أن يلقنوا عصابات (حسن نصر الله) الإرهابية التي تقاتل في القصير وأماكن أخرى دروسا في التكتيك القتالي الشرس وفي الدفاع عن الحرية والكرامة وكبدتهم خسائر هائلة ستتزايد من دون شك وستعزز نصر أحرار الشام الذين يتقدمون بعزم وثبات نحو بوابات دمشق لإسقاط الطاغية وزمرته الإرهابية المجرمة، دحر الطواغيت والغزاة وعصابات الإرهاب قد باتت اليوم الهدف المباشر لأحرار الشعب السوري وهو يعانقون الحرية المقدسة...