الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من المستفيد الأول من تفجيرات باريس..؟

من المستفيد الأول من تفجيرات باريس..؟

24.11.2015
عبد العزيز الكحلوت



الشرق القطرية
الاثنين 23/11/2015
يحق لنا أن نسأل من المستفيد من التفجيرات التي هزت أكثر من مكان في العاصمة الفرنسية باريس وراح ضحيتها أناس أبرياء. أجمع المحللون على أن روسيا والأسد كانا أول المستفيدين من هذه التفجيرات وقد لخصت صحيفة الجارديان البريطانية مكاسب روسيا فقالت "لقد حصل بوتين على اعتراف الغرب بمشروعية العمل العسكري الذي يقوم به في سوريا.. "كما أرغم واشنطن على "تقبل بقاء بشار الأسد في السلطة لحين الانتهاء من المفاوضات التي ستشرف عليها الأمم المتحدة مع الاعتراف بمصالح روسيا في البحر المتوسط عند الاتفاق على تسوية".. وإلى جانب هذا "حقق بوتين قبولا تكتيكيا للوضع الروسي في أوكرانيا" أما بالنسبة للأسد فينبغي أولا ملاحظة أنه على الرغم من إعلان داعش مسؤوليتها عن التفجيرات إلا أن ما قام به النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون من مذابح أدت إلى قتل نحو نصف مليون سوري وتشريد أكثر من 6 ملايين  هو أفظع مما جرى في باريس أو سيجري في غيرها وعندما ننظر إلى هذه التفجيرات يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن داعش ليست إلا صناعة سورية عراقية إيرانية أولا وأنها من نتاج سياسات المالكي  بشار الطائفية الموجهة من طهران، ولا يستبعد أن تكون مخترقة من قبل صانعيها فكل الضربات الأخيرة التي تمت تصب في صالح النظام السوري بما فيها تفجير الطائرة الروسية في سيناء وتفجيرات الضاحية الجنوبية في بيروت وقد نجحت التفجيرات بالفعل في تغيير الموقف الفرنسي وأصبح ضرب الإرهاب أولوية فرنسية، إذ تعمل فرنسا على التنسيق مع روسيا والولايات المتحدة ودول أخرى وربما سوريا في المستقبل كما لم يعد إسقاط بشار الأسد أولوية في الأجندة الفرنسية، وهو ما يريده نظام بشار الأسد والمتحالفون.. وباختصار فإن الذي قام بالتفجيرات أيا كان قام بها نيابة عن بشار الأسد ولخدمته وليعطيه صك البراءة من دماء مئات الآلاف من الأبرياء ليكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة، كما أن النتيجة النهائية لهذا الإرهاب البربري جاءت في صالح الأسد الذي يراد لأي مؤتمر دولي قادم إعادة تأهيل نظامه الدموي الاستبدادي ليكون جزءا من التحالف المزمع إقامته ضد داعش فهل يعالج الشر بالشر والإرهاب بالإرهاب؟