الرئيسة \  مشاركات  \  من وحي الكلمات ... في بلدي ثورة ..؟؟!!

من وحي الكلمات ... في بلدي ثورة ..؟؟!!

18.09.2013
روني علي




كل التعابير والكلمات، و كل البيانات والتصريحات تقول: أن في بلدي ثورة.. كل القيادات وما دون القيادات، من الصف الأول وحتى الأخير، تطلق العنان لطبول الحشد وهي تصرخ للملأ وتقول: «نحن جزء من الثورة» حتى أن كتبة بيانات مراكز القرار في سالف الأيام، وحاملي أختام الوطنية في مستنقعات الموت، وممتهني لعبة بساط الريح والسوط وسلخ الجلود البشرية، هم في سباق محموم للوصول إلى القمة في «ثورة الوطن».
فواجهات الفنادق في عواصم الضخ هي الأكثر ترويجاً ودعايةً للروح الثورية في بلدنا .. نعم إنها الثورة، وفي الثورة لا فرق ولا تفريق، فالثورة واجب ونداء، ومن حق الكل تلبية هذا المقدس من الواجب .. ولا ضير.
في بلدي ثورة .. هكذا تقول السبطانات وتتكلم الدوشكات والشيلكات.. لكن ماذا يقول الفار من جحيم الموت .. الرازح تحت وطأة الصراع من أجل السلطة والنفوذ، سواء أكان على كرسي المركز أم كرسي الوهم داخل الكيانات المصطنعة في صورة معارضة مسخة، تجوب العواصم بحثا عن الارتزاق، مقابل تقديم صكوك الطاعة والولاء.. ثم ماذا تقول تلك الأم التي تبكي طفلها بحثا عن رضعة حليب .. ؟؟
نعم في بلدي ثورة .. لكنها ليست ككل الثورات .. إنها ثورة الدخول إلى الموت عبر بوابات القصف والجوع والتهجير والحصار والتجويع، ودونما مقابل يذكر .. فالنظام لم يزل، والخارطة لم تزل، والمعادلة الدولية «الساقطة» تجوب شوارع بلدي، بحثا عن مرتزق جديد من بين الساسة وأمراء الحرب، ليضخ في عمر الأزمة أمداً جديداً..
في بلدي ثورة .. والثورة لا بد أن تكون لها ضريبتها، وتلك هي قناعة الإنسان السوري، لكنه لم يقتنع بعد، أن يتحول إلى ضحية من أجل غطرسة من يدعي «الثوروية»، وبالتالي يستبدل ديكتاتورا بآخر، أو أن يشكل ذاك الوقود لحرب هي والثورة على طرفي نقيض.. فهل سيقتنع السوري أنه يعيش ثورة الكرامة..؟؟؟!.