كريستيان ساينس مونيتور 24\6\2014
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
عرسال, لبنان- يهدد تجدد القتال في منطقة القلمون الاستراتيجية في سوريا شمال دمشق بالتوسع باتجاه حدود لبنان, حيث يتحصن الآلاف من المتمردين السوريين هناك في الشهور الأخيرة.
ما يقرب من 3000 إلى 4000 مقاتل يستخدمون الجبال الوعرة شرق مدينة عرسال كنقطة انطلاف لشن هجمات كر وفر ضد مواقع القوات السورية. هدفهم الرئيس هو تشتيت جهود الجيش السوري وحلفاؤه وتحويل الموارد التي يستخدمونها من جبهات أخرى حول دمشق.
في حين يراقب العالم الاضطرابات المتصاعدة في العراق, فإن الصراع في الجارة سوريا مستمر دون هوادة, مما يتسبب في إزعاج دول الجوار مثل لبنان وإسرائيل. يوم الإثنين, شنت إسرائيل ضربات جوية ضد أهداف للنظام السوري ردا على هجوم عبر الحدود في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. في وقت متأخر من يوم الاثنين فجر انتحاري سيارة مفخخة في مقهى في حي شيعي في لبنان, أسفر عن العديد من الإصابات.
ومع انهيار الحدود بين سوريا والعراق وسط الهجوم الذي تشنه الدولة الإسلامية في العراق والشام في المشرق العربي, وهي جماعة سنية متطرفة عابرة للحدود, فإن هذه المنطقة النائية على الحدود السورية اللبنانية –عن إرث آخر من مرحلة ما بعد الحكم العثماني- أصبحت على علاقة بما يجري بصورة متصاعدة. المتمردون المناهضون للنظام السوري ومسلحون من حزب الله اللبناني يقاتلون بعضهم البعض على كلا طرفي الحدود.
المتمردون الذين يقاتلون في القلمون, الذي يقطع الطريق الاستراتيجي السريع بين دمشق وحمص ينتمون إلى مجموعات مثل الجيش السوري الحر ولواء التوحيد وجبهة النصرة التي تعتبر فرع القاعدة في سوريا.
يقول أبو زيد, وهو قائد وحدة في لواء المعتصم بالله المعتدل مشيرا إلى المدينة المتمردة التي تقع تحت سيطرة المتمردين شرق دمشق :" إننا نستخدم أسلوب الكر والفر الآن في القلمون من أجل تحفيف الضغط عن جبهات أخرى مثل المليحة. نقوم بضرب موقعين أو ثلاثة خلال يومين, ثم ننسحب إلى لبنان".
في 11 يونيو, شن المتمردون المتمركزون في القلمون هجوما مضادا على رنكوس وبلدتين قريبتين من القلمون, وجميع هذه النقاط تقع على بعد أقل من 5 أميال من الحدود اللبنانية. رنكوس سقطت في يد النظام في بداية أبريل في ذروة الهجوم على القلمون الذي شنه حزب الله حليف الرئيس بشار الأسد الرئيس والذي استمر خمسة أشهر.
هجوم المتمردين المضاد على رنكوس تم التخطيط له منذ وقت, وفقا لأبو زيد, ولكن ذلك لم يكن لينجح لولا الخروج الأخير للقوات العراقية الشيعية شبه العسكرية التي كانت تساعد قوات الأسد من المنطقة. حيث عادوا إلى العراق للانضمام إلى القتال ضد التمرد السني.
اشترك أبو زيد في الهجوم الأولي على رنكوس, حيث قاد وحدته المكونة من 15 رجل ضد موقع للنظام على تلة شديدة الانحدار خارج البلدة. هذا الموقع كان يقع تحت حماية جنود سوريين ومقاتلون من قوات الدفاع الوطني, وهي ميليشيا ذات تدريب إيراني أفرادها ينتمون في غالبهم إلى الأقلية العلوية, وهي طائفة منشقة عن الإسلام ينتمي إليها الأسد.
يقول أبو زيد الذي كان يتحدث من منزل أحد أصدقائه في عرسال خلال رحلة نادرة إلى البلدة :" هاجمنا من ثلاثة اتجاهات. وقد هربت ميليشيا الدفاع الوطني عندما سمعوا أول انفجار ولكن الأمر استغرق ثلاث ساعات للسيطرة على الموقع. خسرنا ثلاثة رجال وجرح 20 آخرون. لو كان الموقع مستويا على الأرض لم يكن الأمر ليستغرق معنا أكثر من 10 دقائق فقط"
مصفوفة من الأعداء
قبل أن يندلع الصراع في مارس 2011, كان أبو زيد ذو الجسم الممتلئ واللحية التي يعلوها الشيب يعمل مزارعا في بلدة القصير, قرب الحدود السورية. منذ ذلك الوقت قاتل في المنطقة ضد مجموعة من الأعداء تشمل الجيش السوري والمسلحين العلويين ومقاتلي حزب الله.
