الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مقعد للقاعدة في جنيف

مقعد للقاعدة في جنيف

04.11.2013
سمير الحجاوي


الشرق القطرية
السبت 3/11/2013
وُضعت الثورة السورية عمليا على مذبح التصفيات السياسية في "اوكازيون جنيف"، الذي تتم فيه المساومات والمفاصلات على قدم وساق، لتفكيك الثورة بطريقة جراحية اشبه بعمليات التجميل وزرع السيلكون.
جميع الأطراف تتجاهل حقيقة أن الشعب السوري ثار من أجل "الحرية والكرامة والعدالة" وانتفض من أجل التخلص من حكم العائلة والطغيان والفساد والدكتاتورية والطائفية، وأنه لم يثر من أجل تقاسم السلطة مع عائلة الأسد التي حكمت سوريا لأكثر من 40 عاما وعاثت في الأرض فسادا، وأهلكت الحرث والنسل وخربت البلاد والعباد.
وللأسف الشديد فإن المعارضة السياسية السورية تشارك في هذه الجريمة عبر اتخاذ مواقف مترددة ومتغيرة وغير حاسمة، وتحول بعض فصائلها إلى ادوات بيد هذه الدولة أو تلك، وحاولت هذه الدول عبر ادواتها التأثير على المقاتلين في الميدان لجرهم على "محرقة مؤتمر جنيف" من اجل تصفية الثورة السورية، ولم يبق من الرافضين في الميدان سوى 20 فصيلا إسلاميا، وهم المقاتلون الحقيقيون على الارض، وهؤلاء اتفقوا بشكل حازم وحاسم على رفض مؤامرة مؤتمر جنيف وألاعيب السياسة والسياسيين، وبالتالي سوف يتم التضييق عليهم من قبل الجميع لانهم يغردون خارج السرب، فهم "العقبة الوحيدة" في وجه الصفقة.
المطلوب من الجميع الحضور بدون شروط مسبقة بما في ذلك "تنحي الاسد" وحسب مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا الأخضر الابراهيمي: "لن تكون هناك شروط مسبقة لعقد محادثات سلام في جنيف"، لان الثورة تحولت إلى مجرد "ازمة وصراع" بين طرفين، بما يضمن للإرهابي الأسد ان يكون لاعبا اساسيا ويتيح لحلفائه، ايران وحزب الله، حجز مكان لهما على الطاولة أيضا.
لقد نجحت إيران ومعها حزب الله وبغطاء كل من روسيا على تمكين الارهابي بشار الاسد ونظامه من الصمود في وجه الثورة، وساعدوا قوات الأسد وشبيحته والمليشيات العلوية على تحقيق أكثر من اختراق على الأرض وهي اختراقات ترجمت سياسيا واعطت الاسد أوراقا رابحة يلعب بها في مواجهة الشعب السوري وثورته.
وبما أن مؤتمر جنيف بلا شروط ويجب أن تشارك فيه كل القوى الفاعلة والمقاتلة على الأرض ومنها ايران ووكيلها الحصري حزب الله، فإنه من حق تنظيم القاعدة ان يشارك في هذا المؤتمر، فالقاعدة بجناحيها، جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام" كانوا المكافئ الموضوعي والميداني لحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والحوثية اليمنية في الميدان، وشكلا رأس حربة قوية في القتال ضد نظام الأسد الإرهابي، ووجها إليه أشد وأشرس وأعنف الضربات، وبالتالي من حقهما أن يجلسا على الطاولة في مواجهة إيران الممثلة على الأرض "بالحرس الثوري وحزب الله والمليشيات العراقية".
لا يمكن الثقة بالمعارضة السورية "معارضة الفنادق"، ولا يمكن الركون إليها أو الاطمئنان إلى ما يمكن أن تقدم عليه، وهي ربما تساهم "بوعي أو لا وعي " بتدمير الثورة كما يريد "الأصدقاء" العرب وغير العرب .. تبقى الثقة فقط بالشعب الصامد في وجه آلة الموت الأسدية، وبالرجال الذي يقاتلون على الأرض بدون حسابات السياسة الخبيثة.