الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معظم أحابيل ولاية الفقيه وحزبها بات مكشوفاً

معظم أحابيل ولاية الفقيه وحزبها بات مكشوفاً

27.07.2013


المستقبل
السبت 27/7/2013
في الثمانينات من القرن الماضي، وخلال مرحلة تثبيت أقدامها، اتهمت الثورة الخمينية بشتى أنواع العمليات الإرهابية، معظمها كان في لبنان، ابتداءً بخطف الأجانب والطائرات وانتهاءً بتفجير مقار القوات الأميركية والفرنسية في بيروت وتفجير السفارة الأميركية، هذا إضافة إلى سلسلة من عمليات الاغتيال الموزعة يميناً وشمالاً.
كل هذه الإنجازات دفعت معظم الغرب إلى اعتبار المنظومة الخمينية الشيعية المنهاج العدو رقم واحد في مسألة الإرهاب بعد أفول نجم العمل الفلسطيني المسلح. أدى ذلك بطبيعة الحال إلى محاصرة مشروع ولاية الفقيه، إلى أن أتى بن لادن بمشروعه الكارثي ليقدم خدمة تاريخية لورثة المشروع الخميني. فبعد تفجير برجي نيويورك سنة أصبح الإرهاب السني الطابع العدو رقم واحد للولايات المتحدة وأصبحت التهديدات الأخرى في مواقع ثانوية.
تقاطع مصالح بين الشيطان الأكبر والخمينية
لا أريد هنا الإيحاء بأنني أكشف خيوط مؤامرة حيكت بتفاصيلها الدقيقة، لكن مشروع ولاية الفقيه اعتبر ما حدث فرصة تاريخية، تبلورت بالأخص بعد رد الفعل الغاضب، وربما الأحمق كما تبين بعد سنوات، لجورج بوش في إشهاره الحرب على كل ما هو متصل بالإسلام السني من مجتمعات وتعاليم وعقائد. لكن منطق صراع الحضارات بمضامينه العنصرية والأبوكاليبتية وسياسة الفوضى المنظمة أثبتت كارثيتها في السنوات اللاحقة.
أحد مضامين تلك السياسة كانت ترتكز على التسامح مع تمدد القوى الشيعية وفي الوقت نفسه محاصرة القوى السنية. ولا يمكن بعد مراجعة نتائج الاحتلال الأميركي للعراق إلا إدراك أن الرابح الأول في المحصلة، بعد غرق الولايات المتحدة في وحول العراق، كان تمدد سلطة الولي الفقيه، الممثل الأول للمنظومة الشيعية على مدى العقود الماضية.
لقد كان تسلل هذا المشروع على مدى السنوات الماضية مبنياً على مقارنة منطقية مع الواقع السني الذي أصبح مختصراً لدى الغرب ببن لادن. فأصبحت المقارنة بين السيئ والأسوأ، بين التطرف المنضبط والتطرف الأعمى، وبين أسطورة تحمل مشروعاً وأسطورة لا تحمل إلا الدمار.
تناقض مشروع رفيق الحريري مع البوشية والخمينية والبنلادنية
لقد كان وجود رفيق الحريري ثقيلاً على حزب ولاية الفقيه في لبنان في سعيه لإعادة إحلال السلام في لبنان، في حين أن هذا الحزب كان يعتبر الحرب الأهلية والفوضى وغياب الدولة فرصة ذهبية لتثبيت أقدامه وابتلاع التنوع السياسي الشيعي في آحادية عقائدية مطلقة أساسها الولاء للولي الفقيه في مسائل الدين والدنيا.
من هنا كان سفور قادة هذا المشروع في الترويج لعقيدتهم التي وصلت إلى إلغاء كل الآخرين ضمن الطائفة، ونعتهم بالكفر وتحليل دمائهم وقتلهم.
والأمثلة معروفة عندما طالت الاغتيالات أحزاباً من شتى الألوان من شيوعية وقومية وبعثية وعلمانية، وإقصاء الجميع عن العمل المقاوم! ووصلت إلى حد الحرب المفتوحة مع حركة أمل والتي قتلت الآلاف من شباب الشيعة تحت راية الولي الفقيه. ومن علائم السفور العقائدية يومها كان البيان التأسيسي للحزب الذي أعلن انتماءه إلى "أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران..."
كما أن خطب ابراهيم السيد وحسن نصر الله المعروفة كانت واضحة في طرح ولاية الفقيه بشقيها السياسي والماورائي وبعضها كان مغرقاً بالأساطير.
اتفاق الطائف، أحد أعداء حزب الولي الفقيه، أدخل قادته في عصر التقية وبالتالي شاركوا في إدارة الحكم بعد فتوى شرعية من الولي المعصوم، ولكن النية كانت دائماً المشاركة السلبية، والمشاكسة الصلفة لرفيق الحريري ولمشروع بناء الدولة.
