الرئيسة \  مشاركات  \  مكاشفة بيننا

مكاشفة بيننا

28.10.2013
د. محمد دامس كيلاني




لاتزال أمتنا – أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم – تحاول جاهدة صد معوقات كثيرة و متعددة و متجددة لايمكننا حصرها في هذه المساحة لكننا لنحاول سوية أن نتذاكر الأخطر ومن ثم الأقل خطرا لعله سبحانه ياخذ بأيدينا لصدها بقوة منه تعالى و عمل دؤوب منا جميعا و توعية لشبابنا و فتياتنا و جيلنا المعاصر بأكمله و من ثم أمتنا.
انه الذي يسمو بالفكر البشري , و النظر البشري , و التصور البشري , و الادراك البشري للأشياء ... يسمو به الى ذروة الحسن و الجمال و النقاء و الصفاء و العلو الذي تخصص به الانسان اذا فقه حكمة وجوده في هذا الوجود , و عظمة الموجد الذي أنشأه من العدم وأقام ميزان التعامل أولا مع الخالق الذي أنشأه و يراه لينطلق في ميدان الحياة انطلاقة على نورانية و على علم الهي من حضرة الذي أحاط بكل شيء علما و أحصى لكل شيء عددا و جميع خلقه سبحانه .
الغرب – بصراحة تامة – تكالب بأجمعه متربصا بنا ... تجمعه عداوة ( بائنة واضحة ) لنا مشتركة فيما بينهم و نعلم جميعنا رأس حربته التي تضع كل قدراتها و كافة امكانياتها لتحارب الاسلام – معهم – جهارا نهارا أمام مسمع و مرأى العالم كله بما فيه الاسلامي و العربي دون أن نسمع ولاحتى استنكارا صريحا أو شجبا اعلاميا , بينما نجدا الغرب استطاع و بتمكين أن يكون يدا واحدة و أن يكون صاحب التفوق من خلال وحدته على أصعدة عديدة ساعيا الى تحقيق كل مايطمح و استطاع بتفوق تمزيق وحدتنا كمسلمين فقطع الوحدة الاسلامية اربا و أوصلنا الى مرحلة من التخف لعل أبرزها العلمي .
اننا و عند رغبتنا في علاج أي داء فعلينا معالجته بعينه و ليس أعراضه و علينا كذلك الحرص على الوقاية فيما بعد من عودته ولابد أن نعالج الأماكن التي انتشر فيها ... اذا لابد أن يكون التساؤل الذي يطرح نفسه هنا .... ماهو السر وراء أفعالهم؟... و الى ماذا يهدفون ؟... و على من يراهنون؟.
مافتىء الغرب يتذكر أن اسلامنا الحنيف استطاع تهديد الأوروبيين فيما بين القرنين السابع للميلاد و بدايات القرن العشرين للميلاد بانتشاره انتشارا فريدا متميزا وازدهر بصورة لم تكن معهودة من قبل حيث استطاع خلق الوحدة السياسية و القوة الاقتصادية المتينة المتمكنة ومن البديهي أن لايطيب للغرب هذا التمكين للاسلام فبدأ بعقد نواياه الخبيثة لمحاربة أسباب وحدتي الاسلام الأقوى وهما السياسية و الاقتصادية.
وسيلة شيطانية خبيثة ماكرة من الغرب ... دفع الامكانيات و القدرات و القوة تدعمهما بأشكالها المتعددة في سبيل زرع و رعاية  و انبات كل ما من شأنه الوصول الى خلافات مذهبية و عرقية و دينية ولم يتوانى في ال عدم التمكين بسهولة من هدفه الخبيث ان يدفع بقوته العسكرية كزرع القواعد العسكرية ليكون احتلالا بصورة جديدة و بسيناريو مختلف و الشواهد لاتزال نصب أعيننا لمن ألقى السمع و هو شهيد.
اسلامنا الحنيف دين الرحمة و التراحم و السلام أوصانا أن نؤمن بالأنبياء و الرسل كافة (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ )) الشورى 13.ومعاذ الله أن يكون في اسلامنا دعوة للسرقة أو الاعتداء على ممتلكات الآخرين لأو الاعتداء على حرماتهم كما هو وارد في أسفار العهدين القديم و الجديد بل ان اسلامنا العظيم أمرنا أن نبر و نقسط أصحاب الديانات الأخرى (( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) الممتحنة 8 , و أوصانا نبينا عليه الصلاة و السلام بالمعاهدين وهم أهل العهد و الذمة و الأمان ناهيا عن ظلمهم أو حتى انقاصهم حقوقهم حيث جاء فيما رواه أبي داود و البيهقي عنه صلى الله عليه و سلم (الا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس أو كلفه مالاطاقة له به فأنا حجيجه يوم القيامة ).
