الرئيسة \  تقارير  \  من وجهة نظر مركز بحثي إيراني .. علاقات “القاهرة-أنقرة” من التوتر إلى التطبيع !

من وجهة نظر مركز بحثي إيراني .. علاقات “القاهرة-أنقرة” من التوتر إلى التطبيع !

10.10.2021
كتابات


خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
كتابات                  
السبت 9/10/2021
شدد “عمر جليكـ”، المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية”؛ على أهمية العلاقات “التركية-المصرية”؛ وأعرب عن أمله أن تتمكن البلدان من التعاون فيما يخص موضوعات المنطقة والعالم الإسلامي.
وووصف استمرار العلاقات بين البلدان العريقتان في حوزة “البحر الأبيض المتوسط”، وبخاصة حيال القضايا السورية واللبنانية والعراقية والفلسطينية؛ بالهامة.
وقد اتخذت البلدان مؤخرًا خطوات جديدة على صعيد تطبيع العلاقات، مثل اللقاءات الرسمية بين مسؤولي أجهزة المخابرات والخارجية؛ برئاسة، “سادات أونال”، مساعد وزير الخارجية التركي، في العاصمة المصرية. بحسب (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني.
معوقات في الطريق..
ورغم أهمية هذه اللقاءات والاجتماعات الأمنية والمخابراتية، لكن من المبكر الحديث عن مستقبل العلاقات بين البلدين. فالجنرال “عبدالفتاح السيسي”، القائد العسكري في أرض الفراعنة؛ مايزال غاضبًا من تصرفات، “رجب طيب إردوغان”؛ بخصوص دعم تيار “الإخوان المسلمين” واستقبالهم في “تركيا”، كذلك لا ينسى الزعيم المصري خطاب نظيره التركي الناري؛ والذي وصف خلاله، “السيسي”، بالقاتل؛ و”محمد مرسي”، بالشهيد.
من جهة أخرى؛ فالتقارب المصري مع “اليونان”، العدو التقليدي لـ”الجمهورية التركية” في “البحر الأبيض المتوسط”، ودعم “القاهرة” المعلن للسياسات الخليجية؛ وبخاصة: “السعودية والإمارات” ضد “تركيا”.
على كل حال، فالتطورات جديدة في الشرق الأوسط؛ مثل المصالحة “القطرية-السعودية”، وأيضًا احتمالات إنعقاد دورة جديدة من المفاوضات النووية بين “إيران” ومجموعة (4السبت 9/10/20211)، تُعتبر من جملة العوامل التي تُمثل نقطة إنعطاف دفعت إلى التفاوض بين الجانبين، “التركي-المصري”.
أسباب حلحلة الموقف التركي المتصلب..
وعن أسباب الرغبة التركية في المصالحة مع “مصر”، يقول الدكتور “داود أحمد زاده”، خبير الشأن المصري: يبدو من خلال توجه القيادة التركية، وشخص “إردوغان”؛ أن النظرة الشمولية في السياسات الداخلية والصراعات السياسية والأمنية مع بعض الحلفاء العرب سابقًا في المناطق المأزومة؛ مثل “شمال إفريقيا” و”غرب آسيا”؛ كبدت الرئيس التركي تكلفة باهظة، واستمرار هذه السياسات قد يؤدي، وفق الخبراء، إلى مضاعفة التكلفة الأمنية والعسكرية بالنسبة للجانب التركي، وعليه نهضت “تركيا” مؤخرًا للتصالح مع “مصر” و”السعودية”؛ والهرب من المأزق الجيوسياسي؛ نتيجة المداخلات في شؤون الدول الأخرى.
كذلك يمكن إضافة الأسباب التالية :
1 – تسعى “تركيا”، بتطبيع العلاقات مع “مصر”؛ إلى استعراض القوة أمام “اليونان”. والحيلولة نوعًا ما دون تقييد مصالحها في “البحر الأبيض المتوسط”، إذ استفاد “اليونان” طوال السنوات الماضية من فراغ القوة في التوقيع على عدد من الاتفاقيات “الاقتصادية-التجارية” والإستراتيجية مع “قبرص” و”الكيان الصهيوني”، وخلف أجواء مليئة بالتحديات بالنسبة للجانب التركي، شرقي “البحر الأبيض المتوسط”.
 
02 – يستند تطبيع العلاقات “التركية-المصرية” على أحداث مختلفة من خارج المنطقة، واستنتجت “تركيا” أن عليها إدارة الأزمة نتيجة التوازنات الجديدة في المنطقة، وبخاصة بعد تأكيد “الولايات المتحدة” على إستراتيجية الانسحاب من المنطقة؛ وتكليف دول المنطقة بإدارة أوضاعها الأمنية، وكذلك حرص، “جو بايدن”، على إنهاء الأزمة اليمنية، ورغبة استكمال المفاوضات النووية مع “إيران”.
تركيا: من سياسات الإيديولوجيات إلى البراجماتية..
وعن تبعات التطبيع “التركي- المصري”؛ أضاف: “فشل السياسات التركية في المنطقة، وارتفاع الضريبة الأمنية، بالنسبة للتيارات المحسوبة على الإخوان المسلمين؛ وشخص، إردوغان، دفع تركيا إلى العدول عن سياساتها القديمة وإبداء المزيد من المرونة للحد من التوتر، وكما سبقت الإشارة فإن تطبيع العلاقات في المنقطة لا يقتصر على تركيا فقط، وأنما كذلك دخلت قطر في مفاوضات جادة مع المملكة العربية السعودية؛ أفضت إلى عودة الدوحة مجددًا لمجلس التعاون الخليجي”.
مواصلاً: لكن لو نقيم توجه القيادات التركية الجديد والتركيز على موديل السياسة العقلانية، (أي التكلفة والمكسب)، فإن علينا القول: اتخذت “تركيا”، بتجاوز سياسة الشعارات والإيديولوجيات في السياسة الخارجية، سياسات براجماتية تراعي المصالح الاقتصادية؛ وقد أثبتت ذلك بالتضحية بحلفاءها المقربين لقاء الاتفاقيات التجارية المالية؛ حتى مع أعداء المنطقة.
ويسعى “إردوغان” إلى تفعيل الدور التركي في منطقة “شمال إفريقيا”، وكذلك دور الخليج. ولا ننسى أن “تركيا”، حال تطبيع العلاقات مع “مصر”؛ سوف تتعرض للضرر بسبب الأخطاء السياسية، لأن “مصر” تُعارض تحركات “الإخوان المسلمين”، وحال تطبيع العلاقات “التركية-المصرية”؛ فسوف تحصل “مصر” على إمتياز استعادة أعضاء هذه الجماعة، وهذا قد يؤدي إلى تراجع ثقة “الإخوان” في “تركيا”، وقد يتسبب في آثار سلبية على ميادين المناورات التركية الداعمة للتيارات الإخوانية في “سوريا” وغيرها من المناطق الأخرى.
يُذكر أن “تركيا” كانت قد استفادت، طوال الأعوام الماضية، وبخاصة بعد “الربيع العربي”، من إمكانياتها الكبيرة في التواجد بـ”البحر الأحمر”، وشرقي “المتوسط”، وبخاصة الخليج.
وبالتالي يجب البحث عن مجالات خفض التوتر بين “أنقرة” و”القاهرة”، في المثلث الإستراتيجي: “الخليج-البحر الأحمر-البحر المتوسط”.