الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مكافحة "إرهاب الأسد".. هي الأهم

مكافحة "إرهاب الأسد".. هي الأهم

01.02.2014
الوطن السعودية


الخميس 30/1/2014
الذي لم يصدق في تمكين وفد المراقبين العرب من التحرك بحرية في الأرياف السورية، ولم يصدق في تطبيق "هدنة الأعياد"، ولم يصدق في نفيه امتلاك أو استخدام السلاح الكيماوي، هل يمكن أن يصدق بعد ذلك؟
سؤال كبير، يرسمه مراقبون، وهم يشاهدون ويقرؤون تصريحات أعضاء وفد الأسد حينما قالوا إن وفد النظام على استعداد لمناقشة بنود اتفاقية "جنيف1" بندا بندا، بما فيها تشكيل هيئة حكم انتقالي، ولكن شريطة مكافحة الإرهاب في سورية.
وما يجب أن نضيء عليه هنا؛ هو: كيف تبدل موقف نظام وفد الأسد، وبهذه السرعة؟ أليس بوق الأسد عمران الزعبي من قال في أول يوم من افتتاح جنيف2 الأسبوع الماضي إنهم لم يأتوا للحديث حول رحيل الأسد عن السلطة؟ إذن كيف يمكن أن تفهم تصريحات الأمس؟ هل هو تبدل حقيقي في موقف وفد النظام؟ أم خلف الأكمة ما خلفها؟.
منذ قدم وفد نظام الأسد إلى جنيف، وهو يضع مسألة "رحيل الأسد" عن السلطة، خطا أحمر لا يمكن الحديث عنه، وكان آخر المواقف المتزمتة والمتعنتة من الوفد، هروبهم من انعقاد الجلسة المسائية أول من أمس، والتي كان يفترض أن تخصص للنقاش حول الموضوع السياسي.
وإذا كانت دمشق تريد مساعدة الدول العظمى في مكافحة الجماعات المتطرفة التي تعمل بداخلها، فيتعين على المجتمع الدولي ابتداء الحصول على ضمانات أكيدة وأكيدة جدا، مشروطة بعدم تقديم أي مساعدة قبل أن يوقع بشار نفسه على "خطاب رحيله"، وإلا فالأمر لا يتجاوز كونه مراوغة سياسية من النظام لجر المجتمع الدولي إلى ملعبه.
وما يجب التأكيد عليه، أن الإرهاب القائم في سورية، هو من صنيعة نظام الأسد نفسه، والذي قام في أوقات سابقة وقريبة، بتسهيل مرور المقاتلين والإرهابيين عبر المنافذ السورية إلى العراق، لتعيش الأخيرة فترة قاسية من إرهاب الجماعات المتطرفة كان هو المساهم الأكبر فيها، وهو ما يعني أنه صاحب تجربة فريدة في هذا الإطار.
مكافحة الإرهاب في سورية، لا يكفيها القضاء على الجماعات المتطرفة فحسب، بل إن رحيل الأسد ونظامه هو أهم شروط القضاء على الإرهاب، فإرهاب الدولة أقسى بمراحل من إرهاب الجماعات.