الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معنويات الثورة السورية .. خفوت الأصوات المؤيدة

معنويات الثورة السورية .. خفوت الأصوات المؤيدة

11.05.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية
السبت 11/5/2013
يبدو أن الثورة السورية تمر حالياً بمرحلة اختبارات صعبة، بالنظر إلى التراجعات التي شهدتها الدبلوماسية الدولية التي تدعي دعم الثورة، وبالنظر إلى العراقيل التي تشكلها حتى دول عربية في وجه أي توجه حقيقي وفاعل لمساندة الشعب السوري ضد آلة القتل والحرب التي يوقدها نظام الأسد ورعاته في سوريا. وبدت الثورة السورية تتجاوز هذه الاختبارات بنجاح باهر.
على الصعيد الدبلوماسي خفتت أصوات مؤيده للثورة، وتوارت حتى لم يسجل لها أي حضور إلا بالصدفة مثل صوت تركيا التي في البداية قدمت نفسها حامياً ومحامياً عن السوريين وصورت نفسها وكأنها على أهبة الاستعداد للتدخل لإنقاذ السوريين من نظام الأسد، لكن يتراجع الصوت التركي بشكل ملفت كما أوغل الأسد وحشية في دماء السوريين، ولا يعلم عما إذا كان هذا الانسحاب التركي نتيجة لصفقة مع طهران أو إسرائيل او أن أنقرة تعيد قراءة الثورة السورية مجدداً. وكذلك انطفأت الحرارة الفرنسية المؤيدة للثورة. وايضاً بدت مصر تتبنى الرؤية الإيرانية المدافعة عن بقاء نظام الأسد، وتراجعت القاهرة عن التصريحات التي أعلنها الرئيس محمد مرسي في مؤتمر عدم الانحياز في طهران وطالب فيها بإسقاط النظام وانتصار الشعب السوري. والقاهرة اليوم تتبنى موقف طهران وموسكو اللتين تنخرطان في حرب وحشية ضد الشعب السوري، وتواصلان تدخلهما السافر وتمويل الحرب في سوريا وتزويد نظام الأسد بكل أنواع الأسلحة المدمرة.
 وفي وقت يتراجع مؤيدو الثورة الأقوياء ويتلكأون عن دعم السوريين، ويساومون الثوار حتى على تسليمهم «أسلحة غير قاتلة» تواصل طهران وموسكو شحن الأسلحة الفتاكة إلى النظام، بما في ذلك الإعلان يوم أمس الاول أن موسكو ستمد نظام الأسد بشحنة من صواريخ مدمرة وفائقة الفتك، ليكون تدمير المدن السورية أكثر دقة وإراقة المزيد من دماء السوريين. والملفت أن موسكو لم ترسل هذه النوعية المتطورة من الصواريخ إلى النظام حينما كان يدعي أنه يقاوم إسرائيل، ولكن حينما برهن بوضوح أنه يستخدم كل الأسلحة التي بحوزته ضد السوريين و«ضد السوريين فقط»، فإن روسيا قد عبرت عن كرمها للنظام وبالغت بالحفاوة وفتح مخازن مصانع الأسلحة للأسد ليختار ما يشاء ويعقد صفقات بأموال إيرانية، وأيضاً لم تقدم طهران على هذا الكرم حينما كانت تقدم الأسد على أنه مقاوم لإسرائيل، وحينما أصبح الاسد مقاوماً للسوريين ومدمراً لسوريا اغدقت عليه طهران الهبات والمساعدات والأموال، لينفذ نظام الأسد تدميراً واسعاً لسوريا، ليحقق حلم إسرائيل التاريخي. والمفارقة أن نظام الأسد كان يقدم نفسه للعرب، وتقدمه طهران على أنه «مقاوم» لإسرائيل ودرع لحماية سوريا من أي تدمير. ولكنه الآن يتحالف مع طهران وروسيا لتدمير سوريا بأفظع مما كانت تحلم به إسرائيل.
وكل التطورات الدبلوماسية الدولية مؤلمة للثوار ولمؤيديهم، لكن المفرح أن الثوار قد ملكوا مناعة حصنتهم من التأثر بالمساومات الدولية وابتزازات طهران للقوى العظمى، فنجد أن الثوار يتقدمون ويحققون انتصارات جديدة ويدافعون عن وطنيتهم وهويتهم العربية ببسالة متفردة ومبهرة كلما انطفأت أصوات مؤيدين. مما يعني أن الثوار السوريين يعتمدون أولاً على معنوياتهم القتالية التي ترتفع كلما أمعنت طهران وموسكو في تزويد النظام بالأسلحة والمقاتلين، ويرون أن التأييد الدبلوماسي الدولي ليس