الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مع بداية السنة الرابعة !

مع بداية السنة الرابعة !

17.03.2014
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاحد 16/3/2014
غريب عجيب.. فإمَّا أنه لا علم له بما جرى في بلده سوريا خلال الأعوام الثلاثة الماضية وإما أنه تابعه وشاهده ولكنه إستمتع به على أنه مجرد لعبة "أتاري" قتل خلالها أكثر من مائة وأربعين ألفاً وفوق هذا تهجيرٌ داخلي وخارجي وصلت أرقامه إلى أكثر من سبعة ملايين وإلاَّ ما معنى أنْ يطالب بشار الأسد بإنتخاب رئيس لبناني ينتمي إلى :"خط الممانعة".. هذه المعزوفة التي غدت مستهلكة وممجوجة وبات من يستمع إليها يضحك صخباً إستهزاءً بهؤلاء الذين يضحكون على عقول الناس ويعتقدون أنَّ من يسمعهم يصدق ما يقولونه ولا يرون أن جبهة الجولان بقيت صامتة صمت أهل القبور لأكثر من أربعين عاماً.
كان على هذا الرئيس السوري بدل أن يصفع اللبنانيين على وجوههم وبدل أن لا يتذكر أنَّ وصايته على هذا البلد ،بإستثناء الضاحية الجنوبية وأملاكاً لحزب الله، قد إنتهت في العام 2005 أنْ يختار هو رئيساً "ممانعاً" حتى وإنْ إقترضه من إيران للجمهورية العربية السورية التي تحولت إلى دولة فاشلة والتي حولها "الممانعون" ،لا بارك الله فيهم ولا في ممانعتهم، إلى خراب تنعق به الغربان وإلى أكوام من الأتربة والحجارة وإلى مقابر بلا أنصبة وقبور بلا أسماء وإلى سجون داخلها مفقود والخارج منها غير مولود لأن المخابرات العقائدية ستطارده إلى أن تصطاده وتضيف إسمه إلى قوائم الأسماء غير المعروفة.
أيُّ "ممانعة" هذه التي يتحدث عنها الرئيس السوري الذي كان عليه ،وقد دخلت هذه الحرب المرعبة عامها الرابع، ان يفدي شعباً من المفترض أنه شعبه بنفسه أنْ يدرك أنَّ دماء أبناء حماه التي سالت أنهاراً في عام 1982 لن تضيع فرق حسابات بين "القبائل" وأنَّ ما جرى خلال العوام الثلاثة الماضية هو جرائم تاريخية لا يمكن السكوت عليها وأنَّ ساعة الحساب باتت قريبة وأن أرواح الشهداء سوف تبقى تطارد القتلة وأبناءهم وأبناء أبنائهم إلى يوم القيامة.
ثم.. هل انَّ الرئيس "الممانع" الذي يطالب بشار الأسد الشعب اللبناني بإختياره هو الذي سيكمل مسيرة أميل لحود وهو الذي سيرعى مسيرة إغتيالات جديدة مع أن مسيرة الإغتيالات السابقة مستمرة ولم تنته.. وهو الذي سيجعل لبنان يتمزق أكثر مما هو ممزق ويعبث حزب الله بأمنه وبإستقراره ويرسل مقاتليه إلى دولة "شقيقة كبرى" مجاورة بحجة تحرير فلسطين وذلك مع أن فلسطين تقع في الجنوب وتفصل بينها وبين لبنان قوات دولية كانت محصلة آخر حرب شنها حسن نصر الله على "العدو الصهيوني" ولم تأتِ بعدها إلاَّ الحرب الطائفية القذرة التي إستهدف بها أهل بيروت الغربية.
لقد كان الأحرى ببشار الأسد ما دام أنه ،إستكمالاً للإنتصارات التي أجترحها خلال الأعوام الثلاثة الماضية ،مستعيناً بالمليشيات المذهبية التي تم إستيرادها من العراق و"فيلق القدس" و"حراس الثورة" الإيرانية ومستعيناً بـ"ستالين" الجديد ولكن بدون شوارب ولا حذاءٍ طويل، بات يسعى لولاية جديدة بمواصفات دستورٍ جديد.. أن يطلب من اللبنانيين أنْ يختاروه هو رئيساً لهم ما دام أنه "ممانع" وأثبت ممانعته في الإستمرار بذبح السوريين وتشريدهم وهدم مدنهم وقراهم فوق رؤوسهم ورؤوس أطفالهم مستعيناً بـ"فرسان" حزب الله وببركات الولي الفقيه في طهران الذي أثبت أن هذه الحرب القذرة هي حربه.
أليس من عجائب هذا الزمان ،حيث عندما يقع حادث مروري عادي في بلد شرقي أو غربي حرمه الله من "الممانعة" يبادر رئيسه وتبادر حكومته إلى الإستقالة أحترماً لشعبه وخجلاً منه، ان يصل الإستهتار بالدماء التي نزفت خلال الأعوام الثلاثة الماضية حدَّ أن يستجيب هذا الرئيس السوري لنزوات المحيطين به وأن يعلن ،ليس متحدياً العالم كله ولكن متحدياً أكثر من مائة وأربعين ألفاً من القتلى ومن عشرة أضعاف هذا الرقم من المفقودين وسكان المقابر المجهولة، أنه ينوي ترشيح نفسه لولاية كئيبة ودامية جديدة وفوق هذا أن يطالب اللبنانيين بإختيار رئيس "ممانع" لهم.. وكأن الجنرال ميشيل سليمان غير موجود وكأنه ارتكب خطيئة لا تغتفر لأنه طالب حسن نصر الله بالتوقف عن إرسال ميليشياته المذهبية إلى سوريا لذبح أبناء هذه الدولة الشقيقة وهدم مدنهم وقراهم فوق رؤوسهم ورؤوس أطفالهم!!.