الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من هو النائي بنفسه لبنان أم الولايات المتحدة؟

من هو النائي بنفسه لبنان أم الولايات المتحدة؟

13.06.2013
طارق محمد الناصر

الرياض
الخميس 13/6/2013
    منذ بداية الثورة السورية أعلنت الولايات المتحدة تأييدها لمطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة وصولا لمطالبة الاسد بالرحيل. كان حديث الامريكيين عن مطالب شعبية عادلة يقمعها "رئيس منفصل عن الواقع" كما كانوا يصفونه. كان حماسهم وإصرارهم كبيرين لدفع الامور الى خواتيمها المنطقية.
وعلى العكس من الانخراط الامريكي أعلن لبنان وقوفه على الحياد. نأيه بنفسه صدر بوثيقة رسمية اودعت بالجامعة العربية وبالأمم المتحدة توافق عليها جميع اعضاء هيئة الحوار الوطني وكانت تنص، صراحة، على عدم السماح باستعمال لبنان مقرا او ممرا او منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين الى سورية.
الآن ونحن نمضي في بحر العام الثالث من عمر المأساة اين يقف الامريكي المنخرط، وأين يقف اللبناني النائي بنفسه؟!
ما زال المنخرط يتحدث عن حلول دبلوماسية ومؤتمرات دولية وما انفك يبحث امكانية إمداد الثوار "المناسبين" بمساعدات عسكرية غير قاتلة. بل وحتى خطه الاحمر المتمثل بعدم استخدام الاسلحة الكيماوية قد تم تجاوزه إلا ان المنخرط لم يسع للمحافظة على هيبة كلمته بل طفق يبحث عن مبررات كالكمية الضئيلة المستخدمة والسفسطة حول التأكد من هوية مستخدمها.
لم يكن أداء الامريكي إلا سلسلة طويلة من خيبات الامل. ولم يقف ضرر تأثير مقاربته المترددة والبائسة للحل هنا بل امتد ليصيب اكثر الناس حماساً في دعم قضية الشعب السوري وأصدقهم في الرغبة بالعمل على وقف آلة قتل النظام.
الجميع أصابهم الاحباط من سلوك ادارة امريكية تضع العراقيل في طريقهم بدلا من تعبيدها او على الاقل عدم عرقلتها.
من الواضح ان دول المنطقة تدرك، أفضل من المنخرط الأمريكي، التبعات الكارثية على الاقليم بأكمله في حال استمرت المأساة السورية في اجتذاب كل متطرف بغيض لأتونها. تردده كبله وكبلهم فالوقت لا قيمة له عنده في حين هم يعلمون بان الوقت هو كل شيء. ألسنة اللهب تقترب كل يوم لدرجة انه بات بالإمكان الاحساس بحرارة اضطرامها.
اما النائي بنفسه فقد كف عن التمثيل وأعلن النفير. آلاف المقاتلين انخرطوا بالحرب علنا وآلاف أخرى، كما يتباهى نصرالله، تتوق للمشاركة بالمعركة الكبرى. سيكون من العبث القبول بفذلكة عدم مسؤولية الدولة عن الحزب كما يحاول الرئيس ميشال سليمان صادقاً ان يفعل. فالحزب فعليا هو صاحب القرار لذا لم يكن غريبا، وإن ما زال وقحا، تبرير وزير الخارجية اللبناني المشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة بأن الحزب يحمي، فقط، المزارات والشيعة في سورية.
ويبقى السؤال من هو المنخرط ومن هو النائي بنفسه؟
ليت السياسيين في البلدين يستعينون بخدمات اللغويين لإعادة تحرير المصطلحات.