الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من عجائب الانتخابات السورية

من عجائب الانتخابات السورية

03.06.2014
الوطن السعودية



الاثنين 2/6/2014
يقصر معنى لفظة: "مهزلة"، عن أن يكون وصفا دقيقا للانتخابات الرئاسية السورية التي تجري غدا الثلاثاء، وتقصر كل المعاني الساخرة عن أن تصف هذه الانتخابات التي لم توجد لها نظائر عبر التاريخ، إذ كيف يمكن إجراء انتخابات في بلد لا يسيطر النظام على أجزائه كلها؟ وكيف يمكن إجراء انتخابات في بلد تشهد حربا أهلية، وربما احتلالا أجنبيا من قبل قوات أجنبية موالية لنظامه؟ وكيف يمكن استيعاب إجراء انتخابات في بلد شُرد نصف سكانه، وباتوا نازحين خارجه؟ بل كيف يمكن إجراء انتخابات في بلد يقتل نظامُه شعبه كي يحكمهم؟ هل يعقل أن يتنازل القاتل من أجل البقاء على الكرسي، عن الكرسي؟
الأعجب هو المغالطات المكشوفة التي تمارسها الدول المؤيدة لنظام الأسد، وعلى الأخص إيران، التي أعلنت، أول من أمس، أن "الانتخابات الرئاسية المقررة في سورية ستعزز شرعية الرئيس بشار الأسد"، وقد جاء ذلك على لسان علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، حين قال: "إن شاء الله الانتخابات في سورية ستتم دون مشاكل، وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: "هذه الانتخابات ستعزز شرعية حكومة الأسد.. لأن شعبه أدرك أنه حال دون تفكك سورية أو تعرضها للاحتلال"!
المستشار الإيراني، يفترض ضمنيا، ومقدما فوز "الأسد"، ويؤكد أن هذه الانتخابات تعزز شرعيته، وليس أمام المتابع سوى أن يسأل: أين هي هذه الشرعية التي ستعززها الانتخابات؟
المرشحان المنافسان لبشار الأسد مرشحان صوريان غير معروفين؛ بمعنى أنهما يقومان بدور "كومبارس" في "المسرحية الانتخابية"، وحسب، ولذا كان من البدهي أن يجزم "ولايتي"، بفوز "الأسد".
إعلاميا، ومنذ وجوده، يعتمد النظام السوري على المغالطات، والقوالب اللفظية المكررة، والشعارات التي تجاوزتها المرحلة، لكنه يتمادى في المغالطات الخادعة، فيحاول ـ عمليا ـ إيهام العالم بشرعيته، وهو العليم، قبل العالم، أن ذلك لن ينطلي حتى على مؤيديه من الدول والأفراد، فلماذا يستمر في المخادعة، ولماذا لا يستوعب الدروس، ولماذا يواصل إدهاش الدنيا بالتذاكي الغبي؟
الإجابات كامنة في "عقل النظام"، الذي كان يجب أن يزول بزوال الطرائق البالية التي يحاول تجديدها دون فائدة، لأن "العقل البشري"، تجاوز "عقل النظام" بمراحل كثيرة.