الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ملك الإنسانية وأطفال سورياصلاح الدباس

ملك الإنسانية وأطفال سورياصلاح الدباس

16.03.2014
صلاح الدباس


الشرق القطرية
السبت 15/3/2014
في الحروب هناك مبدأ يقول إن "الحقيقة أولى ضحايا الحروب" والحقيقة في سوريا أن أطفالها ونساءها وشيوخها ضحايا لأوهام السلطة التي يسيطر عليها الأسد الصغير الذي يواصل ضربهم بلا رحمة، بالصواريخ والبراميل المتفجرة والقناصة، وتضاف إلى ذلك المشاهد الدموية والقاتلة التي يراها الأطفال الذين ينظرون إلى حال الوطن الذي يتبعثر ويتشظّى من أجل أن يبقى رجل واحد منبوذ وقاتل في كرسي الحكم.
ما يجعل الحسرة تعم قلب كل مسلم وإنسان هو حال تلك الطفولة المعذبة بالموت والتشرد والمرض والجوع والأوجاع النفسية والجسدية، ما ذنبهم؟ وماذا اقترفوا؟ لقد وصل عدد الضحايا من الأطفال حسب الإحصائيات الأخيرة حتى تاريخ السادس من مارس الجاري إلى أكثر من 10 آلاف طفل ومئات الآلاف من إخوتهم المشردين، ما جعل ماريا كاليفيس المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبدي غضبها في تصريحها الأخير حول استمرار قتل الأطفال في سوريا التي مزقتها الحرب.
اليونيسف تعمل في أكثر من 190 بلدا وإقليما من أجل مساعدة الأطفال على البقاء على قيد الحياة والنماء، منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية فترة المراهقة. وهي بوصفها أكبر جهة في العالم تقدم الأمصال للبلدان النامية فإنها توفر الدعم في مجال صحة الأطفال وتغذيتهم، والمياه النقية والصرف الصحي، والتعليم الأساسي الجيد لجميع الأطفال، من بنين وبنات، وحماية الأطفال من العنف والاستغلال ومرض الإيدز، وهي لا تجد سبيلا للقيام بدورها من أجل أطفال سوريا بسبب عنف الأسد.
ليس المقصود التطرق إلى أهداف وخدمات هذه المنظمة، ولكن القصد مقارنة بين دورها ودور المجتمع العربي المسلم في الوقوف مع الطفل السوري المسلم والدور الذي قاموا به حتى الآن لأطفال سوريا، إلا أن الذي يستوقفني وأنحني له إجلالا وتقديرا مبادرة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال "يوم التضامن مع الشعب السوري" التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء بهدف تغطية حاجة آلاف الأطفال السوريين الذي يعيشون في ظروف مأساوية صعبة لسد حاجاتهم، والإسهام مع المجتمع الدولي الإنساني في الحد من تدهور الحال المعيشية للأطفال السوريين النازحين داخل سورية واللاجئين إلى دول الجوار والتي وصلت تبرعاتها إلى 70 مليون ريال.
وسؤالي.. لو حذت كل الدول العربية حذو المملكة العربية السعودية فهل سيبقى طفل سوري جائع أو مريض؟ نحتاج أن تعمم مثل هذه المبادرات، لأن أثرها الإنساني أكبر وأعمق من جمع المال.