الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "مملوك" في الرياض و"سليماني" في موسكو

"مملوك" في الرياض و"سليماني" في موسكو

10.08.2015
د. مهند مبيضين



الدستور
الاحد 9/8/2015
الأزمة السورية في طريقها للتفكيك، أدركت المملكة العربية السعودية أن الحل يجب أن يكون سوريا – سوريا، وهذا ما قيل لعلي مملوك والوفد المرافق له في زيارته للرياض مع عتاب متبادل بين الطرفين، انتهى بطلب مملوك فرصة "التفكير" في العرض السعودي. والذي تم ترتيبه حين زار الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد موسكو في 29 حزيران (يونيو)، تلك الزيارة ستؤسس لزمن روسي سعودي جديد وستكون النواة الصلبة للمستقبل في علاقة الدولتين.
موسكو التي فاجأها محمد بن سلمان حين طرح إمكانية الجلوس مع اركان النظام في سوريا، اعتبرت العرض السعودي فرصة، والسعودية من طرفها لم تضع شروطا قبيل اللقاء، حتى العلاقة بين بشار وإيران لم يتم وضعها كعثرة، بل ذكر بها محمد بن سلمان وبأطماع ايران بالمنطقة، باعتبار أن الحل المقبل لن يكون فيه لبشار مكان.
بوتين تشجع، وادرك أن الفرصة مواتية لإعادة الاستدارة لدول الخليج بعدما فُتحت قنوات الغرب لطهران والتي ستجد بديلاً عنها في حالة حصارها وعقوبات الغرب التي اوجعتها وجعلت من بوتين الحليف الوحيد، واليوم هي تملك البدائل. ولم تتحمل طهران مفاجأة السعودية، التي انتهت بوفد مكون من مندوب رفيع عن الاستخبارات وآخر عن الخارجية بالإضافة إلى رئيس الوفد علي مملوك رئيس مكتب الامن القومي السوري.
ليحط الوفد بطائرته الروسية في الرياض، فأرسلت بعد أيام قليلة طهران إلى موسكو قائد فيلق القدس قاسم سليماني لبحث الموقف والتحولات الروسية، التي حدثت مؤخراً، والتي كان من ضمنها وصول وليد المعلم إلى مسقط لإجراء مباحثات حول الأزمة السورية.
مسقط تفتح الباب لأزمة اليمن والأزمة السورية، وكل هذا لا يتم بدون رضا واطلاع سعودي كامل، ذلك أن الموقف أيضا بات يحسب له حسابات سعودية أخرى أثر ازدياد مهددات الأمن القومي السعودي التي تكررت في اكثر من مسجد عبر تفجيرات إرهابية.
وفي خلفية كل هذا الحراك والتسريع بانها التوتر لقاء وزراء خارجية روسيا وامريكا والسعودية في الدوحة، والذي شكل بداية تفاهم حول المسار السوري، والذي انعكس في اجماع مجلس الأمن يوم الجمعة على اصدار قرار بتشكيل لجنة للتحقيق باستخدام الكيماوي من قبل نظام بشار الأسد، وحظي القرار بمباركة روسية لافته، وهذا يعني أن الطبخة نضجت بين الأطراف بدون وجود لبشار الأسد لكن مع الحفاظ على الدولة السورية وإنقاذ الجيش العربي السوري  الذي انهك بعد سنوات من الاستنزاف.