الرئيسة \  مشاركات  \  منارات في الطريق : ويل للعرب من شرّ قد اقترب !؟ ( حديث شريف )

منارات في الطريق : ويل للعرب من شرّ قد اقترب !؟ ( حديث شريف )

21.03.2015
يحيى حاج يحيى




أعيذ البشرية أن يستبد بها الصلف الأمريكي السخيف ، وويل للبشرية يوم ٓ يوقعُها سوءُ الطالع في ربقة هذا الصلف الأمريكاني ، بلا قوة في الأرض تُخشى ، ويُعمل لها حساب !؟ ( سيد قطب )

في كتاب  :السلام العالمي والإسلام ، للكاتب سيد قطب - رحمه الله - فصل مفقود ، يُعٓدُّ قراءة إسلامية سياسية للواقع العربي والإسلامي والدولي بشكل حيّ وآني ، على الرغم من أنه كُتب في الأربعينيات أو الخمسينيات من القرن الماضي ، وهو يتوقع سقوط الاتحاد السو فيتي ، كما يُحذّر من خطر انفراد أمريكا بالساحة الدولية !
يقول رحمه الله تعالى : إنه ليس من مصلحتنا نحن ، ولا من مصلحة الإنسانية أن تتغلب أحدى الكتلتين على الأخرى ، وتمحوها من الوجود محواً ؛ فنحن في دور استكمال وجودنا الطبيعي في الحياة  ، واستنقاذ مصالحنا المغصوبة بأيدي المستعمرين ، ليس من مصلحتنا أن تُهزم الجبهة الشرقية هزيمة نهائية ، ولا من مصلحة الإنسانية كذلك . وإن وجود هذه الكتلة بهذه القوة في هذه الفترة لهو إحدى الضمانات ، لنستخلص هذه الحقوق يوماً بعد يوم ، كما أنه الضمانة المؤقتة للبشرية ألا تسيطر عليها قوى الاستعمار الجائر الغاشم الظالم !؟
بل يذهب الاستبصار الرباني  بالمؤلف إلى حد تصوير الغطرسة الأمريكية التي نواجهها ، وتواجهها معنا البشرية جمعاء ، فيقول : على أنني أعيذ البشرية أن يستبد بها الصلف الأمريكي السخيف ، الذي قد لا يقاس إليه الصلف البريطاني ذاته في أرض المستعمرات . إن عداوة الأمريكي للملونين عداوة بغيضة كريهة ، وإن احتقاره  للملونين لتهون إلى جانبه تعاليم النازية ؛ وإن صلف الرجل الأبيض في أمريكا ليفوق كل ماكانت تتصوره الهتلرية !؟
ثم يُحذّر من أن تدور رحى المعركة الكونية المدمرة في أرض غير أرض الكتلتين . إنها ستدمر مواردنا نحن ، وتحطم حياتنا نحن ، وتدع أرضنا بلقعاً خراباً يباباً ... وسواء علينا أنتصرت هذه أم انتصرت تلك ، فسنخرج نحن من المعركة فتاتاً وحطاماً! سنكون نحن تلك الفئران الصغيرة لتجارب القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية !؟
وتزداد خطورة هذا القسم المحذوف حين يقترح المؤلف - رحمه الله - طريق الخلاص ، فيقول : إن طريق الخلاص هو أن تبرز إلى الوجود من أرض المعركة المنتظرة كتلةٌ ثالثة تقول لهؤلاء وهؤلاء : لا لن نسمح لكم بأن تديروا المعركة على أشلائنا وحطامنا . إننا لن ندعٓ مواردنا تخدم مطامعكم ، ولن ندٓعٓ أجسادنا تطهر حقول ألغامكم ، ولن نسلمكم رقابنا كالخراف والجِداء !؟
من كتاب ( صفحات في الفكر والأدب ) لأستاذنا محمد الحسناوي - رحمه الله -
الدار الشامية ببيروت - ط ١ - لعام ٢٠٠٠ م