رفيق الحريري "شر" لا بد منه
لقد أدار حافظ الأسد تلك المرحلة من خلال بناء توازن متعدد الأطراف بهدف الابتلاع التدريجي للبنان. ففي الوقت نفسه الذي كان بحاجة لتحريك الأعمال العسكرية للمساومة، لم يكن يرغب أبداً بترك الأمور بيد إيران وحزبها في لبنان من دون سيطرته. وبقدر ما كان يرغب بإنهاء وجود الدولة والمؤسسات في لبنان، فقد كان يعلم أن وجوده في المعادلة الدولية ومكانته يعتمدان على توازنات عابرة للحدود كان وجود رفيق الحريري ومشروع بناء الدولة جزءًا منه.
باختصار, كان رفيق الحريري بالنسبة لحافظ الأسد شراً لا بد منه، أما بالنسبة لمشروع ولاية الفقيه فقد كان عائقاً تجب إزاحته متى سمحت الظروف. ومن يراجع وقائع حرب عناقيد الغضب سنة من وجهة نظر نعيم قاسم في كتاب "حزب الله" يلاحظ تجاهلاً كاملاً للدور الذي لعبه رفيق الحريري لتشريع عمل المقاومة والتركيز الكامل على أن هذا الإنجاز كان بجهود وزيري خارجية إيران وسوريا في تلك الفترة!
كما أن من تابع مسار الحكومات في أيام الرئيس الشهيد كان يلاحظ بوضوح أن كتلة حزب الله لم تعط الثقة لأي من الحكومات التي ترأسها من دون إعطاء مبررات غير تعابير عامة مبهمة وشعارات شعبوية.
بعد عودة رفيق الحريري إلى الحكم إثر فشل المخطط المقيت لإميل لحود والأجهزة الأمنية لشيطنته وشطبه من المعادلة السياسية، بدأ فصل ثانٍ لمحاصرة مشروع البناء والإعمار وبالتالي نشر سلطة الدولة والتحرر التدريجي من الوصاية الذي كان يقوده رفيق الحريري في مواجهة مشروع الابتلاع الذي كان يتنافس عليه مشروعان: الأول مشروع إعادة وحدة سوريا الكبرى وبالتالي ضم لبنان إلى سلطة بشار الأسد بشكل رسمي من خلال تفشيل الدولة أو جعلها بموضع هونغ كونغ بعد عودتها إلى الصين.
الثاني هو مشروع ولاية الفقيه الذي يكمل لبنان هلاله، وهو مشروع إمبراطوري عقائدي مذهبي أسطوري يرى العالم من وجهة نظر مماثلة لرؤيا بن لادن وجورج بوش، أي صراع الحضارات.
استفادة الخمينية من كارثة البرجين
أتت كارثة البرجين في نيويورك كفرصة ذهبية للمعسكر المسمى ممانعة، فبلحظة واحدة تحول كل مسلم سني إلى تابع لبن لادن أو على الأقل يحمل الأفكار الإجرامية الإرهابية نفسها لأن القاعدة العقائدية التي يتبعها هي الأساس.
جورج بوش كان مهيأ عقائدياً لهذه الفكرة ووجد نفسه مثل الخميني وخامنئي ومثل بن لادن ينفذ إرادة إلهية لخوض المعركة الحاسمة ضد الشر!
كان كما ذكرت "طبيعياً" أن يتوجّه بوش ومن خلفه معظم العالم نحو طالبان الراعية والحامية لبن لادن وبغض النظر عن نظريات المؤامرة المتعددة والمتضاربة التي نسجت في ذلك الوقت، أو تبين بعض مؤشراتها من تفاصيل جزئية نسجت عليها لاحقاً مشاريع معظمها غير واقعية وغير مكتملة. لكن الحقيقة المثبتة هي أن جورج بوش المهتاج توجّه لمحاربة كل شيء يمت إلى الإسلام السني بصلة ومن ضمنها كان التدخل حتى في برامج التعاليم الدينية.
كان أن أدى ذلك إلى معاداة مليار إنسان في العالم وبالتالي استدراج ردات فعل منطقية من قبل بعض هؤلاء أعطت انطباعاً بأن هذا البحر من البشر هو كله العدو وكله متطرف.
بالطبع فقد استغل مشروع ولاية الفقيه إلى الآخر من هذا الواقع وكان احتلال العراق الذي أدى إلى ما يلي:
1 ـ صرفت الولايات المتحدة الأميركية أموالاً هائلة لا يمكن لعقل بشري عادي أن يحدها في مشروع العراق.
2 ـ قتل عدة آلاف من جنودها.
3 ـ نحت الولايات المتحدة كل هذه التضحيات الأميركية بشكل حاسم لمشروع ولاية الفقيه بعد الانسحاب القسري من العراق.
