الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من أراد الحل.. فليدعم ثوار سوريا!

من أراد الحل.. فليدعم ثوار سوريا!

08.02.2016
طلعت رميح



الشرق القطرية
الاحد 7-2-2016
تنعقد المفاوضات فيشتد القصف والقتل والتدمير الروسي الإيراني والميلشياوي إلى حد الإبادة الشاملة، ويعود الحديث كما كان قبل جنيف 1 وزميلتها جنيف 2، عن محاولة لتعديل التوازنات على الأرض لفرض الأمر الواقع على الشعب والثوار السوريين.
وتتحرك التصريحات هنا وهناك، كما جرى الأمر تكرارا مع كل مفاوضات، لتنتقل حالة الثورة إلى حالة خلافات دولية وإقليمية وسجالات بعضها خجول وبعضها مبهم وقليلها واضح، فيعاد إنتاج الآلية التي حولت الثورة على الأسد إلى صراع طائفي ثم إلى صراع إقليمي، ومؤخرا حدثت القفزة الجديدة نحو الصراعات والاتفاقات الدولية، لتبتعد المسافة أكثر وأكثر عن طريق الثورة، إذ أظهرت مفاوضات جنيف كيف أصبحت الأمور تدار بقرارات الأطراف الدولية وما تراه لتحقيق مصالحها لا لتحقيق أهداف الثورة.
وبين هذا وذاك، وعبر المشوار الطويل من جرائم بشار وإيران وروسيا، جرى البحث وانطلقت التصريحات وتعددت المناشدات حول مواجهة المترتبات بالغة الضراوة التي يعيشها الإنسان السوري.
جرى اقتراح متعثر لم ير النور بتشكيل منطقة آمنة أو عبر نداءات إدخال الغذاء والدواء وإنقاذ السوريين من وقائع مأساة هي الأشد وطأة وعارا في جبين الإنسانية في القرن الواحد والعشرين. وكلها جهود خيرة، تتعامل مع نتائج إجرام الأسد وروسيا وإيران وميلشياتها وتبحث عن قدر من إنقاذ الإنسان، غير أنها لا تطرح قضية الثورة أو برامجها.
وهكذا، جرى الحال ويجري، وللأسف لا يبدو في الأفق، أن ثمة تغييرا أو خروجا من تلك الدوامة. وفي مثل تلك الحالة، لا يفيد ولا يحقق التغيير أن تسير الثورة في قلب الدوامة، إذ هي دوامة عاصفة يجب الخروج منها لا الدوران في داخلها. ولن يخرج الثورة ويسير بها في طريق النصر، إلا طرح عنوان وشعار واحد. من أراد حل مشكلات اللاجئين ومن أراد وقف آلة القتل الإجرامية ومن أراد وقف اللجوء لأوروبا.
وباختصار.. من أراد حل قضايا سوريا والسوريين، فليدعم الثوار.
هذا الشعار كان وحده هو القادر على إنهاء مأساة السوريين مبكرا، والآن لم يعد له بديل بعد فشل كل الخيارات الأخرى، وبعد أن أظهرت روسيا وإيران والنظام، أنهم يلعبون لعبة المفاوضات لأجل اغتنام الوقت لفرض الأمر الواقع بقصف الطائرات وتقدم الجنود، لتصل المفاوضات إلى مرحلة لا يكون لدى الثوار والمعارضة سوى خيار التوقيع على استسلام باسم الشعب السوري. ساعتها لن يكون التوقيع إقرارا ببقاء الأسد فقط، بل سيكون إقرارا باحتلال روسيا وإيران والولايات المتحدة للأرض السورية، وبتقسيم سوريا بين كل تلك الأطراف. وعندها تكون القوى الغربية وروسيا وإيران قد نجحت في إدارة عمليات التغيير التي ناضل لأجلها الشعب السوري، وفي تجيير شهادة آلاف السوريين لتحقيق مصالح استعمارية.
لا حل في سوريا. ولا إنقاذ لشعب سوريا من الجوع والقتل والدمار. ولا إسقاط لنظام بشار الذي يمثل بقاؤه أخطر الجرائم في تاريخ البشرية. ولا مواجهة لاحتلال سوريا الجاري الآن وفق ترتيبات توسيع القواعد العسكرية وحالات بناء القواعد الجديدة. ولا قدرة على منع تقسيم سوريا، وقد صارت الولايات المتحدة أشد وضوحا في مساعيها لا الروس والإيرانيين فقط. بل لا مواجهة للعمليات التحضيرية الجارية لنقل عمليات التقسيم إلى بقية دول الجوار خاصة تركيا.. لا حل لكل تلك القضايا المصيرية إلا بتقديم الدعم العاجل لثوار سوريا.
لقد ضاع وقت طويل. وسقط شهداء كثر. والآن يتهدد الخطر مجرد بقاء سوريا. ومن يرى الخطر بعيدا وسيظل في داخل حدود سوريا، فهو واهم لا يدرك أن تقسيم الدول لا ينتج دويلات في داخلها فقط، بل هو حدث يشبه انفجار النواة الذي يخرج طاقته التدميرية باتجاه الخارج.
ادعموا ثوار سوريا.. لا حل سوى ذلك.