الرئيسة \  تقارير  \  مقال بالغارديان: هكذا يكون المخرج من الأزمة الأوكرانية

مقال بالغارديان: هكذا يكون المخرج من الأزمة الأوكرانية

13.02.2022
الجزيرة


الجزيرة    
السبت 12/2/2022
قالت خبيرة بريطانية في حل النزاعات الدولية إن الغرب يجاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نزعته العدوانية، حيث تقوم رؤيته الحالية للأزمة الأوكرانية على اعتبار روسيا "قوة ميكافيلية ذات أجندة توسعية".
وتعتقد غابرييل ريفكيند -وهي وسيطة بريطانية متخصصة في حل النزاعات الدولية تعمل مع منظمات غير حكومية في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة- أن تلك النظرة الغربية لروسيا هي التي تحدد طريقة تعامله؛ إذ تقوم على مجاراة بوتين في عدوانه، ومواجهة القوة بالقوة والتهديد بالوعيد.
"لكن ماذا لو حاولنا الدخول في عقل عدونا، وسؤاله عما يدفعه للعدوان؟ إذا قمنا بذلك، هل يمكننا الخروج من هذه الدوامة، وإتاحة مخرج لبوتين أيضا؟"، تتساءل ريفكيند في مقال لها منشور بصحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية.
استلهام دروس التاريخ
وفي معرض إجابتها عن ذينك السؤالين، عادت الكاتبة لتستلهم من التاريخ بعض الدروس فتقول إن الاتحاد السوفياتي عندما نشر صواريخ باليستية في جزيرة كوبا في ستينيات القرن الماضي على مقربة من الولايات المتحدة كاد أن يتسبب في إشعال حرب عالمية ثالثة. واليوم، هل يرى بوتين "الجالس هناك في موسكو، والمطوق من قبل حلف شمال الأطلسي ’ناتو‘ (NATO) الأزمة الأوكرانية تشكل تهديدا مماثلا لنشر الصواريخ في كوبا؟"
ومهما يكن الأمر، فإن أحد مطالب بوتين الجوهرية -والحديث لريفكيند- هو أن يحدّ الناتو من تمدده إلى تخوم روسيا، وألا تنضم أوكرانيا إلى الحلف.
القوى العظمى تتعامل بريبة
وتزعم روسيا أن الولايات المتحدة لطالما وعدت القادة السوفيات بدمج روسيا في منظومة أمنية أوروبية تعاونية. وفي أرض الواقع، بدا حلف الناتو إطارا أمنيا تهيمن عليه أميركا التي لا تزال تحتفظ بنحو 75 ألفا من جنودها على التراب الأوروبي، ووفقا لكاتبة المقال، فإن القوى العظمى تتعامل دوما بريبة مع وجود قوى عظمى منافسة لها على حدودها.
وتمضي إلى القول إن بوتين مستعد بالتلويح بشن حرب، وإحداث فوضى وبث معلومات مضللة لإبعاد الناتو عن حدود روسيا، مضيفة أنه باستخدام الدبلوماسية القهرية حشد بوتين أكثر من 130 ألف جندي على حدود أوكرانيا الشرقية، مما يعد تهديدا مستمرا لسيادتها.
وترى ريفكيند -التي تعمل مديرة لـ"عملية أكسفورد" (Oxford Process)، وهي منظمة لحل النزاعات تعتمد دبلوماسية القنوات الخلفية- أنه على الرغم من سلوك روسيا "الاستفزازي"، فإن على الحكومات الغربية ألا تعمل على تصعيد خطر الحرب، ذلك أن تبعات أي مواجهة بين روسيا وأميركا في أوكرانيا ستكون وخيمة على الطرفين. ثم إن اندلاع حرب تقليدية واسعة النطاق قد تتحول إلى حرب نووية، على حد تعبير مقال الغارديان.
الهوان والعدوان وحفظ ماء الوجه
ومهما كان شعور الحكومات الغربية إزاء سلوك روسيا، فإن نزع فتيل الصراع وإعطاء موسكو فسحة للعدول عن موقفها "يصب في مصلحة الجميع". وتشدد الكاتبة على ضرورة عدم الاستهانة بالعلاقة بين "الهوان والعدوان"، واصفة بوتين بأنه "رجل متفاخر"، وأن تبني الغرب سياسة "ذكية" توفر مبادرات لحفظ ماء الوجه "إذا كان الغرب جادا في تجنب الحرب".
إن إحدى السبل لتحقيق ذلك تكمن في أن يعلن الناتو أن أوكرانيا دولة محايدة، وإصدار قرار بالامتناع عن ضمها إلى الحلف لمدة 10 سنوات على الأقل.
وتختتم الكاتبة مقالها باقتراح إنشاء منتدى دائم للحوار يُرحب فيه بروسيا، بغية إعادة النظر في منظومة الأمن في أوروبا لحقبة ما بعد الحرب الباردة، وهو ما من شأنه أن يتيح مناخا للتعاون الأمني مع موسكو.
المصدر : غارديان