الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مقاتلو "حزب الله" مكشوفون لإسرائيل في سوريا

مقاتلو "حزب الله" مكشوفون لإسرائيل في سوريا

11.05.2013
ايلي الحاج

يخوضون المعارك وحدهم وعددهم 5 آلاف...  تقريباً
ايلي الحاج
النهار
السبت 11/5/2013
يضع  مرجع رسمي ملفاته أمامه بينما يتحدث إلى "النهار" عن مخاوف تساوره منذ بدء تلقيه معلومات عن زج "حزب الله" بعناصره المقاتلة في العمليات العسكرية الدائرة في سوريا.
 
بدايةً، يؤيد الرجل ما ذهب إليه أولياً إعلام "حزب الله" في نفيه أن تكون الغارتان اللتان شنتهما المقاتلات الإسرائيلية ليل الخميس الجمعة، وفجر الأحد الماضيين قد استهدفتا مخازن أسلحة وذخائر تابعة للحزب في سوريا. "معلوماتنا تقول إن الغارتين دمرتا مخازن ومواقع للجيش النظامي السوري"، يقول.
جدير بالذكر في السياق اقتناع، مبني على معلومات، لسياسي يتابع من كثب هذا الموضوع، وفحواه أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف في الغارتين أسلحة نوعية سلمتها روسيا إلى النظام السوري على أمل التعجيل في حسم معارك تخوضها وحدات جيشه مع "الجيش السوري الحر" وفصائل الثوار الأخرى من أجل السيطرة على المدن الرئيسية وربطها في ما بينها من الجنوب إلى شواطئ الشمال، مما يعني إضعافاً كبيراً لموقع المعارضة. يضيف السياسي أن إسرائيل دمّرت في الغارتين تلك الأسلحة النوعية، ففهمت الديبلوماسية الروسية الرسالة، وسرّع هذا التطور تفاهم وزيري الخارجية جون كيري والروسي سيرغي لافروف على عقد مؤتمر "جنيف -2" أواخر هذا الشهر لمناقشة الأزمة السورية، بمشاركة النظام والمعارضة معاً إذا أمكن.
لا يؤكد ولا يرفض المرجع هذه الرواية لما شهدته نهاية الأسبوع الماضي، لكنه يشير إلى ثلاثة عناصر طارئة دخلت على مشهد الأزمة السورية، وتلقي بظلالها على الوضع اللبناني:
الأول، إن إسرائيل صارت في وضع يتيح لها قصف أي موقع في سوريا ساعة تريد بذريعة أنه يحوي أسلحة وصواريخ لـ"حزب الله"، مطمئنة إلى ردود الفعل الدولية وكذلك ردود إيران والنظام السوري والحزب نفسه. الحزب الذي لم يتحمل أن يسكت يومين أو ثلاثة قبل نفيه أن يكون مرسل الطائرة الإستطلاعية فوق حيفا، مقدما إثباتاً على أنه ليس في خوض حربين خارج حدود لبنان شمالاً وجنوباً في وقت واحد.
العنصر الثاني أكثر إثارة لقلق اللبنانيين، أو هكذا يُفترض، انطلاقاً من الرابط الوطني بين أبناء لبنان مهما اختلفت آراؤهم . ("إنهم أبناؤنا وأخوتنا في نهاية الأمر"، على ما يقول المرجع) يعود القلق إلى أن غالبية وحدات "حزب الله" العسكرية تنتشر في مواقع واسعة ومكشوفة على الأراضي السورية، حيث لا جبال ولا وديان وتضاريس تحميها. مساحات مسطحة تنبسط ككف اليد المفتوحة، الأمر الذي يحتمل أن يعرضها لغارات جوية مدمرة في حال قررت إسرائيل توجيه ضربة إليها. وغني عن القول إن إسرائيل تراقب بدقة ما يجري في سوريا ولديها وسائلها لذلك من الأرض والجو وعبرالأثير.
ولا يشمل غطاء القرار 1701 الذي أنهى حرب تموز 2006 قوات عسكرية لـ"حزب الله" خارج لبنان، وهو لا يغطيها أصلاً في لبنان بل على النقيض. لكن ثمة من فسر بنوده بعد الحرب بطريقة تقصدت الإلتباس للإيحاء أن حضور الحزب المسلح ممنوع وفق القرار الدولي جنوب خط الليطاني، ليس في شماله.
على هامش الحديث يذكر المرجع معلومة لافتة: عناصر "حزب الله" يقاتلون وحدهم في سوريا.  لا يشاركون الجيش النظامي السوري في أي من عملياتهم ومواقعهم ودورياتهم، لكنهم ينسقون مع قيادة ذلك الجيش. منطقياً لا بد أنهم ينسقون معها في مستوى ما. 
وكم يبلغ عددهم؟ بعضهم يتحدث عن 1500 عنصر، بعضهم عن 5000، وتصل تقديرات إلى 7000.
يجيب المرجع: "5000 تقريباً، هذا عدد واقعي".
ويتابع في سياقه السابق: العنصر الثالث المقلق، لا سيما بعد الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله مساء الخميس الماضي، يتمثل في أن وجود "جبهة النصرة" هو أكيد وفاعل في سوريا، في حين أن وجودها في لبنان لا يزال افتراضياً. درس طريقة عمل هذه الجماعة المتشددة واتخاذ القرار فيها يبعث على العجب: يكفي أن يلتقي ثلاثة أو أربعة ناشطين فيها على "فتوى" يصدرها أحدهم بناء على تقدير شخصي، ومن غير مرجعية هرمية، كي تأخذ طريقها نحو التنفيذ. في حال ارتأت مجموعة كهذه أن "حزب الله" ينتقل من لبنان كي يقاتل لأسباب مذهبية في سوريا - وبالتالي يحق لخصومه من مذهب آخر الرد عليه في لبنان - فإن النتائج قد تكون كارثية. ومن يقدر بعد ذلك أن يهدئ الناس ويمنع انفلات الغرائز مجدداً على أرض لبنان؟
يلمح المرجع إلى نقطة أخرى تثير مخاوفه دائما مع مساعديه: في طرابلس مجموعات كبيرة من المستعدين لحمل السلاح وإطلاق النار في أي وقت، لسبب أو من دون سبب، مسلحون لا يُظلمون إذا وُصفوا بأنهم "زعران شوارع وأزقة" . ليسوا من فئة واحدة بل يقفون على أكثر من جانب ويبيعون خدماتهم لهذه الجهة والشخصية السياسية أو تلك. "يجب أن تبقى عيون الجميع مفتوحة على طرابلس، لئلا تفلت من جديد"، يقول.   أما ختام حديثه فثلاث كلمات: "لبنان تلزمه حكومة".