الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من العار أن يموتوا جوعاً!!

من العار أن يموتوا جوعاً!!

07.12.2014
يوسف الكويليت



الرياض
السبت 6-12-2014
من كان يتألم وهو يطلع على مناظر الجوع في الصومال وبلدان أفريقية أخرى كيف يأكلون لحاء الشجر والحيوانات الضالة، والتي نقلتها الصور ووسائل الإعلام العالمية في البوسنة والهرسك حتى إن الصورة العالمية لطفل إفريقي عار من اللحم وأمامه نسر ينتظر سقوطه ليجهز عليه والتي أخذت جوائز عالمية، تتكرر الآن وأمام مرأى عالمي وعربي وإسلامي في سورية التي طالما أطعمت جياع غيرها من وفرة غذائها وآوت اللاجئين، ورفضت أن يدخلها العربي ب "فيزا" باعتباره مواطنها، وكانت كريمة مع اللاجئين الفلسطينيين، واللبنانيين والعراقيين وعاملتهم معاملة المواطن في فرص العمل والعيش والإقامة الطويلة بدون حساسيات أو احتجاجات..
هذا الشعب الكريم والعروبي بأصالته، يتعرض من قبل النظام الطائفي لعائلة الأسد لأبشع أنواع القتل والتهجير واغتصاب النساء والسجون، لكن إعلان منظمات الغذاء الدولي عجزها عن إطعام الأطفال والعائلات لنقص في التموين وشح من المانحين عار عربي أولاً وإنساني ثانياً وخاصة في شتاء قارس، ومن يريد مشاهدة الواقع، والوقائع الأخرى، يفتح على الأفلام الموثقة ب "اليوتيوب" ليجد الصور والمشاهد التي لا تستطيع، كصاحب ضمير، أن تستمر بمشاهدتها أو الاستمرار بعرضها..
تقاتلنا منذ حروب داعش والغبراء، باسم القبيلة والدين والثارات الهمجية، ومع وجود الأسلحة الحديثة انتقلنا من القتل بالسيوف والغدر والسموم إلى كثافة للنيران المختلفة وبكل أنواع وسائل الموت وطالما الشرائع التي ابتكرناها تجيز هذه الأساليب الهمجية، فهل يمكن أن نحيد خلافات الأحزاب والمذاهب والهوية والأقطار والأديان بأن تكون لنا وقفة إنسانية لإنقاذ شعب وبدون تكاليف باهظة بأن نوفر له ما يحميه من الموت جوعاً وعطشاً، وهل المنظمات العربية من هلال أحمر وصليب وجمعيات خيرية وإنسانية تتحد لتقوم ببعض واجباتها تجاه إخوة بالتاريخ والدم، وحتى هذا يمكن تجاوزه بالحق الإنساني الذي لا يفرق بين الأعراق والشعوب؟
شعبنا العربي مهما حملت أجهزة التصوير من بشاعات وقتل بروح "سادية" لنقلها للعالم، هو من احتضن اليهود وحمى النصارى، وكانت من قوائم مثله العليا إيواء اللاجئ واليتيم وإطعام الجائع منذ عصر الخيمة، وإلى منازل اليوم الحديثة، ولا أعتقد أن الضمائر ماتت، ونحن ننتمي لأرومات كانت مثلها العليا حتى مع أسراها عظيمة وكبيرة..
الشعب العربي السوري، لا يريد أن يستجدي أو يشحذ لأن كرامته متأصلة من الكرامة العربية، لكن أن نهمل واجباً (لفرض عين) على كل فرد قادر أن يعطي حفنة رز أو ريال أو بطانية وعلبة دواء أمر لا تعجز عنه هذه الأمة، وإلاّ فالعار سيلاحقها مهما تباعد الزمن.