الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من القصير إلى الجحيم المذهبي؟!

من القصير إلى الجحيم المذهبي؟!

23.05.2013
راجح الخوري

راجح الخوري
النهار
الخميس 23/5/2013
أبعد من القصير وأبعد من المذبحة السورية وأبعد من التراشق بالسيارات المفخخة بين الجوامع والحسينيات في العراق، ترتسم معالم الطريق الى حرب مذهبية بين السنّة والشيعة يمكن ان تقود المنطقة والعالم الاسلامي الى قرن من الصراع العنيف!
صحيح ان ما فعله الاميركيون في العراق كان ولا يزال بمثابة شرارة دائمة لإبقاء شبح الحريق ماثلاً مثل كابوس فوق رأس المنطقة، وخصوصاً في ظل سياسات نوري المالكي الايرانية التي لا تعبأ كثيراً بهذا الخطر، وصحيح ان بشار الاسد هدد منذ البداية باحراق المنطقة اذا سقط نظامه الذي ينام في احضان الايرانيين الذين يعتبرون سوريا الولاية الايرانية الرقم 35، لكن الاصح والاخطر ان الصراع لم يعد ينحصر داخل الجغرافيا الوطنية بمعنى ان عراقيين شيعة يقاتلون عراقيين سنّة او بحرينيين شيعة يحاولون الانقلاب على بحرينيين سنّة بدعم ايراني طبعاً، بل اصبح القتال عابراً للحدود في شكل واضح ومعلن!
ليس السؤال هنا ماذا يفعل الايرانيون ومقاتلو "حزب الله" في القصير، السؤال الى أين من القصير، فقد بات واضحاً ان سوريا التي سبق  لها ان تحولت من ارض نصرة الى ارض جهاد، بعدما  تسلل اليها سنّة متحمسون لنصرة اشقائهم في مواجهة مذابح النظام العلوي، يمكن ان تتحول الآن ساحة معركة بين السنّة والشيعة لا تستقطب "الجهاديين" فحسب بل تورط الدول الاسلامية بما سيدفع بالمنطقة والعالم الاسلامي الى الجحيم!
وسط هذه الصورة من الاحتمالات القاتمة والمخيفة يرتفع صوت خادم الحرمين الشريفين كما ارتفع دائماً داعياً الى الحكمة والتروي والعقل والى أين ذاهبون وماذا انتم فاعلون، وهل نظرتم الى الهوة التي اليها تندفعون، وهو ما كان قد فعله عندما تعمّد الامساك بيد محمود احمدي نجاد والسير معاً امام العالم في الرياض عندما كانت شرارة الصدام المذهبي متأججة بين المسلمين في لبنان... ففي حين تنخرط ايران وتدفع "حزب الله" الى القتال علناً في القصير وسوريا، تعمّد الملك عبدالله مطالبة السلطات السعودية بتشديد الاحكام على كل من يغرر بالشباب السعوديين ويحضهم على الذهاب الى سوريا "لقد سمعت مع الاسف ان هناك اشخاصاً يغررون بالشباب وهذا امر يجب ان يكون الحكم فيه ليس السجن فقط".
مثير ان ينشر هذا الامر الملكي الى جانب خبر عن ارتفاع عدد الموقوفين من خلية التجسس الايرانية في السعودية الى27، وان يأتي أيضاً بعد المكاشفة الصريحة التي اجراها الأمير سعود الفيصل مع علي أكبر صالحي واضعاً النقاط على حروف التدخلات الايرانية السافرة والتخريبية ليس في القطيف فحسب بل في لبنان وكل دول مجلس التعاون الخليجي... لكن الفرق كبير بين من يحاول سد الطريق الى جحيم الفتنة وبين من يحفر هذه الطريق!