الرئيسة \  تقارير  \  مقال بمجلة تايم: هذا ما تحتاجه أوكرانيا لكسب الحرب

مقال بمجلة تايم: هذا ما تحتاجه أوكرانيا لكسب الحرب

02.04.2022
الجزيرة


الجزيرة
الخميس 31/3/2022
بينما واجهت القوات الروسية مقاومة شديدة في أوكرانيا، يحاول الرئيس فلاديمير بوتين قلب مجرى الحرب من خلال حملة عسكرية طويلة ووحشية. ولكن إذا تمكنت الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون من زيادة، والحفاظ على، المساعدة العسكرية لأوكرانيا على المدى الطويل، فقد تخسر موسكو الحرب في نهاية المطاف، وهي نتيجة لم يكن من الممكن تصورها تقريبا قبل عدة أسابيع. والخطوات الاقتصادية والدبلوماسية مهمة، لكن المساعدة العسكرية هي العمود الفقري.
هكذا استهل سث جي جونز -نائب الرئيس الأول ومدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية- مقاله بمجلة تايم (Time) الأميركية، مشيرا إلى أن الجيش الروسي يواجه ما أسماها الزعيم الثوري الصيني ماو تسي تونغ "حرب الشعب"، عندما قال في كتابه عن الحرب الممتدة "إن أغنى مصدر قوة لشن الحرب يكمن في جماهير الشعب". وجادل ماو بأنه في إطار جهود مقاومة منظمة تنظيما جيدا، فإن القوة الغازية "ستحاط بمئات الملايين من شعبنا الأشداء.. وسوف تُحرق حتى الموت".
ولفت الكاتب إلى أنه بينما كان ماو يشير إلى حرب الصين ضد القوات اليابانية الغازية في ثلاثينيات القرن الماضي، يمكن أن ينطبق هذا الوصف على أوكرانيا اليوم.
فقد واجهت القوات الروسية مقاومة شديدة من القوات الأوكرانية التقليدية ومن السكان الذين احتشدوا ضد ما سموه جيش احتلال. ووفقا لتقديرات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، تكبد الجيش الروسي ما بين 10 آلاف و15 ألف قتيل، وما بين 30 و40 ألف ضحية إجمالية (تشمل الجرحى والأسرى والقتلى والمفقودين) بأيدي القوات الأوكرانية المجهزة بأنظمة ستينغر المضادة للطائرات وأنظمة جافلين المضادة للدبابات وأنظمة وأسلحة فتاكة أخرى أرسل الغرب العديد منها.
إذا تمكنت الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون من زيادة، والحفاظ على، المساعدة العسكرية لأوكرانيا على المدى الطويل، فقد تخسر موسكو الحرب في نهاية المطاف
ويرى الكاتب أن موسكو يمكن أن تخسر الحرب إذا كانت الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون قادرين على زيادة عدد ونوع الأسلحة إلى أوكرانيا على مدى طويل. وقال إن الخطوات الاقتصادية والدبلوماسية لن تكون فعالة إلا إذا تمكنت أوكرانيا من صد الجيش الروسي في ساحة القتال.
وأوضح أن السيطرة الإقليمية هي المفتاح، وأن المساعدات العسكرية الغربية بالغة الأهمية لمساعدة أوكرانيا على صد القوات الروسية في ميدان القتال وزيادة التكاليف الروسية من الدم والمال.
وأشار إلى أمثلة للأسلحة والأنظمة التي تحتاجها أوكرانيا، ومنها أنظمة أسلحة مضادة للدبابات ومسيرات مسلحة وأنظمة صواريخ سطح جو وصواريخ مضادة للسفن. وبإمكانها أيضا استخدام أنظمة صواريخ "إس-300" (S-300) سطح جو الطويلة المدى لاستهداف الطائرات الروسية التي يمكن أن توفرها لها سلوفاكيا وبلغاريا واليونان.
وأضاف أنه يجب على الولايات المتحدة والناتو أيضا تزويد أوكرانيا بمقاتلات ومروحيات هجومية وأسلحة أخرى عالية الكفاءة إذا استمرت روسيا في تصعيد الحرب.
واعتبر الكاتب أوكرانيا بلدا مثاليا لدعم حملة مستمرة ضد القوات الروسية، لأنها تشترك في حدود طولها 716 ميلا مع بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا التي يمكن للغرب مواصلة ضخ الأسلحة والمواد الأخرى عبرها. كما أن روسيا تفتقر إلى القوات البرية لمنع خط الإمداد هذا بشكل فعال، وقد فشلت ضربات موسكو الصاروخية في غربي أوكرانيا في وقف التدفق.
واختتم مقاله بأن منع الجيش الروسي من الاستيلاء على الأراضي والسيطرة عليها في ساحة المعركة هو حجر الزاوية، وإذا خسرت موسكو الحرب فسوف تظهر أضعف سياسيا واقتصاديا وعسكريا بطرق تؤدي إلى تغيير ميزان القوى العالمي لصالح الولايات المتحدة وحلفائها الديمقراطيين، وسيكون ذلك انتصارا مهما للحرية وحقوق الإنسان.
المصدر : تايم