1.     ان مايحمله اليهود من حقد و كراهية و بغضاء يصل الى ماهو أخطر من الوحشية و العداء الظاهرين للعيان فأنتجوا و تعهدوا زراعة و رعاية كل مايدمر الفضل و الفضيلة و الأخلاق الحميدة و تعهدوا بتسخير كل وساءلهم الشريرة لنشر مايتمكنون و ما لايتمكنون ليتحلل الجيل من الاسلام – والعياذ بالله – ( العري الفاضح , الزنا – الشذوذ الجنسي .... ) وهم يؤمنون بكذبهم و ضلالتهم أنهم ( شعب الله المختار) .... و لم يتوقفوا عندها فحسب ... بل وصلت بهم أكاذيبهم الى أنهم ( أبناء الله و أحفاده ) والعياذ بالله و عليهم من الله مايستحقون ...  ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ,78, كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)) المائدة 78-79.
1.     لهذا فان زراعة الكيان الصهيوني و غرسه في أواسط العالم الاسلامي و العربي لم يكن – و رب السموات و الأرض – عبثا بل ليتمكنوا من احداث الرعب تهديدا وان لم ينفه فحربا بناء على الموقع الاستراتيجي في المنطقة التي زرعوا فيها و بدعم مالي و عسكري ممن تدعي الآن أنها القوة العظمى في العالم ولم يتوانوا ولايزالون يرتكبون المجازر الوحشية و الجرائم التي تحتاج الى قواميس اذا شئنا تعدادها ,,, أما الذي يبكي القلوب ماهو أخطر من هذا حيث بتنا نرى في أواسط بعض المجتمعات بدايات انتشار لبعض مما يدعون اليه ان لم يكن أغلبه أو جميعه _ و الشكوى لله – ليتغلغل فيما بعد في مجتمعات دولنا الاسلامية و العربية بأكملها ليقع بها جيلنا و العياذ بالله الا من رحم ربي و هي أقصى طموحاتهم سائلين الله أن لايحققها لهم البتة ( آمين ) , فأين الذين يجيزون لهم تمرير مثل هذا من قوله سبحانه و تعالى ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)) المائدة 82.
أما الافتراء الأكبر على الاسلام أنه يدعو الى( الارهاب ) ولم يتمكن أحد الى الآن من ايجاد تعريف واضح يتوافق الجميع عليه لهذه الكلمة التي أصموا آذاننا به لكنهم يخرجون في كل آونة بتعريف يروق لهم وفقا لما يريدون أن يوجهوا اتهاماتهم اليه و للأسف كلها سهام يضوبونها الى اسلامنا الحنيف ... بل باتوا يدعون كاذبين و يروجون حاقدين أن التربية وفقا للقواعد الشرعة النابعة من كتاب الله الكريم و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم تفرز الارهابيين ...!!! الذين يدعون لاستخدام القوة و العنف ضد الذين لايتفقون معهم و حتى مع الذين هم من ابناء جلدتهم !!! بالله عليكم – أخوتي و أخواتي – أليس هذا عكس ما جاء في كتاب ربنا الكريم حيث يقول (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ . سورة النحل 125>)) و كذلك قوله تعالى(( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) سورة العنكبوت.
انهم جميعا يحاولون و بسعي حثيث كي يجعلوا كل ماسبق معوقات و هناك الكثير الكثير أيضا – لعل الله يوفق لايضاحه مستقبلا – كي تصطدم الأمة بها و على وجه الخصوص الجيل الحالي من هذه الأمة فالواجب علينا ايضاحه بحيثياته كي يأخذ الجميع حذرهم و لنكون على قدر المسؤوليات الشرعية و العلمية لدرء ماجاء فيها من مفاسد و فتن ان لم تكن كلها كي لاتكون دربا معوجا تتبدل عنده سارات الجيل فتكون تبدلا جذريا – لاقدر الله لمسارات الأمة .