الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مقعد سوريا

مقعد سوريا

30.03.2014
طارق آل شيخان


الشرق القطرية
السبت 29/3/2014
حفلت القمة العربية الاخيرة التي استضافتها الكويت مؤخرا، حفلت بالعديد من المواقف والأحداث التي يجب علينا كخليجيين الوقوف عندها والتمعن بها، ومن ثمة تحديد المواقف التي تتناسب جيدا مع هذه الاحداث. أما ترك هذه المواقف وتجاهلها أو الرضوخ لها، وعدم اتخاذ القرار والموقف المناسب تجاهها بالمستقبل، فهو حتما سيضعنا في موفق المتفرج والضعيف. ومن هذه المواقف ما تناقلته المواقع والمصادر الدبلوماسية والاعلامية، من تهديد كل من العراق ولبنان والجزائر بالانسحاب من القمة، اذا ما تم اعطاء الاتلاف السوري مقعد سوريا بالقمة، بدلا من النظام المنبوذ.
لنبدأ اولا بأكثر حكومة طائفية عرفها العرب بالعصر الحديث، بقيادة الطائفي عضو حزب الدعوة العراقي المدعو نوري المالكي. فهذا الرجل قام بتجيير العراق بتاريخه وحضارته وعروبته ووضع كل هذا تحت خدمة طائفيته النتنة. بل تنكر لعروبته وعمد على اقصاء السنة وقبلها اقصاء الشيعة العرب من غير الموالين لأجندته الطائفية. ولم يكتف بهذا، بل اتهم كل من قطر والعربية السعودية بما اسماه بالإرهاب. ولهذا فإنه من الطبيعي ان تقف حكومة بهذه الطائفية كارهة للعروبة وللسنة وللشيعة العرب، تقف وبكل جهدها ضد اعطاء مقعد سوريا إلى الائتلاف السوري العربي.
أما لبنان، فالحديث عنه يمثل قمة المأساة. فقد وقفنا نحن الخليجيون مع لبنان ودعمناه بكل ما نملك، وقدمنا كل ما من شأنه حفظ استقراره وأمنه، وجلبناهم إلى طاولة المفاوضات من أجل جمع كلمتهم وحفظ وحدتهم. ولكن ماذا كانت النتيجة؟ النتيجة انهم ضربوا بعرض الحائط كل ما قدمناه، ورضخوا لابتزازات حزب الله المصنف خليجيا بالارهاب. بل تمادى لبنان المحتل من قبل حزب الله بنكرانه لجميل الخليجيين، وترك حزب الله يقتل ويغتصب اخواننا في سوريا، من غير ان يتحرك لبنان، ويوقف ما يقوم به حزب الله. وفي كل مرة يخرج علينا لبنان ويقول إنه يلتزم بالحياد بالصراع الدائر في سوريا، في الوقت الذي يقوم به حزب الله بالمزيد من القتل ضد شعبنا العربي بسوريا. ولهذا فمن الطبيعي ان تقف حكومة بهذا الرضوخ وهذا الذل، ضد اعطاء مقعد سوريا للائتلاف السوري العربي.
وبالنسبة للجزائر، فالأمر واضح ولا يحتاج توضيح أو تعليق. فهذه الحكومة تخاف من رياح الربيع المغاربي التي ستعصف بها عاجلا أو آجلا. ولهذا فإنها تقف وبكل قوة ضد أية ثورة اصلاحية تريد الحرية والديمقراطية. ويمثل وقوفها ضد اعطاء مقعد سوريا للائتلاف السوري العربي، خير دليل على ذلك الأمر.
ولهذا فإن على منظومة دول مجلس التعاون اتخاذ موقف أشد ايلاما ضد حكومة المالكي بما فيها سحب السفراء، كرد واضح على اتهامه لقطر والسعودية بالارهاب. كما على المنظومة ايضا تخيير لبنان بين أمرين: اما نحن الخليجيين، واما حزب الله الارهابي، حتى لا تستمر كذبة تحييد لبنان. أما بخصوص الجزائر، فإن على دول الخليج الوقوف مع الشعب الجزائري اذا ما بدأت الثورة الجزائرية. فالوقوف معها هو القصاص العادل ضد حكومة شجعت ودعمت نظام بشار في ارتكابه للمذابح والجرائم بحق الابرياء، وتمسكت بشرعية هذا القتل ورفضت اعطاء مقعد سوريا للائتلاف.