اخر تحديث
الخميس-25/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ من ذكريات ذكرى المولد النبوي
من ذكريات ذكرى المولد النبوي
04.12.2016
يحيى حاج يحيى
اعتدنا في جميع المدن والبلدات والقرى السورية أن نظهر الفرحة بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا سيما بعد أن جُنّ جنون الحزب الفاسد حزب البعث النصيري بتضخيم الاحتفالات بميلاد حزبهم البائد الكاسد !؟
فوجدت الجماهير والعلماء و شباب الإسلام بغيتهم في إظهار ما تكنه القلوب لقائدها ونبيها، في احتفالات تنضبط بالضوابط الشرعية ، وتكون فرصة للتذكير بسيرته العطرة ، وعدالة الإسلام ورحمته !
وكان من وصية أستاذنا الشهيد إبراهيم عاصي - طيّب الله ثراه - لنا في جسر الشغور أن تكون المشاركة عامة ومتعددة ، وأن تُصب الجهود كلها في إظهار المناسبة بما يليق بها ، حتى المقصرين بحق أنفسهم ليشعروا أنهم جزء من مجموع المسلمين !
فكانت فرصة للتبليغ والتذكير في جميع المساجد بشكل مرتب : كل ليلة في حي من الأحياء ، منشدون ، شعراء ، متحدثون ، مستضيفون ، شباب يحرسون ، ومولدات كهرباء ، ومصابيح غازية ( تحسباً لما يمكن أن يُظهر الرفاق من حقارة ) وقد فعلوها مرتين فأطفِئت الكهرباء وقُطِعَت ! ؟ أطفأ الله ذكرهم ، وقطع أذاهم !
وفي آخر ليلة من ليالي الاحتفال يُخصص الحفل ليكون جامعاً ، فتستضيف المدينة علماء ومنشدين من المدن المجاورة كالشيخ المجاهد محمد أبو النصر البيانوني والشيخ الشهيد محمد خير الدين الزيتوني - رحمهما الله - وسيد المنشدين حسبةً ودعوةً المنشد أحمد بربور - طيّب الله ثراه - والأستاذ محمد جعفر شردوب - حفظه الله - وغيرهم !
وفي اليوم التالي تخرج مسيرة عفوية من جامع الأنصار على رأسها الأخ الشهيد عبد الكريم النايف خطيب المسجد ، ومعها أعلام ورايات ومنشدون يحدون لها ، حتى تصل إلى منطقة الصومعة ، وقد تضخمت بانضمام الإخوة القادمين من حي التركمان !!
وفي منطقة الصومعة على طريق حلب اللاذقية يكون اللقاء ، فتنطلق المسيرة ، وهي تهتف للإسلام ولقائد الأمة حياً ميتاً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشعارها :
إن الرسول لحيُّ في ضمائرنا - على الزمان يرى منا ويستمعُ !
وتكون صلاة الظهر في الجامع الكبير ، بإمامة الشيخ نور الدين الخطيب - رحمه الله - خاشعة مطمئنة ، وكلمة للأستاذ عبد الكريم وحيد حلي ، وأخرى لأستاذنا أبي عمار إبراهيم عاصي ( هذا الوصف أكثره ينطبق على احتفالات ١٩٧٢ ) وربما عادت المسيرة لتطوف بعض أحياء المدينة ، وقد ازداد عدد المنضمين لها ، حتى تضيق بها الشوارع ، في المقدمة المنشدون من آل رضوان ، وعلى بُعد أمتار الهاتفون للإسلام ونبينا القائد يتقدمهم الشقيق محمد أبو علي ! وياله من يوم مشهود غاب عنه التصوير والتوثيق !؟
ولكن يبقى في الذاكرة عدد من خطباء الذكرى ومنشدوها من أهل بلدتنا وريفها المجاهد ، والداعمون ، والقائمون على خدمة وترتيب الحفل ! أمثال : الحاج عبد الباسط حلي والدكتور نجدة الأفندي والدكتور بدر الدين بحرو والأستاذ محمد كمال مرشان والإخوة محمد شمسي ، ومحمد منصور ويحيى تلجو وعبد الرحمن عاصي وعبد الرحيم منصور وعبد الله ميليش ونجيب نعنوع وسمير زوين وجاهد نجار، وعدنان مرشان ورافع نجاري ، وأحمد شحادة أبو نهاد ، ومحمد زكي حلي أبو كلال ، وأبو محمد صبوح ، وأبو علي هبل ، وشهيد انتفاضة الثمانين سليم قطرون ، والحاج أبو محمد فريج ، وأبو حسن شمسي ،وكثير من محبي الرسول الكريم ! لم تحضرني أسماؤهم !
وفي هذه المناسبة كم وكم من تائب ! رجع إلى الله ، وكم وكم من غافل تنبه من غفلته ! وكم وكم من مقصر استدرك تقصيره !
في إحدى هذه الاحتفالات لقيت أحد أبناء المدينة ( ف .ن . ع )وهو من أسرة كبيرة ، يُعدُّ من المطالعين ، ولديه ثقافة وقراءات ، فأسر لي بأنه راجع نفسه اليوم وقال لها : هل كل هؤلاء على خطأ، وأنا على صواب ، ثم أردف : هل تعلم أنني شيوعي ؟ قلت :لا ! قال : أنا عائد إلى ربي وديني في هذا اليوم !
توفاه الله بعد ذلك ، أسأل الله له ، ولجميع المسلمين المغفرة والرحمة !!
فجزى الله أساتذتنا وعلماءنا والدعاة إلى الله كل خير ، وحفظ شباب الإسلام الذين تربوا في محاضن الدعوة المبصرة ، والحركة الرائدة ، وفي رعاية العلماء المخلصين ! فكانوا مفخرة لأهل السنة والجماعة ، وجند حق مجاهدين ، منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، ومابدلوا تبديلا !!
ذكرى تعود ، ومولدٌ يتجدّدُ - ياطيبها ذكرى ! ونِعم المولدُ
هلّتْ مطالِعُه ربيعاً نيّراً ... - فالبُشرياتُ تفتُّح وتورُّدُ
رجع الزمانُ بيوم مولدِه فتىً - والنورُ أشرق ، واستنار الفرقدُ