4 ـ زادت الجرائم الموصوفة والبعيدة عن حقوق الإنسان للقوات الأميركية وتوابعها من تشويه سمعة الديموقراطية الأميركية وزادت من عدائها مع العالم الإسلامي، كما أنها سحبت البساط من تحت أقدام الليبراليين العرب من خلال اتهامهم بالتأثر بالمشروع الأميركي.
كل هذا الواقع أدى إلى تراجع وانهزام مشاريع دعت إلى تفاهم الحضارات والعقائد وحوارها السلمي، كان من دعاتها الكثيرون من قادة الرأي والسياسيين في الدول الإسلامية أمثال الرئيس خاتمي في إيران ورؤساء تركيا وباكستان ومصر والسعودية والأردن والتي كانت تسعى إلى التخفيف من اندفاعة عقيدة بوش وفي الوقت نفسه التخفيف من حدة ردات فعل مواطنيها.
اغتيال رفيق الحريري في المعادلة
رفيق الحريري كان يحمل مهمة إعادة الرشد إلى بعض العالم موكلاً من قبل كثيرين في العالم الإسلامي. في العام يبدو أن قرار إزاحة رفيق الحريري جسدياً كان قد اتخذ على أعلى المستويات في منظومة ولاية الفقيه، فهكذا قرار لا يمكن أن يتخذ من دون فتوى واضحة من المرشد الأعلى. أتى القرار 1559 ليشكل ذريعة لاستدراج النظام السوري إلى ساحة الجريمة، وفي قناعتي هو أن المنظومة الأمنية لولاية الفقيه خططت ونفذت عملية الاغتيال لأسبابها الخاصة المتعلقة بمشروعها في لبنان والمنطقة، أما بشار الأسد فقد تم إشراكه في الجريمة من خلال الخديعة والاعتماد على الحمق والحقد الشخصي الذي طبع علاقة الإدارة السورية مع رفيق الحريري.
لا يمكن الجزم اليوم أن كان ما حصل بعد عملية الاغتيال كان جزءاً من مخطط متكامل من منظومة ولاية الفقيه، فالكثير من الوقائع اللاحقة أتت خارج الحسبان ونتيجة لمسار جدلي فيه الكثير من ردات الفعل التي لا يمكن توقعها بدقة. فإن كان الجيش السوري خرج في نيسان من لبنان فقد كان قيمة مضافة لمشروع ولاية الفقيه لأنه لأول مرة تفرد بالنظام الأمني في لبنان بعد سنوات من التقاسم مع المنظومة السورية، وبالتالي فإن المسار السياسي أصبح أيضاً أكثر ملاءمة لهذه المنظومة على الرغم من التعسكر الذي نتج بعد الاغتيال.
كما أن القيمة المضافة الثانية هي أن بشار الأسد ونظامه تحولا من شريك مع الولي الفقيه إلى تابع معزول دولياً ومهزوم مرحلياً.
لقد استفاد أيضاً حزب ولاية الفقيه من توجيه الاتهام الشعبي نحو النظام السوري، ومن يذكر يومها يتأكد بأن هذا الاتهام كان في شبه إجماع في لبنان حتى من قبل ما أصبح اسمه جمهور المقاومة. والواقع هو أن دفاع منظومة ولاية الفقيه كان رخواً عن النظام السوري في المراحل الأولى من فترة ما بعد شباط وقد أزعج هذا الموقف القيادة السورية التي كانت تأمل أن تنتشر الفوضى على نطاق واسع بعد الانسحاب.
أما ما لم يكن يتوقعه المخططون في منظومة الاغتيال فهو انكشاف الجناة ومسار المحكمة الدولية الذي فشلت هذه المنظومة بوقفه، وإن تمكنت من خلق العراقيل في وجهه، وتمكنت من الانتقام من بعض أبطاله كما حصل للشهيد وسام عيد.
والحدث الخارج عن توقعات منظومة الولي الفقيه كان يوم آذار ونشوء ردة فعل وطنية جامعة عابرة للطوائف اسمها انتفاضة الاستقلال، مما شكل لأول مرة في تاريخ لبنان شريحة كبرى شعبية متمسكة بالمنطق الوطني.
وهذا الواقع أدى إلى نتيجتين، الأولى نشوء كتلة وطنية كبرى في مواجهة مشروع الولي الفقيه لابتلاع لبنان بعد خروج الجيش السوري، والثانية كانت في عدم استدراج المجتمع نحو الفوضى وانهيار الدولة ومؤسساتها في وقت لدى حزب الولي الفقيه البديل الجاهز كبديل عن الدولة.
ومن هنا استمر حزب الولي الفقيه في العمليات الإرهابية المحلية وبنفس الوقت السعي إلى إفشال الدولة من خلال تعطيل المؤسسات من مجلس وزراء ومجلس نواب ومؤسسات أمنية واقتصاد وسياحة وقضاء وحتى سمعة البلد، والشواهد لا تحصى.
