الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من اللاعب الأوحد في المشهد السوري وجنيف ؟

من اللاعب الأوحد في المشهد السوري وجنيف ؟

21.01.2014
خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 20/1/2014
هل يمكن للسوريين الأحرار بعد هذا الكم الهائل من الوعود والتطمينات من قبل الغرب وأمريكا وما يسمى بأصدقاء سوريا الذين اجتمعوا في زعمهم لدعم الشعب السوري وتخليصه من مآسيه الكارثية، أن يصدقوا هؤلاء في كلامهم المعسول حول جنيف 2 حيث ستنشأ حكومة انتقالية لا دور للسفاح فيها، مع أن الجزار أعلن ويعلن مراراً كما فعل أمس أنه لن يتخلى عن السلطة طبعاً لأن هذا أمر أسياده من مثل نتنياهو وبوتين ولافروف مع التركيز أن اللاعب الأوحد في استمرار مرارة المشهد السوري وإضعاف جبهته مع جبهة مصر لتسلم جبهة اليهود لهم أمام تفتيت الجبهتين السابقتين وبالتالي تدوم القوة للصهاينة عشرات السنين دون أن يقدموا شيئاً من دمائهم وأموالهم، ويكونوا بذلك قد كسروا الثورات وأوصلوا الناس إلى أسوأ مما كانوا عليه تحت نير الحكام الطغاة المستبدين، وكما يقول الأستاذ حسن نافعة: فإن تفتيت الشرق الأوسط هو المطلوب ضماناً لأمن إسرائيل التي لا تسير الأمور في العالم إلا حسب مصالحها، ونحن لا ننسى أن اليهود منذ تاريخ الحضارات الأولى كما يقول غوستاف لوبون في كتابه عنهم من ص 35: إن تاريخهم كان تافهاً للغاية وقد أسفر تعصبهم على عدم احتمال غيرهم خصوصا جيرانهم حيث تعرضوا للبؤس الأسود فكانت ردودهم متوحشة مما اضطرهم أن يوحدوا صفوفهم ويكرهوا كل من سواهم خصوصا العرب والمسلمين ليأخذوا ثأرهم منهم، وكما كانوا يحنون إلى مملكة إسرائيل في عهد سليمان عليه السلام حيث امتدت حدودها من دمشق إلى مصر ومن البحر المتوسط إلى حد بعيد من البادية فهاهم اليوم يقرأون التاريخ بتأمل واستنتاج فيقفون هذا الموقف المبدئي لديهم من سورية ومصر كي تبقيا وشعوبهما تابعين للصهاينة تسليماً بالأمر الواقع ولأن أمريكا ألعوبة بأيديهم فإنهم يفرضون عليها الإغداق المالي والسلاح القتالي وأن يكونوا المحامين السابقين عن سياستها الاحتلالية المجرمة، وها نحن نراهم يحاولون رشوة المعارضين للنظام السوري بتصريحات مسكنة ظاهرياً ولكنهم ينسقون مع الروس الذين أهدوهم الترسانة الكيميائية السورية على طبق من ذهب مقابل أن يثبت الجزار بشار على الكرسي ويعاد إنتاجه ليترشح لولاية جديدة بانتخابات مزورة حتماً رغم تهجير الملايين وقتل وسجن مئات الآلاف ليهرج بمسرحية صاغها اليهود أن الشعب يريده أليس نتنياهو قد اتفق مع بوتن أن إبقاء الأسد خير لسورية بينما الحقيقة أنهم يعرفون أن ذلك خير لهما ومصالحهما لا لسورية التي أبادها ونزع الشعب عنه أي شرعية، ومع ذلك يأتي كيري ليقول: إن الأسد لن يخدعنا في جنيف، أليس الأمر كله بيد اللاعب الأوحد اليوم في المشهد السوري وهو إسرائيل؟ وما الأجراء والمصفقون إلا تبعاً لها، ويأتي الأخضر الإبراهيمي كذلك كما جاء سابقاً بقوله: إما العملية السياسية في سورية وإما الذهاب إلى الجحيم وكأننا لا نعيش الجحيم منذ البداية وكأن مصير السوريين سيكون مظلماً إذا لم يحضروا جنيف وينسى الإبراهيمي أن تأهيل بشار مرة ثانية للحكم سيكون أكثر إظلاما من أي مصير ولكل البشر في الدنيا أن يسألوا لماذا هذا التحرك المحموم للحضور إلى جنيف رغم وضوح الرؤية أليس ذلك استجابة لمنظومة اليهود الشريرة الجهنمية التي يسير الجزار في طاحونتها وإلا فسيرحل بسرعة، وعليه: فإن الحل السياسي في جنيف يساوي الحل الصهيوني فأين إدراك أبعاد التآمر على حقيقتها وكأن الفعل نفسه بخديعة أصدقاء سورية لم نفد منه شيئاً وهل يبشر المؤتمر قبل انعقاده بافتتاح بوابات مطمئنة للشعب الذي حزن بغدانوف – نائب وزير الخارجية الروسي – عليه ظاهرياً بخلاف لافروف – وزير الخارجية – الذي عمل ويعمل على منع إدانة النظام السوري بقصف الصواريخ والبراميل المتفجرة زد إلى ذلك تكالب الخارجية السورية والإيرانية بالجلوس إليه وحبك المؤامرة على الشعب السوري، وليت شعري هل سنقضي على أهدافنا بالتدريج أم نكون شجعاناً لا نراهن على أي شيء مقابل الدماء الطاهرة وثوابت الثورة المباركة؟