الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ملامح خطاب أوباما الأخير

ملامح خطاب أوباما الأخير

02.10.2013
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية


البيان
الثلاثاء 1/10/2013
منح الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، بعض التماسك لرؤيته للسياسة الخارجية، التي تقر بدور أميركا في العالم، وقدرتها المحدودة في تقرير الأحداث داخل الدول الأخرى.
 وقد حدد أيضا أولويات مهمة، وإن كانت غير مكتملة، للفترة المتبقية من ولايته. ومن المعروف عن الرئيس أوباما تقديمه لخطابات جيدة، لذلك فإن السؤال هو ما إذا كان يستطيع تنفيذ استراتيجية متسقة وفعالة من أجل تحقيق أهدافه.
وليس مفاجئا أن إيران كانت على رأس جدول أعماله، فقد حسنت الانتخابات الأخيرة لرئيس إيراني أكثر اعتدالا، وهو حسن روحاني، من فرص التوصل لحل تفاوضي للبرنامج النووي الإيراني.
والأكثر مفاجأة، هو إبراز الرئيس أوباما لجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي أجريت مبدئيا خارج البيت الأبيض، حيث بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري بجلب الجانبين معا. ونأمل أن يعني ذلك أن المفاوضات التي تتوسط فيها أميركا، والتي تجري خلف الأبواب المغلقة، قد تحرز بعض التقدم.
وبالنسبة إلى إيران، التي التزم أوباما الحذر بشأنها، على نحو ملائم، أشار إلى أنه لن يتم التغلب بسهولة على أكثر من ثلاثة عقود من العداء بين البلدين. ومع ذلك، ذكر الرئيس أوباما أنه ينبغي تجربة المسار الدبلوماسي، فكلف وزير خارجيته بتلك المهمة، وعقد الأمل على أن اتفاقاً نوويا سيكون خطوة رئيسية نحو "علاقة مختلفة، تعتمد في أحد جوانبها على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل".
وتحدث كذلك الرئيس الإيراني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن التسامح والتفاهم، وقال إنه لا مكان للأسلحة النووية في مستقبل بلده. إلا أنه لم يقدم أي مقترحات معينة تؤكد استعداد إيران للذهاب أبعد من كلماته المختارة جيدا.
وأمام قادة العالم، بذل الرئيس أوباما جهدا كبيرا للدفاع عن تهديده بعمل عسكري ضد سوريا لاستخدامها أسلحة كيماوية. ودعا، بحدة، كلاً من روسيا وإيران لتتقبلا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يظل قائما، وأن الحرب المستمرة من شأنها أن تكون ساحة عنف للمتطرفين، بشكل متزايد، مشددا على أن أميركا ستعمل في الشرق الأوسط على "المدى الطويل".
وأكد الرئيس الأميركي عزمه على استخدام "كل عناصر القوة لدينا، بما فيها القوة العسكرية" من أجل تأمين مصالح أميركا، إلا أنه ذكر كذلك أنه بعد أكثر من عقد من الحرب والسجل المتضارب في الشرق الأوسط، فقد كسبت أميركا "التواضع بشق الأنفس" حول قدرتها على تغيير مسار بلدان أخرى. وتحدّي أميركا يكمن في تحقيق التوازن بين هاتين الفكرتين.