الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مقعد سوريا

مقعد سوريا

30.03.2014
د. عبد العزيز حسين الصويغ


المدينة
السبت 29/3/2014
مقعد سورياكانت توقعات معظم المحللين السياسيين هو خروج مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الكويت في 25- 26 مارس 2014، بنتائج "متواضعة"؛ بسبب الخلافات بين بعض الدول العربية التي ألقت بظلالها على اجتماعات القمة. ولم يُكذِّب المجتمعون التوقعات، فجاءت القمة ضعيفة، رغم بيان الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي أكد فيه نجاحها. فقد جاء الإعلان الذي أصدرته القمة أقل كثيرًا من طموح الدولة المضيفة، ولم يحقق تطلعات المتفائلين بأن تكون القمة مجالاً لإعادة اللُّحمة العربية، وعودة الوفاق بين الأطراف العربية.
***
ولقد شكلت قضية "مقعد سوريا" في اجتماع مؤتمر القمة العربية أبرز حدث في هذه القمة، فقد قررت الجامعة ترك المقعد فارغًا، بحجة أن المعارضة ليست مُوحّدة، ولم تتمكن من حسم الأمور لصالحها. ورغم تجاوز القضية، إلاّ أنه وضح من كلمة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا استياءه من عدم احتلال المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية. كما كان استياء المملكة العربية السعودية واضحًا من خلال كلمة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس وفد القمة السعودي إلى المؤتمر، التي أكد فيها على أحقية الائتلاف السوري بمقعد سوريا في القمة العربية، "خاصة وأنه قد منح هذا الحق في قمة الدوحة"، مشددًا على أن "النظام السوري نظام جائر يمارس القتل والتنكيل"، وهو ما يُحتِّم تغيير موازين القوى على الأرض، مطالبًا بمنح الائتلاف الدعم كممثل للشعب السوري.
***
ورغم عرض القضية الفلسطينية كأحد الموضوعات الدائمة على جدول أعمال الجامعة العربية في مؤتمراتها على كافة المستويات، فإن هذه القضية انزوت في خلفية الأحداث التي طغت على الساحة العربية مؤخرًا، واكتفى المجتمعون بالبيان الذي اعتادوا إصداره بعد كل اجتماع حول ثوابت القضية الفلسطينية. بينما ظل موضوع مقعد سوريا في الجامعة العربية -في رأينا- أشبه بوشاح الملاكمة الذي يحتفظ به الفائز بالمباراة بعد كل جولة جديدة، وقررت الجامعة العربية الاحتفاظ به إلى أن يتمكن الفائز من انتزاعه في مباراة لاحقة.
***
وأخيرًا.. إننا مع الدعوة التي أطلقها سمو أمير الكويت بإبعاد العمل العربي المشترك عن الخلافات بين بعض الدول العربية، و"استثمار مساحة الاتفاق التي تكبر مساحة الخلاف، للمضي قُدمًا في العمل العربي المشترك". فالتجمعات الإقليمية المختلفة تتم بين الدول الأعضاء، وتخرج بنتائج إيجابية رغم وجود خلافات بين دولها حول بعض المواقف. لكن الخلافات العربية تطفو على السطح دائمًا، وتحل محل نقاط الاتفاق، فتخرج الاجتماعات العربية بلا نتائج، ليطبّقوا المقولة التي اكتسبتها معظم تلك الاجتماعات العربية، وهي "أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا"!!
• نافذة صغيرة:
(أتطلّعُ إلى أن يصدر عن قمة الكويت ما يُساعد كل الدول العربية الأشقاء على تجاوز صعوباتها الراهنة، وأدعو المولى القدير أن يُحقِّق لأمتنا العربية ما نتمنّاه لها جميعًا من الاستقرار والنماء والازدهار..) سلمان بن عبدالعزيز.
nafezah@yahoo.com