يقول أبو زيد :" حزب الله قوي جدا. لديه خبرة وأسلحة نوعية وخطط للقتال. الجنود السوريون وقوات الدفاع الوطني سوف يلقون أسلحتهم ويهربون, ولكن حزب الله لن يفعل ذلك".
يقيم أبو زيد الآن مع مقاتلين آخرين في الجبال الجرداء شرق عرسال وبلدة راس بعلبك التي تبعد خمسة أميال إلى الشمال, حيث يعيشون في الكهوف والمزارع المهجورة.
خلال عطلة نهاية الأسبوع, هاجمت قوات الجيش السوري ومقاتلو حزب الله منطقة رنكوس مرة أخرى. وقال التلفزيون الرسمي السوري يوم الأحد إن الجيش أعاد السيطرة على التلال الصغيرة المطلة على رنكوس. وأضاف :"ويقوم الجيش بدفع المجموعات الإرهابية التي تحاول التسلل إلى المنطقة من لبنان".
ونقلت عن ضابط في الجيش السوري قوله:"هذه الأرض سوف تكون مقبرة لكل الإرهابيين الذين يقررون العودة".
انتشار القتال:
القتال امتد فعلا إلى لبنان, بلدة طفيل, التي تقع في الطرف الجنوبي من ممر ضيق إلى الشرق قرب سوريا, تعرضت للقصف في الأيام الأخيرة. العديد من سكانها غادروا عبر الجبال الجرداء للوصول إلى عرسال, التي تقع على بعد 25 ميلا إلى الشمال. يمكن الوصول إلى تلك القرية عبر طريق غير معبد طوله 13 ميلا يتحكم في الطرفي الغربي منه حزب الله.
يقول الشيخ حسين غالي, وهو رجل دين سني يمارس ضغطا على الحكومة اللبنانية لتقديم المساعدة للقرية المحاصرة :" قبل شهر كان حزب الله على بعد 7 أميال غرب القرية. وهم الآن على بعد أقل من ميلين".
وفقا لمقاتل مخضرم من حزب الله خدم في سوريا, فإن الحزب مصمم على إخراج المتمردين من مخابئهم في لبنان. ويضيف :"مهما بلغ حجم قوة المتمردين. إذا لم تقتلهم صواريخنا فإن ضربات طائرات سلاح الجو السوري سوف تقضي عليهم".
المقاتلات السورية قصفت مرارا مناطق المتمردين قرب عرسال داخل لبنان كما أن القوات السورية تقوم بعمليات توغل مستمرة عبر الحدود.
الجيش اللبناني انتشر في عرسال ولكنه لم يغامر بالدخول أعمق في الجبال حيث ينتشر المتمردون المتمرسون هناك, على الرغم من أنه أعلن عن وجود خطط مستقبلية لبناء قواعد له هناك أملا في تحسين السيطرة على المنطقة.
في الوقت الراهن, هناك مواجهة حذرة بين حزب الله والجيش اللبناني ومجموعات المتمردين. يقول أبو زيد إن المتمردين في الجبال يتحسبون لهجوم من قبل القوات السورية وحزب الله.
ويضيف:" نتوقع أن يأتي السوريون إلينا. عندما يأتون, سوف نواجههم معتمدين على قوتنا في ساحة المعركة وعلى الله".
As Iraqi conflict flares, Syrian rebels regroup in Lebanon.
Arsal, Lebanon — Renewed fighting in Syria’s strategic Qalamoun region north of Damascus threatens to spill across the border into Lebanon, where thousands of Syrian rebels have been holed up in recent months.
An estimated 3,000 to 4,000 rebel fighters are using the rugged mountains east of this town as a staging ground to launch hit-and-run attacks against Syrian regime positions. Their objective is to degrade the Syrian Army and its allies and to divert resources from other battlefronts around Damascus.
While the world watches the growing unrest in Iraq, the conflict next door in Syria continues to burn, roiling neighbors like Lebanon and Israel. On Monday, Israel carried out airstrikes against Syrian regime targets in retaliation for a cross-border attack in the Israeli-occupied Golan Heights. Late Monday, a suicide car bomber in Lebanon struck a cafe in a Shiite neighborhood, causing several casualties.
