الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من "شين فين" إلى "جيش الإسلام"

من "شين فين" إلى "جيش الإسلام"

12.04.2016
مرح البقاعي


الحياة
الاثنين 11/4/2016
مع أنني من الراديكاليين المتشدّدين حين يتعلّق الأمر بحق الثورة السورية الماجدة في سلاحها وتمثيلها، وقد فقدت وصل معظم الأصدقاء على امتداد السنوات الخمس الأخيرة بسبب راديكاليتي تلك، فإنني أرى اليوم وبانسجام كامل مع دفق الثورة المريميّ، أن المرحلة الانتقالية السياسية تحتمل كل ألوان قوس القزح السوري من أقصى الأحمر الدموي، إلى تخوم البنفسجي الثائر، مروراً بالرمادي ورماديّيه من المغلوبين على أمرهم أو المغرّر بهم.
من نافل القول أن ما ميّز مؤتمر الرياض هو جمعه جناحي الثورة السياسي والعسكري في آن، وكذا ما انبثق عنه من مؤسسات سياسية تمثّلت في الهيئة العليا للمفاوضات، والوفد المفاوض، واللجنة الاستشارية للسيدات. وقد تمكّنت تلك المؤسسات، على رغم يفاعة عهدها البادئ مع التئام أطرافها في الرياض، من دفع عجلة الانتقال السياسي في جولة مفاوضات مارس (آذار) في جنيف، التي امتدت أسبوعين بهدف تضمين قرارات الأمم المتحدة غير مجزوءة في برنامج عملها الكثيف والتشاركيّ بين أعضاء البعثة كافّة.
وبينما يصرّح لجريدة "الأخبار" اللبنانية بشار الأسد، خلال استقباله المشاركين في "ملتقى التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة"، فيما وفده المفاوض في جنيف يدّعي الانخراط في العملية السياسية، أن "لا رهان على الحل السياسي مع هذه المعارضة، ولا حلّ إلا بالمواجهة".
يتابع أن "الرهان الحقيقي على الحسم العسكري"، وبينما كانت وسائل الإعلام تتداول تلك التصريحات الانقلابية على مسار المفاوضات الجارية في جنيف، سمعت السيد محمد علوش، كبير المفاوضين والممثل السياسي لفصائل جيش الإسلام، يقول أنه "على رغم قناعتي بأن هذا النظام الشرس لا يمكن أن يسقط إلا بقوة السلاح إلا أنني مع العملية السياسية حتى آخر الطريق".
يكاد هذا الموقف الوطني والموضوعي لعلوش في تمثيله السياسي لجيش الإسلام، يتجاور مع تجربة جيش التحرير الجمهوري الإرلندي، وجناحه السياسي "شين فين"، وهو من أعتى حركات المقاومة في القرن الفائت. فقد ألقى الجيش المحرّر إرلندا سلاحَه الذي حمله لعقود، جانباً فور دخول الجناح السياسي للمقاومة في العملية السياسية لنيل حقوق شعبه المشروعة، وذلك إثر توجيه جيري آدمز رئيس الجناح السياسي في 2005 رسالة إلى وحدات الجيش الجمهوري يدعوها إلى "إلقاء السلاح" ويطلب من المتطوعين "المساعدة في تطوير برامج ديموقراطية وسياسية خالصة من خلال العمل السلمي حصراً".
 
* كاتبة سورية