الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من لم يمت بالكيماوي مات بغيره!

من لم يمت بالكيماوي مات بغيره!

13.05.2013
عبدالعزيز السويد

الحياة
الاثنين 13/5/2013
الأسلحة الكيماوية، وجودها وبيد من هي؟ هو ما يشغل الغرب في سورية، الانشغال الفعلي الذي يدفع لإجراءات عملية وحشد جهود سياسية مع تهديدات بتحرك عسكري، لا شك في أن خطر أسلحة الدمار الشامل كبير بأي يد كانت حتى ولو كانت يد إسرائيل «النظيفة الديموقراطية!». لكن السؤال لماذا لم يتبلور اهتمام مستحق بمسألة أخرى على رغم خطورتها؟ هي أيضاً يمكن تصنيفها من أسلحة الدمار الشامل طويل الأجل.
لماذا لم يبرز اهتمام حقيقي بالمجازر الطائفية والتطهير المذهبي في سورية، تنتهي أخبار هذه المجازر بمجرد نشرها لتأتي أخبار مجازر جديدة والصورة الرمادية عنها مقصودة، يتم الاحتفاظ بملفات هذه المجازر للمستقبل مثل ألغام في دهاليز ذاكرة الشعوب، لا تفتح هذه الملفات وإن أعلن عنها وتم استنكارها، يقف الأمر عند هذا الحد.
أليس من الغريب عدم اهتمام هيئة الأمم المتحدة وهيئات أخرى معنية بالمنطقة العناية المباشرة مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بل وهيئات حقوق الإنسان العالمية. تصدر بيانات لأجل أفراد وحريات تعبير وتغمض العيون عن مجازر طائفية و«تطهير» عرقي أو طائفي مثل الذي حدث ويحدث في سورية، يتم تكرار بل واستنساخ ما حدث في العراق، بيانات الشجب والاستنكار لا قيمة لها إذا لم يتبعها جهود تقصي حقائق ومحاكمات.
جرائم بشعة ستقيد ضد مجهول، لكنها في ذاكرة المنطقة وشعوب ومجتمعات اقترفت فيها، وطاول جزءاً من مكوناتها باقية مثل خلايا متوحشة نائمة تقتات من رغبة في الانتقام، ليأتي يوم تبعث فيه.
ما الذي يمنع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي من التركيز على هذا الملف البشع والخطر، ليكون قضية دولية حاضرة في كل أجندة اجتماع إلى حين تحقق العدالة؟ ولماذا يترك، فقط لأن «الدولي» لم يهتم به كما اهتم بالأسلحة الكيماوية؟