As the boundary between Syria and Iraq further dissolves amid an offensive by the Islamic State of Iraq and the Levant (ISIS), a pan-national Sunni extremist group, this remote piece of the Syria-Lebanon border – another legacy of the post-Ottoman order – is also becoming increasingly irrelevant. Syrian anti-regime rebels and militants from Lebanon's Shiite Hezbollah are battling each other on both sides of the border.
The rebels fighting in Qalamoun, which bisects the strategic Damascus-Homs highway, belong to groups like the Free Syrian Army, the Tawhid Brigade, and Jabhat al-Nusra, Syria’s Al Qaeda affiliate.
“We are using hit-and-run tactics now to wear down the enemy in Qalamoun and relieve pressure on other fronts such as Mleiha,” says Abu Zeid, a unit leader in the moderate rebel Muatassim Billah Brigade, referring to a besieged rebel-held town east of Damascus. “We hit two or three positions over a couple of days, then we retreat back into Lebanon.”
On June 11, Lebanon-based rebels launched a counter-attack on the town of Rankous and two nearby villages in Qalamoun, all less than five miles from the Lebanese border. Rankous had fallen to the regime in early April at the climax of a five-month Qalamoun offensive led by Hezbollah, a key ally of Syrian President Bashar Assad's regime.
The rebel counter-attack on the Rankous area had been planned for some time, according to Abu Zeid, but was aided by the recent departure from the area of Iraqi Shiite paramilitary forces allied to the Assad regime. They went back to Iraq to join the fight against a spreading Sunni rebellion.
Abu Zeid participated in the initial attack on Rankous, leading his 15-man unit against a regime position on a steep hill outside the town. The position was defended by Syrian soldiers and fighters from the National Defense Force, an Iran-trained militia whose personnel are mainly Alawites, the splinter sect of Shiite Islam to which Mr. Assad belongs.
“We attacked from three sides,” Abu Zeid says, speaking at a friend’s house in Arsal during a rare trip to the town. “The [NDF] militiamen ran away when they heard the first explosion but it took us three hours to capture the post. We lost three men and 20 wounded. If the post had been on flat ground we would have taken it in 10 minutes.”
An array of enemies
Before the conflict broke out in March 2011, Abu Zeid, a stocky man with a graying beard, was a farmer from the town of Qusayr, just over the border in Syria. Since then he has fought in the area against an array of enemies, including the Syrian Army, Alawite militiamen, and Hezbollah fighters.
“Hezbollah are very strong, tough fighters,” he says. “They have experience, quality weapons and tactics. Syrian soldiers and Defense Force [NDF] militiamen will drop their weapons and run away, but not Hezbollah.”
Now he stays with other fighters in barren limestone mountains east of Arsal and the neighboring village of Ras Baalbek five miles to the north, living in caves and abandoned farmsteads.
Over the weekend, Syrian Army troops and Hezbollah fighters struck back in the Rankous area. Syria’s state-run television said on Sunday that the Army had recaptured some hills overlooking Rankous “and are pursuing terrorist groups who tried to infiltrate the region from Lebanon."
“This land will be a cemetery for all terrorists who decide to return,” a Syrian Army officer was quoted as saying.
Fighting spillover
The fighting has already spilled into Lebanon: the village of Tufayl, which sits at the tip of a narrow peninsular of territory poking eastward into Syria, has been shelled in recent days. Many residents have fled over desolate mountains to reach Arsal, 25 miles to the north. Their village is accessible via a 13-mile dirt track that is controlled at the western end by Hezbollah.
“A month ago Hezbollah was seven miles to the west of the village. Now they are less than two miles,” says Sheikh Hussein Ghali, a Sunni cleric who has been pressing the Lebanese government to provide assistance to the beleaguered village.
According to a veteran Hezbollah fighter who has served several tours in Syria, the group is determined to drive the rebels out of their Lebanese hideouts. “Let them [the rebels] be as strong as they want. If our missiles don’t kill them then they will die from Syrian air strikes,” the Hezbollah fighter says.
Syrian aircraft have repeatedly bombed rebel areas near Arsal inside Lebanon and there is little to stop a cross-border ground incursion by Syrian troops.
The Lebanese Army is deployed in Arsal but so far has not ventured deeper into the mountains where the well-armed rebels are bunkered, though it has announced plans to build forward operating bases there in the hope of better controlling the area.
For now, a wary standoff exists between Hezbollah, the Lebanese Army, and rebel groups. Abu Zeid says the rebels in the mountains are braced for an assault by invading Syrian troops and Hezbollah.
“We are expecting the Syrians to come to us. When they come, we will count on our strength in battle and on God,” he says.
http://www.csmonitor.com/World/Middle-East/2014/0624/As-Iraqi-conflict-flares-Syrian-rebels-regroup-in-Lebanon-video