خديعة جديدة
في السابع من أيار وفي ظل تغطية سورية وطبعاً إيرانية اجتاح حزب الولي الفقيه بيروت بعد فشله في تطويع الإرادة السياسية المدنية لقوى آذار وللحكومة التي مثلتها، ودخل لبنان والمنطقة في مسار جديد كان أساسه على المستوى الدولي والعربي كيفية إخراج الحكم في سوريا من تحت وصاية الولي الفقيه من خلال رؤيا قادها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الحالم بإنجاز يضعه في مصاف الزعامات التاريخية وتحقيقه حلم زعامة فرنسا لدول البحر الأبيض المتوسط.
لقد أنتج هذا المسار ما سمي التفاهم السوري ـ السعودي حول لبنان، وكان أساس التفاوض بين القيادتين كيفية مساعدة بشار الأسد على التخفيف من الهيمنة الإيرانية بشكل تدريجي لأن تغلغل الإدارة الإيرانية في سوريا وفي المؤسسة العسكرية بالذات أصبح عميقاً وخطراً على كل من يحاول التملص منه أو الانقلاب عليه، وبحسب ما روي عن بشار الأسد أنه كان يخشى مصيراً يشابه مصير أنور السادات إن هو انسحب من تبعيته لهذا المشروع.
كما أن بشار الأسد كان يسعى للتملص من مسؤوليته في قضية اغتيال الرئيس الحريري وبالتالي التخلص من المحكمة الدولية بالكامل، أو حصر المسؤولية في منظومة الولي الفقيه، وقد كان لافتاً أن أحد أتباع بشار وهو ميشال سماحة كان بالفعل من أفشى قصة اتهام أفراد من حزب الله في قضية الاغتيال إلى مجلة "در شبيغل".
لا يمكن اليوم التأكد إن كان بشار أخذ مسار التسوية مع السعودية عن قناعة، أو أنه كان صادقاً في تعهداته للعاهل السعودي ولكنه عاد وتملص من كل ذلك. وعلى كل الأحوال فإن أحداً لم يؤكد له التملص من قضية الاغتيال. وقد تكون منظومة ولاية الفقيه أعادته لتحت وصايتها من خلال ترهيب وترغيب. وقد يكون بشار قد خدع الجميع بالأساس وكان يحاول كسب الوقت والمناورة وابتزاز الطرفين.
كل ذلك الآن ما زال في عالم التكهنات اليوم وقد تكشف فصوله يوماً بعد انهيار المنظومة الخبيثة المسماة الممانعة في يوم قريب.
أما بعد انطلاق الثورة في سوريا وتطورها وفي ظل التحديات الخطرة والحيوية التي يشكّلها التغيير القادم حتماً إلى سوريا على منظومة الولي الفقيه، فقد عادت هذه المنظومة إلى ما نجحت بالاستفادة منه في أيام جورج بوش وهو شيطنة السنة بشكل عام من خلال دفعهم إلى التطرف ومظاهره، فأصبحت الثورة السورية تختصر بجهة النصرة، والحركة المدنية المقاومة لهيمنة حزب الولي الفقيه في لبنان أصبحت تختصر بأحمد الأسير أو ما يعادله.
إن "حزب الله" يحاول دفع سنّة لبنان بالذات إلى الذهاب إلى التطرف والخروج عن الالتزام بالدولة من خلال ضربهم بمؤسسة الجيش وضرب مؤسسة الجيش بهم. يجب الاعتراف بأن هذه الحيلة الجديدة كادت تنجح وأن تصل بالبلد إلى كارثة لكن كل ذلك تم استدراكه لأن قلّة ضئيلة من سنّة لبنان تجاوبت ولوقت قصير مع هذه الدعوة، ولأن لا أحد يريد أن يذهب إلى حرب أهلية قد يستدرجه إليها حزب الولي الفقيه على أساس أن الأكثر تنظيماً والتزاماً وقوة سيفوز في النهاية، ومن هنا الإصرار الدائم على التحدي والاستفزاز الذي يمارسه هذا الحزب.
إن الانفجار الذي حصل أخيراً في الضاحية ما هو إلا مؤشر على أن مسلسل اللعب في ساحات الآخرين مع الحفاظ على ساحة جمهور الحزب سالمة أتى إلى نهايته، وأن معظم أحابيل ولاية الفقيه أصبحت مكشوفة وما علينا إلا الصمود من خلال عدم التراجع عن مشروع الدولة ومقاومة الدعوات للتطرف ورفض المنطق الانتحاري الذي يقود إلى الحرب الأهلية لأن سقوط مشروع ولاية الفقيه في لبنان أصبح قريباً.