اخر تحديث
الخميس-25/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ من أدب انتفاضة الثمانين:إلى الأخ عبد الرحيم منصور (شخصية القصة في الواقع) قلبك معك ! وأنت مع الله
من أدب انتفاضة الثمانين:إلى الأخ عبد الرحيم منصور (شخصية القصة في الواقع) قلبك معك ! وأنت مع الله
17.11.2016
يحيى حاج يحيى
أفقت من نومي مذعوراً على صوت ضربات عنيفة تتوالى على باب المنزل ! سبقت أمي العجوز ففتحت الباب لتفاجأ بأربعة مسلحين امتدت أيديهم إليّ و سحبتني ... و دفعت أمي إلى الخلف ، و أوصد أحدهم الباب ...
يا إلهي ! من يكون هؤلاء ؟! كانت الظلمة تغلّـف كل شيء في حيّنا الشعبي القديم ، فلم أتبين سوى السيارة التي حملت المسلحين ، و اكتفت بالأضواء الخافتة .
عند بابها الخلفي استقبلني اثنان و دفعا بي بعنف إلى داخلها... أحدهم أخرج مسدسه و الآخر وضع قطعة من قماش على فمي و شدها بإحكام .....
ومضت السيارة بسرعة جنونية ، و أنا لا أدري أين تمضي بي قال الذي وضع القماش على فمي : أهذا الذي طلبه المقدم؟ فأجابه أحد الأربعة بلا مبالاة : لست أدري ! لعله أخوه ؟!
المهم أن المخبر أوصلنا إلى البيت و اختفى ..
.................................
أحسست و أنا معصوب العينين ، مكمم الفم أنني لست وحدي في الغرفة ، فقد بدأ شخص ما يقترب مني ... ليفاجأني بلطمة قوية على جانب وجهي الأيمن صب فيها كل ما حمله قلبه الأسود من حقد ..
أيكون المقدم عزيز ؟ لست أدري ... و لكن أذناي تتابعان خطاه ! فقد اتجه إلى الطاولة فيما أحسب ، و حمل شيئاً ما بيده ؟!
لم يخب حدسي فقد رفع البندقية و أهوى بها على طرف وجهي الأيسر مما أفقدني توازني ... سقطت على الأرض ، أحسست في تلك اللحظة أن فكي الأسفل قد تحطم ، و أصبح ورقة يابسة تتناوبها الريح ...
أجل فقد انفصل الفك السفلي و تحطم ، و لم يعد يحمله سوى جلد رقيق تغضن بسرعة ... حاولت أن أحرك فمي فشعرت أن فكي المحطم صار أربع قطع ...
شيء ما يدعوني إلى النهوض ، قوة لا أعرف كيف أصورها .. انبعثت في قلبي ... ترى ما الذي جعلني أنسى فأستذكر صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم - ليدب بين جوانحي روح لم أكن أعرفها من قبل .. حركت فمي فلم أستطع ، حاولت أن أنطق بالشهادتين فلم أستطع .... لقد أصبحت بلا فم بلا شفتين ، بلا أسنان .
اشتد حقد الزنيم عليّ فأمر بإلقائي على الأرض و سقطت على ظهري .. برجله الآثمة أخذ يعصر رقبتي ، فأحسست أن نفَسي بدأ يتقطع ، و أن فكي غادر وجهي ، و لم أشعر بعدها بشيء سوى أنني في غرفة التعذيب مع المقدم الحاقد و زبانيته .
و لكن معي الله ...
ارتفع صوته يشتم و يعربد ، و لم أقـوَ على فهم ما يقول ... أمسك بي اثنان و مضيا بي ، و من خلال هبوطي عدداً كبيراً من درجات السلم عرفت أنه طريق الزنزانة .. ليرميا بي هناك!
عند ذلك شعرت و كأني أفقت من حلم مزعج ، لقد جف ريقي لم أهتـدِ إلى موضع الماء فيه ...لم أستطع أن أشرب رغم ظمئي هل سمعتم برجل أضاع فمه ؟ و لم يعرف أين شفتاه ... أنا أضعت فمي ، و لم أعرف أين شفتاي!
اصطدم الكأس بأنفي .. برقبتي .. بذقني .. لقد ضاع فمي و تحطم فكي .. وبقي قلبي يدق دقات واعية ليخرجني من خدري و يشدني إلى خالقي ، و صوت ينبعث من داخلي : لم تفقد شيئاً فقلبك معك ، و أنت مع الله ...