الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مناشدة جديدة لضمير المجتمع الدولي

مناشدة جديدة لضمير المجتمع الدولي

06.03.2014
اليوم السعودية


الاربعاء 5/3/2014
تواصل المملكة مواقفها الصلبة المساندة للشعب السوري، الذي يتعرض لحملة إبادة جماعية وجرائم مروعة، يرتكبها نظام الأسد ورعاته وميلشياتهم المجرمة، التي حولت سوريا إلى ميدان مذبحة على الهوية علناً وبلا خجل.
وأعادت المملكة، يوم أمس، أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، طلبها من المجتمع الدولي بألا يبقى متفرجاً على الفظائع التي ترتكب بحق الشعب السوري. وأورد رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية الدكتور بندر العيبان، أرقاماً موثقة للعدد المهول من الضحايا السوريين، الذين تفتك بهم آلة الأسد ورعاته.
وفي الحقيقة، فإن مأساة الشعب السوري تحولت إلى عار، وأحد أكبر الآثام التاريخية التي يرتكبها المجتمع الدولي، وهو يتفرج على القتلة، يعملون خناجرهم في رقاب الأبرياء، والمجتمع الدولي يعد الضحايا، بل إن الأمم المتحدة توقفت عن عد الضحايا في سوريا منذ مدة طويلة، ربما كي لا تسبب إحراجاً للقوى الكبرى، القادرة على وقف المذابح ومعاقبة المجرمين، لكن هذه القوى القادرة فضلت أن تنحني للمساومات الرخيصة المراوغة التي يجريها نظام الأسد ورعاته، على حساب دماء الأبرياء.
والمؤسف، أن كل أعضاء مجلس الأمن وكل زعماء العالم يعلمون أن نظام الأسد ورعاته هم الذين أطلقوا الحرب الطائفية والقتل على الهوية، وهم الذين يجرون الدماء في كل مكان من سوريا، وهم الذين ارتكبوا المذابح بحق الأطفال والأمهات، ومع ذلك يحاول المجتمع الدولي تجاهل المحرقة في سوريا؛ طلباً لأوهام المراوغات الإيرانية ومساومات طهران حول الملف النووي.
 ولكن من المرجح أن واشنطن والقوى الدولية الفاعلة سوف تخسر سمعتها ومبادئها، ولن تحصل من طهران على أية فوائد يمكن توظيفها في انتخابات رئاسية مثلاً.
ولا يحتاج المجتمع الدولي إلى أي إثباتات أكثر من عدد المدنيين والأطفال والعزل الذين يموتون يومياً، ومنذ ثلاثة سنوات، في مدن تهاجمها البراميل المتفجرة.
 ولن يكون لدى المجتمع الدولي أي عذر، ما دام أن آلة القتل الأسدية أوصلت الرقم رسمياً إلى 140 ألف قتيل، عدا مئات الآلاف من المصابين ومئات الآلاف من المعتقلين المغيبين، والذين قضوا نحبهم تحت التعذيب في سجون الأسد، إضافة إلى سبعة ملايين مشرد سوري في الداخل، وملايين في الخارج.
وإذا لم يقتنع المجتمع الدولي بهذه الأرقام المروعة غير المسبوقة في سوريا، فلا نعلم متى يمكن أن يقتنع؟.. خاصة أن سوريا تحولت بفضل جيش الأسد ودباباته وطائراته وميلشياته ورعاته، إلى محرقة ودمار وخراب في كل مكان من الجغرافيا السورية؛ مما يعني أن نظام الأسد وميلشياته يعيد سوريا إلى القرون الوسطى، ويساوم السوريين أما الولاء لطهران أو قتل الأنفس البريئة وتدمير المدن والحقول، وارتكاب الفظائع بحق الأبرياء.