الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مكان لجثة "جنيف - 2"!

مكان لجثة "جنيف - 2"!

16.05.2013
راجح الخوري

راجح الخوري
النهار
الخميس 16 /5/2013
في الاساس بدت فكرة "جنيف - 2" وكأنها فخ جديد نصبه سيرغي لافروف لجون كيري، وخصوصاً بعدما تبين ان عقدة موقع بشار الاسد في المؤتمر بقيت من دون حل او توضيح، وهو الامر الذي افشل "جنيف - 1"، وهكذا، اذا كان هذا المؤتمر قد ولد ميتاً فإن النظام السوري سرعان ما القى عليه قنبلة برميلية مدمرة.
ليس مهماً ان تسارع موسكو امس الى نفي اعلان كيري ان نظيره لافروف تسلم اسماء وفد النظام الى المؤتمر وقد قيل انهم خمسة برئاسة وليد المعلم، وليس مهماً اعلان موسكو انها لا تزال تنتظر رد الاسد، المهم هو ان النظام دفن المؤتمر قبل ان يعقد، عندما اعلنت دمشق "ان رحيل الاسد وشكل الحكم والدستور من جوهر وصلب السيادة الوطنية وهذا امر غير قابل للنقاش او الحوار". لكن هل هذا يعني ان لافروف تلقى صدمة من الاسد، عندما سارع الى ابلاغ كيري بانه تلقى اسماء وفد النظام ثم اضطر الى النفي ام انه يراوغ كالعادة بعدما اشترى وقتاً اضافياً للنظام ولمزيد من القتل؟!
في النهاية ليس على كيري ولافروف الآن سوى ايجاد متسع لجثة "جنيف -2" في المقبرة المزدحمة بالمبادرات والحلول حيث توابيت "المبادرة العربية" والمراقبين الدوليين ووساطة كوفي انان، اضافة الى وساطة الاخضر الابرهيمي الراقدة في موت سريري!
كان من الخطأ الرهان على الغموض في "جنيف - 2" عندما قبل كيري بنظرية لافروف او بالاحرى بخديعته التي تقول ان طاولة الحوار بين الطرفين هي التي تقرر موقع الاسد من الحل، في حين كان من الواضح ان الاسد لن يرسل احداً للبحث في موضوع يعتبره منذ أكثر من عامين خارج النقاش، بينما تستعر معركة تدمير سوريا التي رفعت منذ البداية شعار "الاسد او نحرق البلد"!
لست ادري الى اين ستقود التحضيرات الدولية
المحمومة للمؤتمر، سواء تلك التي تضم المجموعة الخماسية للدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وستجتمع في باريس، او تلك المسماة المجموعة المصغرة لاصدقاء الشعب السوري التي ستجتمع في عمان، ولست ادري ما قيمة التهديد المبطن في كلام كيري الذي علّق على رفض الاسد المشاركة في المؤتمر بالقول "اذا اخطأ الاسد في حساباته في هذا الشأن كما يخطئ في حساباته في شأن مستقبل بلاده منذ سنوات، فمن الواضح ان المعارضة ستحظى بدعم اضافي"!
ما قيمة كل هذا الهراء عندما يعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى في سوريا تجاوز الـ94 الفاً، بما يعني عملياً ان كل هذه المأساة الاسطورية ليست إلا نتيجة الاخطاء الوحشية في الحسابات الاميركية والروسية؟!