ملحمة حلب
08.08.2016
رأي الشرق
الشرق القطرية
الاحد 7/8/2016
خلال أقل من أسبوع حسم الثوار ملحمة فك الحصار عن حلب، في واحدة من أكبر وأشرس المعارك التي خاضتها قوات المعارضة المسلحة في سوريا، ضد جنود نظام بشار الاسد والدول والمليشيات المتحالفة معه.
وبفضل الله، سطر ثوار سوريا بدمائهم الطاهرة، امس واحدة من الملاحم الاسطورية، وهم يواجهون بوحدتهم وإيمانهم بقضيتهم العادلة وبمساندة شعبهم، ليس جنود الأسد فحسب، بل روسيا بطائراتها ومستشاريها، وايران ومليشياتها وأذيالها من عراقيين ولبنانيين وافغان.
هذا النصر المؤزر سيشكل، على الأرجح، نقطة تحول في سوريا وفي المنطقة، وكما وحدت ملحمة حلب المعارضة السورية والفصائل المقاتلة على الارض، فقد وحدت أيضا الأمة العربية والاسلامية التي كانت على قلب رجل واحد وهي تتابع تقدم الثوار وهم يكتبون تاريخا جديدا للأمة في حلب.
إن وحدة الثوار، التي كانت العامل الأبرز في النجاح والنصر الذي تحقق بفك الحصار عن المدنيين المحاصرين، هي أول خطوة نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير كامل الأراضي السورية، لكنها هذه خطوة تحتاج الى سند ودعم كل شعوب الامة العربية والاسلامية، خصوصا أن ما حدث حلب من شأنه أن يعيد رسم مستقبل الصراع من خلال تأثيره المباشر على المعادلات الإقليمية.
إن الصفعة التي تلقتها بعض القوى الاقليمية والدولية التي تلقي بكل ثقلها وراء نظام الابادة في سوريا، هي أكثر من مجرد رسالة لمن يقفون ضد إرادة الشعوب التي لا تهزم.