الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مغالاة في التعويل على حلّ قريب لسوريا بقاء الأسد انتقالياً استنساخ لتجربة العبادي

مغالاة في التعويل على حلّ قريب لسوريا بقاء الأسد انتقالياً استنساخ لتجربة العبادي

16.08.2015
روزانا بومنصف



النهار
السبت 15/8/2015
على رغم انطلاق اتصالات دولية واقليمية غير مسبوقة في ما يتصل بالازمة السورية تضطلع روسيا في جانب اساسي منها بدعم أميركي على الارجح وفق ما تقول مصادر معنية، فان شكوكاً كبيرة تستمر في الدفع لعدم المغالاة في التعويل على امكان بلورة حل في المدى المنظور. اذ ان الجدية التي تتسم بها هذه الاتصالات لا تختلف عن جديتها حين جرى العمل على جنيف واحد ومن ثم على جنيف 2 او على الاجتماعات التي ادارتها موسكو مرتين للنظام والمعارضة من دون ان تنجح كل هذه الجهود، ولو ان مجموعة مؤشرات مؤثرة تبدلت بين كل الجهود السابقة والجهود الحالية مع تبدل ظروف بعض اللاعبين كايران مثلاً التي انتهت من اثقال العقوبات الدولية عليها بسبب ملفها النووي. واللافت بالنسبة الى هذه المصادر ان الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي رأى متغيرات في مواقف روسيا وايران ازاء الرئيس السوري بشار الاسد لم يرفع الآمال حيال امكان ايجاد حل للأزمة السورية في عهده وان ذلك قد يكون ممكناً بحيث يضاف الى ارثه السياسي كرئيس للولايات المتحدة. اذ لا يزال اوباما يسعى الى محاولة النفاذ الى تمرير الاتفاق النووي مع ايران في الكونغرس الاميركي ما عد دفعه لروسيا في اتجاه المساعدة على ايجاد حل للازمة السورية بمثابة اغراء للكونغرس بان الاتفاق مع ايران قد يكون فتح الباب على حل الأزمات المعقدة في المنطقة ومن بينها الازمة السورية. ولكن ثمة تساؤلات اذا كانت واشنطن تسلم لروسيا بهذا الدور في المنطقة على حساب تراجع نفوذها هي وما اذا كان ذلك يأتي في اطار التسليم بان الولايات المتحدة لا تملك القدرة الكافية على المساعدة في ايجاد حلول وهي تالياً عاجزة عن ذلك لعدم امتلاكها الاوراق المؤثرة على بعض الاطراف او نتيجة عدم رغبتها في دفع اثمان للمساومة في هذا الاطار علما ان الرهان كان دوماً خلال الاعوام المنصرمة من الازمة السورية على واشنطن من النظام السوري كما من ايران في موازاة رهان حلفاء الولايات المتحدة عليها ايضاً ام ان تحضير الاجواء الملائمة متروك لروسيا في هذا التوقيت حتى نضوج بعض المواقف.
 
بعض السياسيين اللبنانيين يرسمون علامات استفهام مشككة بناء على تجربة لبنانية استنزفت جهوداً ومبادرات كثيرة اقليمية ودولية ولأعوام طويلة قبل ان يرسو الحال بعد انهاك دام للبلد ووللافرقاء فيه على اتفاق الطائف الذي استغرق اعداده وقتا طويلاً وليس اشهرا فقط وحاول ان يجمع بين المتناقضات الداخلية والاقليمية والدولية. وليست صيغ الحلول او مشاريعها ما ينقص الازمة السورية باعتبار ان الأعوام الاربعة الماضية من عمر الازمة السورية حفلت بدراسات كثيرة من كل الجهات ومن خبراء سياسيين ومسؤولي استخبارات لم تهمل اي اقتراح او احتمال وفي اي ظرف يمكن ان يأتي الحل وكيف وإلام يؤدي، علما ان بورصة هذه الاحتمالات زاوجت احياناً كثيرة بين احتمال بقاء الاسد في ظل غياب البديل مع اصلاحات جذرية على القاعدة التي باتت شهيرة بان الشيطان الذي نعرفه افضل مما لا نعرفه بحيث ظل الاسد موجوداً في المعادلة السياسية مع استمرار وجوده في السلطة ولو حاكماً على العاصمة وبضعة مدن اخرى. وتقول مصادر سياسية ان ثورة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الايام القليلة الماضية لجهة اطاحة مراكز ومواقع تعوق مساره الاصلاحي يشكل مؤشراً على ان بقاء جزء من الارث القديم في الواجهة كما هي مع بقاء نوري المالكي نائبا لرئيس الجمهورية مثلا على رغم اختيار العبادي ينبغي ان تشكل درساً بان مثل هذه التجربة ستبقي الازمة قائمة على غرار ما واجهه العبادي منذ وصوله بحيث عجز بمساعدة اميركية وايرانية عن تحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية فيما تنهار اكثر فاكثر الدولة العراقية. وهذه تجربة اقل ما يقال فيها انها ستنسحب على احتمال ابقاء الاسد مع حكومة انتقالية بحيث من المرجح الا يتركها تحكم او يسمح بانتقال البلد الى مرحلة اخرى اياً تكن الصلاحيات التي ستبقى له بل ستكون وصفة عن استمرار الازمة في البلد كما حال العراق الذي لا يود احد في الغرب ان يكرر تجربته في سوريا.
البعض يبني على ان كلاماً جدياً يتحدث به بعض المصادر من زاوية ان ما ادلى به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو الثلثاء الماضي حول الحفاظ على المؤسسات السورية والتي من ضمنها الجيش السوري تفيد بان هناك نقاط التقاء عدة لن يكون صعباً الوصول اليها اذا وجد الافرقاء الاقليميون مصلحة اكبر لهم فيها من استمرار الحرب راهناً. فكما ان هناك مرونة روسية بدأ يتحدث عنها البعض على مستوى دولي ورسمي رفيع ازاء الرئيس السوري، فان ثمة من يتحدث عن مرونة سعودية في المقابل ازاء بعض صيغ الحلول لم تكن متوافرة سابقا، وذلك على رغم ان كلاً من وزير الخارجية الروسي ونظيره السعودي اعلنا مواقف لم تظهر تبدلاً او تعديلاً في المواقف المعروفة لكلا البلدين حتى الان.