الرئيسة \  واحة اللقاء  \  منعطف القصير يرسم نهاية النظام السوري

منعطف القصير يرسم نهاية النظام السوري

15.06.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
السبت 15/6/2013
إن لم يفهم النظام السوري أنه انتهى بعد التسارع غير المسبوق للأحداث المتعلقة بالأزمة خلال الأيام الماضية فهو لن يفهم أبدا، فاستناده على الدعم الروسي دوليا وتسليحيا وعلى دعم عسكري مباشر بالمقاتلين من حزب الله وإيران على الأرض لن يفيده إلا في تأجيل النهاية المحتومة قليلا، فالعالم بدأ يتحرك بجدية بعد أن استشعر الخطر أخيرا من بقاء هذا النظام.
كان على النظام السوري أن يفهم الرسالة من الإجراءات التي اتخذتها دول مجلس التعاون قبل أيام ضد حزب الله، وأن يفهم الرسالة من زيارة وزير خارجية المملكة سمو الأمير سعود الفيصل والأمين العام لمجلس الأمن الوطني سمو الأمير بندر بن سلطان الأخيرة إلى فرنسا لبحث الأزمة السورية بعد تهديد النظام باجتياح مدينة حلب المزدحمة سكانيا.
الغباء السياسي للنظام السوري وإيران وحزب الله جعلهم يتورطون علنا في معركة إبادة جماعية لأهل مدينة القصير، فشكلت هذه النقطة منعطفا مهما في تاريخ الثورة السورية، إذ اشتعل لبنان سياسيا وعسكريا، وأدرك العرب خصوصا دول مجلس التعاون أن نتيجة سلوكيات النظام وحزب الله ستكون كارثية، واستشعر علماء المسلمين خطورة ما يجري ضد المسلمين "السنة" في سورية، فأعلنوا موقفهم أول من أمس ودعوا في مؤتمرهم بالقاهرة إلى وجوب الجهاد لنصرة سورية بالنفس والمال والسلاح.
ما سبق يعني الكثير بالنسبة للقوى الكبرى في العالم، ويشير إلى أن المنطقة مقبلة على الاشتعال إن لم يحسم الأمر، مما دعا الولايات المتحدة للبدء بوضع ثقلها في الأزمة بعد أن كانت تكتفي بالتصريحات بين حين وآخر، فأكد البيت الأبيض فجر أمس تورط نظام بشار الأسد في استخدام السلاح الكيماوي ضد المعارضة، وهذا يقتضي إجراءات كثيرة ليس أولها تسليح المعارضة السورية بما يلزم لمواجهة الآلة العسكرية للنظام.
إلى ذلك، دخل حلف الناتو أمس على الخط مطالباً النظام السوري بالسماح للبعثات الدولية بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد القتلى في سورية ربما يكون أكبر من المعلن بكثير.
بعد كل ذلك هل يفهم النظام السوري أنه انتهى؟ الأرجح أن رده على تلك التحركات الدولية سيكون قصفاً عنيفا على المدن، فيقرب موعد نهايته أكثر.