الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من أجل أطفال سورية

من أجل أطفال سورية

01.03.2014
شعاع الراشد


الرياض
الجمعة 28/2/2014
    مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدلله بن عبدالعزيز- حفظه الله - للتضامن مع الأطفال السوريين، والتي أطلقها سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية منذ أيام لمساعدة الأطفال الذين يعيشون ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة ومد يد العون لهم لمشاركة المجتمع الدولي لاحتواء هذه المأساة الإنسانية لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فسجل وطننا ومجتمعنا المشرف مع البذل والعطاء للدول المحتاجة أو التي تمر بظروف إنسانية كارثية معروف ومشهود له، ولم تعوّده انهمار مشاهد العنف والدموية اليومية في وسائل الإعلام من المناطق المنكوبة على التآلف النفسي معها، أو التوقف دون تقديم المساعدة بكل أشكالها. سمات وقيم إسلامية نفخر بها ونستمد منها هويتنا الإنسانية وشعورنا بالواجب.
ولكن حملة التضامن مع أطفال سورية قد تكون الأكثر إيلاماً لأنها تعنى بفئة لا حول لها ولا قوة عانت ويلات الحرب بأقسى صورها ومن جيش نظام بلدهم الذي لم يرحمهم ولم يمنحمهم فرصة الحياد على أقل تقدير. ولم نتوقع أن يحارب جيش النظام شعبه وهو أعزل فييتّم صغاره ويشردهم على حدود البلدان المجاورة لاجئيين يملؤهم الفزع من المجهول وعدم الطمأنينة. في أحياء سورية، جثث تتناثر وأشلاء، وأخرى تلتقط من تحت الأنقاض وهي ما زالت على قيد الحياة تبكي من حولها ومن يتابع تلك المشاهد، كل هذا والبراميل المتفجرة ما زالت تهطل على الأحياء والبيوت دون تمييز. تلك المناظر التي تبث كل يوم يجعل أغلبنا يشعر بالعجز والحزن لمشاهدة كل هذا الدمار والوحشية دون أن يتدخل ضمير العالم القادر على وقف هذا النزيف الذي طال كل شيء، وبرزت فئة الأطفال الأيتام والذين تأثروا بالأزمة الإنسانية يقدر عددهم وفقاً لاحصائية نشرت في الديلي ميل بأكثر من خمسة ملايين طفل وجعلت منظمة SOS ان تنتج فيلماً قصيراً في أوسلو يظهر طفل الحادية عشرة وهو يعاني من البرد جالساً في محطة للباص مرتدياً قميص تي شيرت وبنطلون جينز فقط!! ليقول لمن يسأله كيف انه تفرق عن صفه وكيف ان معطفه قد سرق منه مما يجعل العابرين يرق قلبهم له ويمنحونه معاطفهم.! وليعلن أيضا كيف انه هناك الملايين من أطفال سورية يعانون من البرد والتشرد مثل هذا الصبي.
وتقول معدة المقطع- سين رونيج - الذي قدم لإلقاء الضوء على معاناة أطفال سورية بأنه نجح في جعل الناس يتساءلون ماذا بإمكانهم أن يقدموا. وهدف الحملة المصورة كان من أجل إيقاظ الشعور المجتمعي مع قضايا أليمة لا تخصهم وجعلهم يتفاعلون مع محنة أطفال سورية. ومشهد الطفل بدون معطف كانت البداية واستوقف الكثيرين وجعل سقف مشاهدته في اليوتيوب يصل ل ١١ مليون مشاهدة.
أما في وطننا فإننا نجد تلبية نداء الواجب والتعاطف ومد يد العون قيادة وشعباً ملامح عفوية في تكويننا الإنساني واستجابة لقيم ديننا العظيم. أدام الله علينا نعمة الإيمان والأمان.